والد لستّة أبناء دفع حياته ثمن خلاف بينه وبين جيرانه، والسبب طير حمام، فقد شهدت بلدة القرقف –عكار، في الأمس، إشكالاً بين رشيد الطحش ومحمد التلاوي تخلله تضارب وإطلاق نار من بارودة صيد، انتهى بسقوط الأخير أرضاً بعدما أصيب بأزمة قلبية، ليلفظ آخر أنفاسه.
تطور مميت
بلدة القرقف ارتدت ثوب الحداد على ابنها محمد. وبحسب ما شرحه رئيس البلدية لـ"النهار"، فإن الخلاف بدأ بعدما اتهم ابن رشيد الطحش البالغ من العمر 12 سنة أبناء محمد التلاوي (أعمارهم تفوق الـ18 سنة) بسرقة طير حمام له، مع العلم أنهم جيران وأقارب، الأمر الذي دفع الطحش إلى التوجه عند الساعة الرابعة من بعد الظهر إلى المخفر لرفع دعوى ضد التلاوي، فحواها سرقة الحمامة، فطلب منه عناصر الدرك أن يعود بعد ساعة كون فترة استراحة المدعي العام تمتد من الساعة الثالثة حتى الخامسة"، وأضاف: "تجدد الإشكال فلم يستطع اي طرف استيعاب الطرف الآخر، وتطور من تلاسن إلى تضارب في باحة أمام منزل الطرفين، وبعد أن توجه محمد إلى منزله، قام ابنه بإطلاق النار من بارودة صيد من الشرفة على التجمع في الخارج، ربما خاف والده من أن يتورط فلذة كبده بقتل أحد، سقط أرضاً، نُقل إلى مستشفى الخير في المنية جسداً بلا روح، ليعلن الطبيب الشرعي أن سبب وفاته أزمة قلبية من دون وجود آثار ضرب عليه"... رحل محمد (مزارع) في غفلة، في حين سُلّم الطحش كما قال الرفاعي "بالتعاون مع الأجهزة الأمنية إلى المخفر لإراحة الجوّ وترك الأمر للقانون كي يأخذ مجراه، وبالفعل الوضع أفضل الآن".
مشاكل متكررة
"المشاكل بين كشّاشي الحمام متكررة، لا بل أصبحت شبه يومية في ظل الحجر المنزلي والبطالة، ما يدفع الناس إلى اقتناء الحمام"، قال الرفاعي "لدى كشّاشي الحمام نظام خاص، يطيّرون الحمام المسمى جلاّب، وهو ذكر لديه القدرة على جلب حمام الآخرين، وعند قيامه بذلك لا يتم رد ما حصل عليه الكشاش، لكن أولاد الطحش صغار في السن لا يعلمون نظام الكشّاشين، لذلك أرادوا استعادة الحمامة"، وعن سبب عدم ضبط الأمر، أجاب: "يحتاج ذلك إلى تعاون الأجهزة الأمنية مع محافظ الشمال لاتخاذ إجراءات في هذا الصدد، كما يحتاج إلى أنظمة وقوانين واضحة، وحتى إن وُجدت هذه القوانين فلا أحد يساعد على تطبيقها، مع العلم أنه في القانون يُمنع اقتناء الحمام على الأسطح، حيث يجب وضعها في أماكن معينة وبالتحديد نائية وبمواصفات محددة، كون الحمام يرتب أضراراً على الآخرين، فعند تطييره يتم رشقه من قبل الكشاش بالليمون والحجارة التي ستسقط حكماً على الناس والسيارات"، لافتاً إلى أنه "عندما أتوجه بمراسلة الى المحافظ ترتكز على شكاوى جيران سواء تعلق الأمر بالحمام أو الدجاج وحتى الكلاب التي يستقدمونها من سوريا لبيعها، أي إننا أمام متاجرة بالحيوانات، عدا أنه لا توجد أنظمة واضحة لاقتنائها، فإن تدخلات معينة تحوّل القضية من قانونية إلى إنسانية محورها أن المشتكى عليه يعتاش من الطيور أو الحيوانات في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة".
تعليقات: