الصورة التي أثارت الجدل
صورة واحدة لمجموعة من الفتيات برداء قصير مع عدد من زجاجات بيرة "Almaza" على ضفاف نهر عربصاليم "الخرخار" كانت كافية لتشعل الاحتجاجات الشعبيّة على جبهات "التواصل الاجتماعي" بين "مؤيد بخجل" و"معارض بشراسة". هذا الجدل "الافتراضي" سرعان ما تطور مع صدور بيان موقّع باسم الأهالي دعا "الضيوف الكرام إلى مراعاة الضوابط الاجتماعية والدينية في البلدة (...) لأن حريتكم الشخصية التي نحترم تتعارض مع عاداتنا وأعرافنا في أرض وطئتها أقدام المجاهدين وارتوت بدماء الشهداء".
بلدة عربصاليم التي تعدّ بوابة إقليم التفاح لجهة النبطية، لا تضم أي منتجعات أو استراحات سياحية كتلك المشيدة في بلدتي جباع وجرجوع، كما أنها ليست مقصداً لأحد من خارجها بل ممر لمن يقصد ما يُعرف بالسياحة الجهاديّة في "معلم مليتا"، برغم ما تتمتع به من مناظر طبيعية خلابة إن على ضفاف النهر أو عند نبع "الطاسي" الذي يقصده أغلب أبناء الإقليم وعائلاتهم للسباحة صيفاً. إلا أن الوافدين الذين خلقوا جوّاً اعتراضياً كانوا قد "توجهوا إلى المكان مستدلين على الطريق من شاب تواجد في الجوار، ثم قامت إحداهم، وهي من بلدة جنوبية مجاورة، بنشر صورة للجَمعة دون إظهار الوجوه على صفحتها الشخصية على "فايسبوك" لبعض الوقت قبل أن تبادر إلى مسحها. وهذه الصور سرعان ما تداولها الأهالي، مع العلم أن الوصول إلى ضفاف نهر "الخرخار" غير ممكن بالسيارة بل يتطلب أكثر من نصف ساعة سيراً"، وفق معلومات توافرت لـ"النهار" من داخل البلدة. وهنا علّق المسؤول التنظيمي لحركة "أمل" في البلدة علي حمادي بصفته "أحد أبرز المعترضين على ما حدث"، قائلاً: "أتحدث بصفتي ابن هذه البلدة وليس بصفتي السياسية، فنحن كمجتمع لنا عادات وتقاليد ترفض رفضاً قاطعاً المايوه والمشروبات الروحية، وهنا لا أقصد أن أمنع أحداً من حريته، لكن إذا كان 90 في المئة من أبناء البلدة يرفضون هذا التصرف، فهل يجوز لأحد أن يقوم به؟ لا مشكلة لدينا أن يزورنا أحد من خارج البلدة وتحديداً عند نهر الخرخار الذي يعدّ مساحة عامة وليست منتزهاً خاصاً".
ولفت إلى أنه "يطالب محافظ النبطية الذي يتولى شؤون البلدية العمل على عدم تكرار ما حدث مراعاةً لتقاليد أهلنا وناسنا من خلال تنظيم الشرطة البلدية لهذه المساحة العامة".
تعليقات: