نقلا عن موقع ويكيبيديا فإن "إثيوبيا هي موطن مملكة أكسوم القديمة وفي إثيوبيا وجد أقدم هيكل بشري عمره 4,4 مليون سنة.[13]. ولها أطول سجل تاريخي للاستقلال في أفريقيا، إذ لم تخضع للاستعمار إلا في الفترة من 1936 وحتى 1941 عندما اجتاحت القوات الإيطالية في حملتها على شرق إفريقيا قبل خروجها من المنطقة بعد توقيع الاتفاق الأنجلو-إثيوبي في ديسمبر / كانون الأول 1944 م. وقد بلغ تعدادها السكاني بحسب إحصاء عام ٢٠١٧ 100,613,986 نسمة.
ووفقا لمجلة الإيكونومست في دورته (مؤشر الديمقراطية، وإثيوبيا) فإنها أي إثيوبيا، "نظام هجين"، مع نظام الحزب المهيمن بقيادة جبهة الشعبية الإثيوبية الديمقراطية الثورية.
اتوقف قليلا عند عبارة "نظام الحزب" الواحد المتسلط على أمور الدولة تحت مسمى فيه من الغرابة والغموض للدلالة على "جبهة" تتشكل من حزب واحد، و"الشعبية" التي تختصر الجماهير المكبوتة، و"الديمقراطية" التي يدعيها طغاة السلطة، وأخيرا "الثورية" الإستبدادية لطغمة أفراد حزب، لا تختلف تركيبته عن الأحزاب الفاشية، والديماغوجية الفوضوية المطلقة.
نعم هذا هو شكل النظام الأثيوبي الذي يطلب من السلطات اللبنانية توفير إقامة أسبوعين في فندق أثيوبيا لكل عاملة منزل تريد العودة إلى وطنها، هربا من ظلم وتظلم مخدوميها في لبنان.
أورد ذلك الأسير إلى الورطة المأساوية التي تلتف حول أعناق هذه العاملات اللواتي لم يسدد لهن كفلاؤهم رواتبهم المتواضعة بالعملة الخضراء، مدعين أن أجورهن قد تضاعفت مع ارتفاع سعر صرف الدولار، وناسين أن العقد هو شرعة المتعاقدين.
ناهيك عن حالة الفلتان الإستخدام لهن من قبل اللبنانيين "التنابل"، الذين مدوا أرجلهم إلى مسافة اطول من سجادات طاقاتهم المالية.
لا يمكن للكفلاء الذين يستخدمون "ملائكة التضحية" أن يتنصلون من واجباتهم تجاههن، وعلى وزارة العمل، والأمن العام أن يلزمهم بسداد أجورهن المستحقة بالعملة الخضراء، وأن يبتاعوا لهن تذاكر طيران العودة، حتى تبدأ الإتصالات بين وزارة الخارجية اللبنانية وبين النظام الأثيوبي البائس من أجل تسهيل عودتهن.
يكفي أولئك الملائكة ما لاقوه من إستغلال وإذلال وإهمال من جانب مستخدميهن، ومن عدم الاحترام الذي أظهر لهن، والنظرة الفوقية من جانب كثيرات من سيدات المنازل، قساة القلوب.
هؤلاء هن بشر عندهن من الشعور الإنساني ما تفتقده كثيرات من السيدات القاسيات عليهن.
بإيجاز أقول، أنه من واجب الدولة اللبنانية أن تحتضن هؤلاء الملائكة، وتقف مع حقوقهن، حتى وإن استدعى الأمر الحجز على أملاك مستخديمهن المنقولة وغير المنقولة.
إنهن لسن مدعاة للشفقة والرحمة من أحد، ويجب الحفاظ على كرامتهن بصورة مطلقة.
كفى استعبادا للملائكة اللواتي هاجرن بعيدا لإعالة أهلهن وعائلاتهن المعوزة، في ظروف حياتية يأباها أصحاب الكرامة والضمير.
* سعد نسيب عطاالله
تعليقات: