عربات الخضر في شوارع صيدا
تَفاقم وتردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية، التي فجرت انتفاضة 17 تشرين الأول العام الفائت، من أجل المطالبة بمحاسبة رموز النظام الفاسدين واسترداد المال المنهوب، وتفشي وباء كورونا، وانهيار العملة الوطنية، وارتفاع سعر الدولار والسلع والمواد الاستهلاكية والضرورية للمواطن بشكل جنوني، وإقفال العديد من المحال والمؤسسات التجارية والصناعية والحرفية، وصرف المئات من العمال والموظفين من عملهم، هذه الأسباب ساهمت في تفاقم البطالة وتزايد عدد العاطلين عن العمل، ولم يبق أمام المواطن الصيداوي من الفئات الشعبية والمهمشة وسيلة للبقاء على قيد الحياة وتأمين لقمة عيش، سوى تملُّك عربة من الخشب تسير على دولابين من الكاوتشوك ليتّخذ منها مهنة بيع الخضر والفاكهة والحمضيات وأشياء أخرى مثل الألبسة المستعملة أو السكاكر والحلويات والورود، والعربة الخشبية لا تحتاج إلى كهرباء أو بنزين، ولا إلى دفع بدل أي إيجار في آخر كل شهر، فبإمكان صاحبها جرّها بيديه واللتجول بها أو ركنها حيث يشاء؛ وقبل اندلاع انتفاضة 17 تشرين كان عدد باعة الخضر والفاكهة والخضروات قليلاً إلى حدّ ما، وكانت بلدية صيدا والقوى الأمنية تحاول منعهم من التواجد في بعض الأماكن وتنظيم عملهم؛ أما اليوم فتزايدت أعداد الباعة بشكل كبير، وغزت العربات الخشبية شوارع المدينة ومفترقات وزوايا الطرق وداخل الأحياء السكنية والشعبية، وبات من الصعوبة بمكان منع انتشارها أو تنظيم تواجدها في ظل الأزمات المتراكمة والمستجدة التي يشهدها البلد.
تصوير احمد منتش
تعليقات: