صبحي القاعوري: مشروع قانون العفو العام

عتصام في ساحة الشهداء في صيدا احتجاجاً على مشروع قانون العفو العام
عتصام في ساحة الشهداء في صيدا احتجاجاً على مشروع قانون العفو العام


كيف يفكرون النواب ؟

العفو العام.. عن من؟

القوانين المفروض فيها تحقيق العدالة، ولكن هذا المشروع لا عدالة فيه، ولا عدالة في من قدمه وفي من يصوت عليه بالموافقة .

في هذا القانون يتساوى تاجر المخدرات بخيانة الوطن والمجرم القاتل عمداً المدنيين بالتفجيرات يشمله العفو وناقل المتفجرات غير مشمول ، وربما سهى عن بال النواب بأنهم شرعوا من قبل زراعة الحشيش وهي مخدرات وجاءوا اليوم بمشروع القانون يطلبون لتجار الحشيش العفو ( مش راكبة) وهذا يعني سلق القوانين ليقع القضاء في الناقض والمنقوض .

العفو العام عن الخونة ، يعني الفوضى في لبنان وشرعنة القتل ، هل يعقل رؤية من قتل ابنه او اخاه يتمختر امامه ويركض ليبوسه لأن حضرة النواب شرعوا قانون العفو العام ، كم من جريمة سترتكب لو عاد الخونة بعفو عام، وقد سمعنا وشاهدنا اليوم على شاشات التلفزة اهالي الشهداء والمصابين والمفقودين بأنهم سيأخذوا حقهم بأيديهم .

قضية الفاخوري ما زالت تتفاعل ، ولو عاد الى لبنان لرأيت اهالي الشهداء والمصابين يشكلون محكمة ميدانية ويحكمون عليه بالإعدام .

شاهدنا اليوم كذلك في الجانب الآخر مظاهرات طرابلس ويحملون اعلام داعش أمام اعين السلطة ويطالبون بالعفو العام ، عن من فجر وقتل المدنيين ، لا شك بأن في السجون موقوفين بتهمة الإنتماء الى داعش والنصرة واخواتهم لغاية الآن بدون تحقيق معهم وهذا لا يجوز في نصوص قانون الجزاء ، حققوا معهم ومن تثبت برأته يطلق صراحه ومن تثبت التهمة عليه يحال للمحكمة ، ولا عفو عام ولا من يحزنون .

النواب ، انتم قانوناً تمثلون الشعب ، ولكن في العمل تعملون ضد ارادة الشعب ، اصلاً مشروع قانون العفو مخالف للقوانين المعمول بها ، من يريد العودة من الخونة يحال الى محكمة عادلة لا ضغوط عليها كما حدث في قضية الفاخوري ، وكما حدث في محاكمات الأفراد الذين تعاملوا مع العدو ولم يرحلوا الى داخل الكيان الصهيوني المغتصب للأرض، ولا داعي لذكر ما حدث .

هذا القانون لو اقر في مجلس النواب ، فينطبق عليه الآية الكريمة (وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ) . وقال عزَّ وجلَّ:

{ مثل الفريقين كالأعمى والأصم والبصير والسميع هل يستويان مثلاً}.

النواب يريدون خلطة عجيبة غريبة في هذا المشروع وهذا إن دل على شئ فإنما يدل على قصور في الرؤية ، وهي التي اوصلت البلد الى الإنهيار المالي لإنعدام المراقبة على عمل الحكومة ، لأن همهم الوحيد ليس التمثيل بأمانة لمن حملوهم الأمانة ، إنما للتباهي (ابعدوا من الطريق هذه زوجة النائب) مع المرافقة الأمنية .

كل مشروع قانون على تفصيل من يريد له وانتم بخير ، وغداً سننتخبهم ومنا من سيبيع ضميره ب 100 دولار او تعبئة خزان بنزين لسيارته.

* الحاج صبحي القاعوري - الكويت


تعليقات: