خربشات خيامية


قنديل على الباب يحكينا

يراقص ليلك المعطر بالوشوشات

وخال على الخد يسيل له لعاب نبعك الرقراق

***

هنا الخيام ياولدي

ابواب مشرعة على الاقمار تنادي

هذه الساحة مدى يتسع الى اخر الكون

وذلك الشارع الممتد الى اخر الاحلام

تشاغبه كركرات الاطفال

وشارع العشاق همسات

تنبت في زقزقة العصافير عشاق

***

كانت لنا البيوت حكايات

لاحجار عتيقة

وذاك الزيتون منذ البدء كان هنا

من زيته اوقد المسيح قنديله

وتلك" دردارة" روت صلاح الدين

حين كان الدين الايمان

***

من هنا مرت على الاجساد المتعبة

حراب وغيلان من حديد

ثمانون فينا في غيابهم حضروا

في المجهول قد ناموا

***

يطل من الجنوب

كابوس يصبغ قناديلك بالعتمة

وسطوح البيوت العتيقة

تئن من هدير غربان السماء

وانت هنا عار حتى من سماء

***

يضيء القمر ليل الحكاية

وتشاركه النساء الامس الذي كان

وفي البعيد يشتعل جنون الفراق

بين الماء والماء نار وجزار

وعيون تسرق من البعيد بعض شمس الخيام

***

يشاغب التلميذ معلمه

وعلى افريز النافذة يغني الدوري مواله

وتلك الكراسي القديمة تكتب رسائل شوق

الى احاديث ملونة بايام خلت

***

قبل ان يقفل النهار دكانه

يستل الطاعن في الامل قصة قديمة

ويحلق ابو اسعد اخبار الايام على مهل

وتنقب" الختيارة" بين حبيبات القمح عن فارس

لبنت نبت بين اصابعها ريحان الانتظار

هنا الخيام... هنا "اذاعة الخيام من الخيمة"

***

طارت خيامنا الى الحنين

وطرنا

ايدي سبأ تفرقنا

على دوربنا العتيقة مرت تواريخ

ذاك المصري سنوحي

وهذا ستيفانو الروماني

وذاك ...وذلك

الاف الخيل ضربت سنابكها

وبقيت الحميضة تنبت كعروس ليلة زفافها

والشمس تشرق بلا ضجر على بيوت هادئة

وتحت "لمبة الشارع" يقرأ الليل دروسه

مروا ...ومروا...ومروا

ورحلوا

وبعده الصوت يصدح "جيب الهذيك من تحت الهظاك"

هي الخيام لا تنفك تتوالد

من الياسمين والزنبق

من التين والزيتون

من عيون فيها ارتسمت مليون وردة

وقمر

هذي الخيام يا ولدي

الف سلام لحاراتها

والف باقة فل لازقة هرمت وما شاخت

تعليقات: