الرأي هو العقيدة التي يؤمن بها الإنسان ،سواءًكانت دينية او سياسية ولا ينازعه احد في معتقده وله مطلق الحق في التعبير عن ما يعتقد، ولكن من حق الآخر مناقشة هذا المعتقد وفقاً لمبدأ حرية التعبير.
منذ اكثر من سنتين ابتدأ رئيس التيار الوطني الحر بالتحرك ليعبر علناً عن رأيه لتحقيق طموحه الوصول الى رئاسة الجمهورية وهذا من حقه كمواطن لبناني مستغلاً وجوده في السلطة التنفيذية في الحكومة كوزير ، وخاصة وزارة الخارجية ، وربما من همس في اذنه من المسؤولين الأمريكان بأن الدورة القادمة يجب ان ترث الرئاسة ، لذلك عمل جاهداً لتنفيذ رغبات اميركاإطلاق سراح العميل الفاخوري .
وحيث أن الوزير باسيل وهو رئيس التيار الرافع شعار التغيير والإصلاح ، جهر بالعلن المطالبة بحقوق الطائفة المارونية المنتقصة حسب رأيه في ظل هذه التركيبة الفاسدة من اشخاص يتولون السلطات في نظام يتخلله ثغرات الفساد اصلاً وجاء الطائف ليزيد الأمر تعقيداً ويثبت المحاصصة بين الطوائف .
لا شك بأن الوزير باسيل كانت اسهمه ترتفع احياناً لتعود الى الإنخفاض حسب مواقفه الغير محسوبة النتائج .
قد تكون فرصة اضاعها الوزير باسيل بحصره المطالبة بحقوق الطائفًة المارونية ، ولو تعداها الى المطالبة بتغير النظام الى جمهوري والغاء الطائفية وانتخاب الرئيس مباشرة من الشعب وناضل من اجل ذلك لوقف اكثر اللبنانيين الى جانبه ولربما كان هو الرئيس الإول ، ولكن مطالبته لم تتجاوز المحاصصة في ظل هذا النظام الفاسد قد اعطى الحق لكل مواطن لبناني المطالبة بحصة طائفته.
طالما أن طموح السيد باسيل رئاسة الجمهورية في ظل نظام فاسد ، فهذا يعني أن الشعارات التي يرفعها اي تيار او حزب ما هي إلا باب من ابواب الخداع للوصول الى مأربه وينطبق عليه القول اذا ما وصل:
صلى المصلي لأمر كان يطلبه ...
لما أنقضى الأمر لا صلى ولا صام
لذلك طلب الوزير باسيل مبكراً من حلفاءه اعطاءه وعداً بالتأييد واذا لم يفعلوا ، وما فعلوا فإشتد غيظاً وعقد مؤتمراً صحفياً ليغمز عن اماكن بأن حلفاؤه من يحميها .
هذا التحول على قاعدة من لم يكن معي فهو ضدي "كما القاعدة البوشية" والمراقب من اللبنانيين لتحركات الوزير باسيل يطلع بقرار بأن مركز رئاسة الجمهورية كبير عليه ، حيث التنقلات والتحركات والولائم بعد عدم اخذ وعداً بالوقوف الى جانبه في رئاسة الجمهورية يدل على عدم نضوج في السياسة وعدم اتزان ، وبالتالي لا نعول على اصلاحٍ او تغيير من ضمن رجال السلطة .
* الحاج صبحي القاعوري - الكويت
تعليقات: