شهيدا الغدر الطائفي غالب عكر ووالده.. ذكراكما ينبوع يروي ووردة حمراء على صدر الخيام
غالب عكر ولحظة الوداع الاخيرة
حسين عبدالله
12 نيسان 2010
في الساعة الثانية عشرة ظهر الثالث عشر من نيسان 1975، كان اللقاء الاخير مع غالب عكر الشاب الخيامي الذي ترك بلدته قاصدا بيروت طلبا للعلم، حين صعد غالب في الباص المشؤوم او بوسطة عين الرمانة كما اصبحت تعرف وهو يتهكم علينا ونتهكم عليه لان اللباس العسكري الذي كنا نرتديه يصلح لرجل سمين جدا ونحن الثلاثة مجتمعين لم يكن يصل وزننا الى 120 كلغ.
تواعدنا انا وهو والمرحوم الشاب محمد ذيب عواضة ان نلتقي بعد ساعتين او ثلاثة في الدكوانة حيث كان يقيم غالب، واطل غالب من النافذة قبل ان ينطلق الباص وهو يلوح بيده على امل اللقاء، لكننا لم نكن ندرك انه اللقاء الاخير وتحية الوداع وان بوسطة الموت تقل الى الحتوف وليس الى اماكن الحياة.
كان غالب عكر فدائيا بامتياز ومقاتلا من اجل القضية بصدق مع انه لم يكن يحمل بندقية وربما لم يطلق رصاصة واحدة في حياته، فلقد كانت قضايا الامة العربية تسكن في وجدان وجدانه، فهو كادح ابن كادح وهموم الجماهير يحملها على كتفيه لانها همومه، كما هي هموم الامة التي كان جنديا من جنودها في مسيرة التحرير الطويلة.
الذين لايعرفون غالب عكر لايعرفون تاريخا من النضال والجهاد كان غالب واحد من القافلة الطويلة المترامية الاطراف التي تنشد وطنا من المحيط الى الخليج يهدر فيه صوت الاحرار الرافضين للخنوع.
والذين لايعرفون غالب عكر يعتبرونه ضحية من ضحايا بوسطة الموت في عين الرمانة ولايعرفون ان الذين اطلقوا الرصاص عليه وعلى رفاقه في البوسطة انما اطلقوا النار على لبنان الحر السيد المستقل وعلى وحدته واستقراره، وانهم فتحوا باب الجحيم بوجه هذا البلد الصغير الذي مزقت رصاصات عين الرمانة وحدته وادخلته في اتون دورة العنف والقتل والتي طالما كان غالب عكر ورفاقه يحرصون على صيانة الحرية والديمقراطية في هذا البلد.
والذين اطلقوا الرصاص على بوسطة عين الرمانة كانوا عن سابق تصور وتصميم يطلقون النار على فلسطين وقضيتها التي كان غالب عكر واحدا من الذين انتهوا للتو من المشاركة في عرض عسكري تحية ووفاء لابطال مجموعة فدائية من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة استطاعت دخول مستعمرة نهاريا واحتجاز رهائن داخلها.
ودخول المستعمرات واحتجاز الرهائن كان امرا يبدو عاديا لدى الفدائيين الفلسطينيين الذين وصلوا تل ابيب وغيرها من المدن الاسرائيلية.
كلما عاد 13 نيسان اتذكر غالب عكر اتذكر سمرته وبسمته، واتذكر كيف استقبلته الخيام شهيدا في زورق يسبح على بحر من الاكف وسط صيحات تشق عنان السماء تتحدى العدو وتؤكد على ان المسيرة مستمرة.
غالب عكر 35 عاماً على رحيلك ومازال الوطن على الجلجلة.
------- -------- -------
غالب عكر.. ذكراك ينبوع يروي ووردة حمراء على صدر الخيام
أحمد حسن الباشا
13 نيسان 2010
تسرح بنا الذاكرة إلى مروج الخيام الخضراء وربيع طفولتنا العامرة بالبساطة والفرح أيام كنا وبيت "أبو غالب حسين عكر" جيران في بيوت التعمير الصفراء في الجلاحية.. نلعب ونلهو في الحصيد ونركض وراء أمهاتنا باتجاه العين لنملأ الماء ونخطط لمشاريع الصيف والنزلة إلى غدير "الشاغورية".
... وسافر ابو غالب ووالدي الى ليبيا أما غالب فقد توجه إلى بيروت ليكمل دراسته تاركاً لنا كتبه واشعاره وبعض ما كتبه عن الاخضر العربي وفلسطين...
أحلام جيّشت مشاعر جيلنا وحولت الفدائي عندنا الى قدّيس .
كم نحن بحاجة اليوم ياغالب إلى مشاعرك النبيلة لنكون الى جانب اهلنا الفلسطينيين قولاً وفعلاً من أجل الحدّ الادنى من شروط الحياة البشرية في المخيمات، حقّ العمل والتعليم والتنقل...
أصدقاء لنا يعملون اطباء في بلاد تخرجهم ولا يسمح لهم بمداوة اهلهم!
نعم ياصديقي يطلقون كل شعارات التضامن مع القضية الفلطينية ويمارسون ابشع اشكال الحقد العنصري بحق الفلسطينيين أنفسهم.
أطلق هذه الصرخة في ذكراك لان هذا الحقد هو نفسه الذي انصب عليكم في بوسطة عين الرمانة!
غالب عكر كان لا يعنيه الا الانساني جدا.. هذا الحالم الرومنسي بحق الفلسطينيين بوطنهم!
ذكراك ينبوع يروي ووردة حمراء على صدر الخيام
------- -------- -------
أبو غالب حسين عكر: خيامي أصيل .. تفانى في خدمة عائلته حتى الشهادة
حسين عبدالله
15 نيسان 2010
بمناسبة عيد الأب (بعض البلدان تحتفل به في 19 نيسان) لا بد من أن نتذكر قصة الأب الخيامي حسين عكر الذي ترك بلدته متوجهاً إلى بيروت في 14 نيسان عام 1975 بعدما أشيع في البلدة أن إبنه البكر غالب كان من بين ضحايا بوسطة عين الرمانة:
سار حسين عكر ولم يتطلع وراءه غير آبه بالحياة، وجهته نجله غالب الذي كدّ وتعب وسهر من أجل أن تتحلق العائلة يوما ما شبّاناً وصبايا حوله في الشدائد والفرح.
قطع أبو غالب حسين عكر نصف الطريق الطويلة وعيناه مغرورقتان بالدمع، فهو لم يتصور يوما ان ولده البكر هو اول الضحايا المظلومين الذين بدمهم فجر حفار قبر الوطن شرايينه لكي يتوقف قلب لبنان عن الخفقان.
سمع ابو غالب خبر استشهاد إبنه لكنه لم يصدق لان الأمل بالحياة عنده اقوى وامضى، ومع ذلك ركب سيارة الاجرة من بلدته الخيام الى بيروت وركبت كل الاماني وفي مخيلته شريط طويل عن نجله منذ الطفولة حتى آخر لحظة عندما ودعه على مصطبة البيت واعداً إياه انه سيعود يوماً وبيده شهادته العلمية.
وانطلقت السيارة باتجاه بيروت لكن قلبه وعقله كانا اسرع بالوصول، يدوران في شوارع العاصمة، يفتشان عن شاب اسمر لم يتجاوز العشرين من عمره، وكلما اقتربت السيارة من العاصمة كانت التساؤلات الممزوجة بالدموع لدى ابي غالب تتزايد:
هل ارى غالب حياً واضمه واحضنه؟
هل اعود به الى الخيام ملعب احلامه الى جانب رفاقه الذين يسكنون وجدانها؟
أخذته الهواجس كثيرا ولكنه بقي على امل أن يصل في النصف الاخير من الطريق الى إبنه وفلذة كبده وعندها يفي نذرا قطعه على نفسه بانه سينام في لحده مسرورا زاهدا بعمره.
قالوا له لا تخاطر ابو غالب، فبيروت تحت فوهة المدفع وصليات المدافع الرشاشة وتنبعث من شوارعها رائحة الموت التي بدأت تنتشر في سماء العاصمة. ابتسم ابو غالب ورد قائلا المخاطرة ان ابقى حيا واترك ولدي غالب وحيدا انه محتاج اليّ كما انا محتاج اليه.
وبين ازيز رصاصة ورصاصة يقول ابو غالب هذا اجلي قد دنا لكن امنيتي ان يطول خطوتين ليس اكثر الى حين اكحل عيني بوجه طالما احببت وطالما تمنيت لو ان الله ياخذ من عمري ليطيل عمره.
لكن القدر قال لابي غالب: "ستموت بحسرة ولدك غالب الذي خطفته من الحياة رصاصات الغدر والجبن والطائفية لتخطف الوطن الى الجحيم".
وعلى بعد خطوتين من مستشفى الكرنتينا حيث يرقد غالب شهيداً غاضباً على قتلته وقتلة لبنان، سقط ابو غالب شهيداً ويده مرفوعة متضرعاً الى الله معاقبة القتلة الذين حرموه النظرة الاخيرة لولده الشهيد...
وعاد ابو غالب وسط السواد والدموع الى الخيام ليلتحق به بعد ايام قليلة جثمان ولده غالب الذي طاف على أكف رفاقه في شوارع بلدته التي احبّ فيما كانت الحناجر تصدح في السماء معاهدة الشهيدين على الوفاء للوطن، مفتتحا عهد الشهادة الخيامية فبدأت الخيام بين حين وآخر تستقبل ابناءها محمولين على الراحات في زوارق تسبح في بحور من البشر.
اذكر حين وصلت سيارة الاسعاف التي تحمل الشهيد غالب الى الخيام قال لي سائقها هل هذه الجموع كلها تعرفه؟
قلت انها حزبه. وبعد ثلاثة عقود ونيف يكبر حزب غالب ووالده ليصبح على مدى الوطن كله حزب الشهادة ومقارعة الظلم.
أبو غالب حسين عكر جسّد شخصية الاب الكادح من أجل أسرته والمتفاني من أجلها حتى الشهادة.
------- -------- -------
غالب عكر: شهيد الخيام.. أول شهداء القافلة
أحمد ابراهيم
13 نيسان 2012
ظهر الثالث عشر من نيسان 1975، سقط غالب عكر الشاب الخيامي الذي ترك بلدته قاصدا بيروت طلبا للعلم شهيدا الى جانب كوكبة اخرى سقطت في بوسطة عين الرمانة بوسطة الموت.
كان غالب الشاب النحيل الجسم الاسمر البشرة ممتلئا بالعنفوان والحيوية ونصيرا ناصرا لقضيته قضية الفقراء والاحرار .
فلقد كانت قضايا الامة العربية تسكن في وجدانه ، وهموم الجماهير الشعبية تثقل كتفيه فهو جندي من على مقعد الدراسة في مسيرة التحرير الطويلة.
فهو واحد من القافلة الطويلة المترامية الاطراف التي تنشد وطنا من المحيط الى الخليج يهدر فيه صوت الاحرار الرافضين للخنوع.
فالرصاصات التي نخرت جسد غالب ورفاقه في بوسطة عين الرمانة نخرت جسد فلسطين والفقراء والكادحين
كلما عاد 13 نيسان نتذكر غالب عكر سمرته وبسمته، ونتذكر كيف استقبلته الخيام شهيدا وسط بحر من الجماهير فكان في مقدمة قافلة الخيام وشاهدا على ويلات وطن .
------- -------- -------
غالب عكر.. أوتي بجثمان أبيه قبل جثمانه
اسعد محمد اسعد عبدالله
14 نيسان 2012
إن الشهيد غالب عكر هو اول شهيد قدّمته الخيام في بداية الحرب الآهليه اللبنانية.
استشهد عندما هاجمت القوي الانعزاليه والمتصهينه بوصطة عين الرمانة.. فلما شاع في الخيام خبر العملية الإجرامية، ذهب ابوه، حسين عكر، إلى بيروت ليأتي بجثمانه فأوتي بجثمان ابيه قبل جثمانه.
كان الشهيد غالب من المناظلين الأشاوس في صفوف الحركة الوطنيه في ذالك الزمان.. رحمه الله واسكنه فسيح جناته.
لا تبكه فاليوم بدء حياته ان الشهيد يحيا يوم مماته
رحمك الله يا صديقي ورحم الله والدك المكافح
* اسعد محمد اسعد عبدالله .. كندا - أوتاوا
تعليقات: