الشاعرة رانيا مرعي. مع الزميل فوءاد رمضان
شاعرة ملهمة لُقبت بـ «شاعرة الحبّ» تعزف سمفونية الحياة على وتر الحروف والكلمات بتجليات روحانية ونبضات قلب يحتضنها الشوق والوجد والحنين احياناً، والوجع على الوطن وشعبه احياناً اخرى بلهفة عليه لا توصف وما يحيط به في ظل الازمة المستجدة الصحية والاقتصادية معا".
ترسم كلماتها على صدر الغيم شمس المغيب وتبحر في لظى الاشواق والوجد والهيام. تنشر الحب على دروب السماء ومفارق الطرقات مرصعاً بالذهب اهداء لكل المحبين، فتبعث في النفس السعادة والطمأنينة. لها صولات وجولات وقصائد ومقالات تناولت فيها مواضيع اجتماعية وانسانية ووطنية واطلالات في اكتر من وسيلة اعلامية، وكانت سيدة الكلمة والمنبر.
واخيرا" تصلي للفرح والأمل بنبض مقدس .
إنّها الشاعرة الكاتبة والصديقة رانية مرعي التي حلّت ضيفة على صفحات "كواليس".
•بداية نودّ تعريفًا عن شخصك ؟
-رانية زين مرعي من لبنان - مشغرة
أعمل في مهنة التدريس وأدرّس اللغة العربيّة لصفوف الشهادات .
صدر لي ديوانان الأول " خطًى من ياسمين" و الثاني " بلا عنوان " .
•كيف تسلّلت إليك موهبة الشّعر ؟
-تسلّل الشعرُ إلى مسامّي ، فتسلّلتُ إلى مفرداته..
والبادئ أجمل ..
الحقيقة أنّي بدأت الكتابة منذ الصغر حيث كنت أكتب باللغتين الفرنسيّة والعربيّة وما زلت أحتفظُ بمحاولاتي الأولى التي أعودُ إليها كلّ فترة لأنّي أشعرُ أنّها على رغم بساطتها تحمل الكثير منّي .
•أيّ نوعٍ من الشّعر تكتبين ؟
-أكتب الشعر الفصيح الحرّ ، ولي تجربة واحدة مع الشعر العامي وهي قصيدة بعنوان " شتي يا عيون الله دموع " وقد تمّ تلحينُها وغناؤها .
•ما هي المواضيع التي تتناولينها في قصائدك ؟
-تناولت الكثير من المواضيع في قصائدي ، لكنّ اللقب الذي مُنحتُه من صديقة إعلاميّة ومن القرّاء الأفاضل " شاعرة الحب " .
فالحب في مجتمعنا دائمًا في قفص الاتّهام لذلك أردت اختراق هذه الشرنقة لنبدّل الكثير من المفاهيم التي اعتنقتنا وصدقناها..
يقولون "ومن الحب ما قتل "، وأقولُ " من الحبّ ما أحيا "
يقولون "عين الحب عمياء "، وأقول " عينُ الحب ترى حتى الروح "
كما تطرّقت إلى نظرة الرجل الشرقي للحب والمرأة لها النصيب الأكبر في كتاباتي ، أكتبُ للمرأة السيّدة في حبها ، القويّة والثابتة والمناضلة في شرق يرى بعين واحدة .
•لمن تقرأ الشاعرة رانية مرعي ؟
-كل كلمة جميلة تحمل معنًى ساميًا تلفت قلبي ، لذلك تراني أقرأ لشاعرات وشعراء متعدّدين وكغيري أميّز وأنتقي . وعلى سبيل الذكر لا الحصر أحبّ من الشاعرات سعاد الصباح ونازك الملائكة وندى ناصر الغامدي ومن الشعراء محمود درويش وأدونيس وإيليا أبو ماضي .
•هل من وقت تلجأين فيه لقلمِك وما هي الحالات التي تشدّك أكثر للكتابة ؟
-لا أخصّصُ وقتًا للكتابة فالموضوع عندي مرتبط بالإحساس لذا تجدُ عندي دفقًا في الكتابة تارةً وانحباسًا طورًا ..
حالات كثيرة تستفزُّ قريحتي : وطنٌ متألّم ، عجوز في المأوى، امرأة مضطهدة ، دمعة طفل ، طيرٌ محلّق في السماء ، وردة ذابلة .. بالمختصر أمور قد تلفتني بطريقة معيّنة .
•سؤال يطرح نفسه ، هل يختلفُ إحساس الشاعر عن الإنسان العادي ؟
-الشاعر مرهف الإحساس يرى بعين القلب لذلك يعيشُ حالات خاصة وفريدة . قد يلتقي إحساسُه مع الآخرين لكنّه يعبّر بطريقة مختلفة ، وكثيرًا ما نشعرُ عندما نقرأ بعضَ القصائدِ أن كلماتها تعبّرُ عنّا أو تصوّرُ حالة معيّنة نمرُّ بها وهنا نجاح الشاعر في ملامسة قلوب قرّائه .
•هناك ظاهرة ملفتة أن البعض يعمد إلى إصدار الكتب وتصدّرِ المنابر ويطلقون زورًا على أنفسهم لقب أدباء وشعراء . ما موقفك من هذا الموضوع ؟
-على وزارة الثقافة أن تقومَ بدورها في هذا المجال كمراقب أمين للحركة الفكرية الثقافيّة منعًا لتشويهها كما على دور النّشر التنقيح والتمحيص في كلّ ما يُنشر لأنها مسؤوليّة أخلاقيّة مجتمعيّة .
•كيف تحمي الشاعرة رانية انتاجها الأدبي ؟
-هذا الموضوع هو شغلي الشاغل ، لذلك أنا أوثّق كلّ أعمالي وقد تعاملت منذ البداية مع وكالةٍ أدبيّة هي " مواهب أدبيّة" للكاتب والأديب اللبناني دريد عودة التي تتابع كل التفاصيل المتعلّقة بالإصدار وحماية الحقوق ودعم الكاتب والشاعر للوصول إلى الجمهور اللبناني والعربي ممّا يحافظُ على حقوقه ويؤمّنُ له الانتشار الذي يصبو إليه . وهي وكالة فريدة من نوعها في العالم العربي وقد كان لي شرفُ مواكبتها منذ البدايات حيث كان ديواني " خطًى من ياسمين " باكورة إصداراتها وتتالت الأعمال باللغات العربية والفرنسيّة والإنكليزيّة وباتت تضمّ أسماء لامعةً من الأدباء والشعراء.
•عرفنا أنّك عضو في هيئة ثقافية .ما هي النشاطات التي تقومين بها ضمن هذه الهيئة ؟
-أنا أمينة سرّ هيئة الحوار الثقافي الدائم التي يرأسها الأديب الدكتور عبد الكريم بعلبكي وكذلك أنا مسؤولة الشؤون الأدبيّة في الاتحاد الدولي للفنون والإعلام .
قمنا بالكثير من النشاطات الثقافية والفنيّة والأمسيات الشعرية .وشخصيًّا تولّيت موضوع تكريم الفنان الكبير زكي ناصيف وكان ضيفي الشاعر المتميّز نزار فرنسيس ،
وتكريم للأسرى المحرّرين وشاركتُ في مختلف نشاطات هيئتنا .
وفي شهر آذار من هذا العام والذي يجمعُ عيدَ الأم ليومِ المرأة العالمي كان لي مبادرة باسم هيئة الحوار الثقافي بمقابلة سيدات تركْنَ بصمة على امتداد الوطن فقد كرّمنا المطربة القديرة ميشلين خليفة والسيّدة جمال هرمز غبريل رئيسة المجلس النسائي اللبناني والدكتورة رندا أبو صالح عضو مجلس بلدية مدينة صور ومسؤولة شؤون المرأة والطفل، ولم تكتمل المبادرة بسبب انتشار وباء كورونا .
كما شاركتُ في العديد من الأمسيات الشعريّة واللقاءات التلفزيونيّة والإذاعيّة .
•كونك مدرّسة كيف ترين علاقة هذا الجيل بالشعر وما دورك في تعزيز هذا الموضوع ؟
-نحن نعرفُ أننا نعاني أزمة قراءة بشكل عام وهذا الجيل سرقته التكنولوجيا فبات الكتابُ غريبًا عنه . ومن هنا دورنا كمربّين وأخصّ معلّمي اللغة العربية ، أن نقرّبَ اللغةَ من عقول وقلوب أولادنا ونخرجَ من الطريقة الخشبيّة في تدريسها لتكون البلسم الشافي لثقافتهم .
ومن خلال عملي مع طلابي استطعت أن أنقلَ إليهم ما بي من تقدير لهذه اللغة الجميلة وأفرح عندما أراهم يتذوّقون قصيدةً أو يناقشونني بها والأهم عندما يستشيرني أحدهم في شيء كتبه وكثيرون يفعلون ، هنا فقط أشعرُ أنّي نجحتُ في مهمّتي الرساليّة .
•رانية مرعي شاعرة الحب ، أين هي من القضايا الوطنيّة والمعيشيّة التي يمرّ بها لبنان ؟
-على الشاعر والكاتب مسؤوليّة مضاعفة ، فهو وإن كان مواطنًا بالدرجة الأولى ، فهو لسان حال الوطن والشعب لذلك في هذه المرحلة قمت بما يمليه عليّ ضميري وكان قلمي درعًا متواضعًا لحماية الحلم الذي نسعى إليه جميعًا فهتفت للحق والوطن ومحوت كل مفردات التعصّب والانتهازيّة ليكون كلامي جامعًا موحّدًا ومشاركًا في بناء لبنان الذي نحب .وقد نُشرت المقالات في العديد من الصحف والمجلات والمواقع اللبنانيّة والعربيّة .
•هل لنا الإطلاع على بعض نتاجك الأدبي .
-في خضم الأحداث الأخيرة التي عصفت ببيروت كتبت قصيدة لهذه العاصمة التاريخية
بيروت
يا ليتَ ما حلَّ بِكِ حلَّ بنا
بيروتُ يا بيروتُ يا عزَّنا
لو انّ نزفَنا يشفي جرحَكِ
لوصَلْنا شريانَكِ بشريانِنا
يا أرضًا أضناها العنا
آهاتُكِ عذّبَتْ ليلَنا
لو قدّروك يا حبيبتي
لدامَ عزُّهم واغتنى
رحماكَ ربي وما لَنا
سواكَ نشكو لَهُ ما بنا
عانِقْ بأمنِكَ موطني
علَّ شعبي يتّحدُ..علّنا
ومن الومضات التي كتبتها :
-البوح الصادق لايعقبُه ندم
حتى لو قيل لقلبٍ أصم..
-حين نغزلُ للوهم رداءً من الأمل
نتعرّى ..
-وحدهم الشرفاء والعشاق
يملكون.. ذاكرة مقاومة ..
-ارتموا في أحضان الجدّات
واسمعوا حكايا الفرح والأمل
اسألوهنّ كثيرًا عن الحلم
هنّ فقط يعرفن أسرار النّوم
•كلمة أخيرة لقرّاء كواليس
-أتوجّه بأسمى آيات التقدير لمجلة كواليس الموقّرة التي ترافقني في انتاجي الأدبي وللسيدة العزيزة فاطمة فقية كل المحبة ، ولك أستاذ فؤاد رمضان باقات شكر ومودّة لأنك فسحت لي المجال بهذه الإطلالة
دمتم ودامت مجلّتكم منبرًا للثقافة والرقيّ .
* فؤاد رمضان - مجلة "كواليس"
اصداراتها: خطى من ياسمين وبلا عنوان
مع الاديب دريد عودة، صاحب وكالة مواهب ادبية
من حفل توقيع ديوان بلا عنوان في معرض الكتاب في بيروت
من حفل تكريم الفنان الراحل زكي ناصيف
تعليقات: