تلميذان يوقعان على ملصق رفض العنف
«العنف يمنع المجتمع من تحقيق المساواة والسلم والتنمية التي نطمح جميعاً الى تحقيقها.
نحن تلاميذ مدرسة ... نتعهّد قدر الإمكان بتبنّي سلوكٍ سلميّ ولاعنفيّ. أحترم نفسي، أعترف بوجود الآخر، أتجنّب استعمال النقد السلبيّ والكلمات المهينة، أتفادى التعرّض الجسديّ أو المعنويّ للآخر، أتوانى عن الضغط السلبيّ على أصدقائي والسلوك المدمّر لذاتي....». عريضة علّـقت في صفوف المدارس التي شاركت في نشاط «الأيّام التضامنيّة للـــحدّ من العنف» لشهر نيسان 2008»، الذي أطلقته الحركة الاجتماعية. العريضة هي بمثابة عبرة للتلاميذ، يتأملونها كلما احبوا التعرف على ما انجزوه خلال النشاط التنموي.
ويتوجّه هذا النشاط الى تلاميذ المدارس الخاصة في مختلف المناطق اللبنانيّة. كعادتها في كل سنة تنظم الحركة نشاطات تنموية موجهة الى المدارس، بهدف حثهم على موضوع اجتماعي معين، يتطلب منهم التفاعل معه. أما الجديد الذي طرأ على نشاط السنة الحالية، هو المبادرة التي قامت بها الحركة الاجتماعية بزيارتها المدارس، بدلا من أن تقوم الاخيرة بزيارتها، في الاماكن المحددة للنشاطات.
كيف بدأت الفكرة؟. تشير المسؤولة الاعلامية في الحركة جيزيل الاشقر الى أن الفكرة كانت وليدة المتطوعين الذين خضعوا لدورات تدريبية قبل المباشرة بالنشاط. وقد وقع الاختيار على المدارس الخاصة، لان المدارس الرسمية قد نفذت نشاطا مماثلا ضمن برنامج «المواطنيّة» الذي تنفّذه الحركة في 16 مدرسة رسميّة، كما تقول الاشقر.
وتلفت الأشقر الى ان النشاط استهل بعرض فيلم «اللعب العادل للألعاب العادلة» في المدارس المشاركة في النشاط، للتلاميذ الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و16 سنة. وتضيف أن هؤلاء التلاميذ كانوا قد شاهدوا الفيلم وناقشوه قبل المباشرة في النشاط، «فأخذوا عبرة منه حول الاعمال اللاعنفية». وشرحت الأشقر عن النشاط التنموي: «توجهنا كل سبت منذ الاول من نيسان الى مدارس من المحافظات الست. عرّفنا التلاميذ على مراحل العنف التي تنوعت بين معنوي، جسدي ولفظي لخلق نوع من التوعية. أثناء اليوم التضامنيّ، شارك التلاميذ في تمارين تربويّة ناشطة تعرّفوا من خلالها على أنواع العنف وتأثيراته السلبيّة، ثمّ عبّروا بمشاهد مسرحيّة ورسوم وأشغال يدويّة عن نظرتهم لهذه الظاهرة، مسبّباتها ونتائجها. واكدت الاشقر أن التلاميذ استطاعوا الالتزام بالسلوك «اللاعنفي». وأكدت ان المشاركين في النشاط وصلوا في نهايته الى رفض السلوك العنفيّ واعتماد أساليب التواصل والحوار لحلّ النزاعات. وأشادت الاشقر بالتجاوب الايجابي التي لمسته في هذا النشاط، من خلال الحماس الذي ظهر على وجوه المشتركين.
وتابــعت الاشــقر: «لقد حثّهم النشـــاط على التضامن مع الفئــات الأكثر تهمـــيشاً في مجتمعــهم، فبعض التلاميذ قرّروا تنظيم نشاطـــات تنـــمويّة في مدرستهم للحصول على مردود ماديّ يدعم برنــامج «المواطنيّة». وتصــف الاشقر هذه النشاطات «بانها توجه التنموية نحو دعــم التــلاميذ الذين يعــانون من صعوبات تعلمية، وتساعدهم على الاندماج في بيئـــتهم المدرسيّة، وتؤسّسهم على مبادىء الشراكة واللاعنف والحوار. ومن خلال هذا المردود سيتمكّن أولئــك التلاميذ مــن تنفيذ مشاريع تنمــويّة تهــدف الى تحسين الحياة في مدرستهم أو في محيطهم».
ولفتت الاشقر الى ان النشاط ينتهي في الأسبوع الاول من أيار المقبل، اما النشاط فقد شمل المدارس التالية: مدرسة الورديّة، برج حمّود، ومدرسة البوزنسون ـ بسكنتا. كما نظّمت الحركة اليوم التضامنيّ في المدرسة الوطنيّة الأرثوذكسيّة في منطقة الشيخ طابا في عكّار. وتوجهت نحو عدد من المدارس الخاصة في البقاع، الجنوب وبيروت، «سعياً نحو تحقيق مجتمع أكثر عدالة وأكثر إنسانيّة».
تعليقات: