معن بشور: قانون قيصر الأمريكي.. محاولة إخضاع لبنان وسورية للمشيئة الأمريكية – الصهيونية

بين اتفاق 17 أيار عام 1983، الذي رعاه وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية جورج شولتز، بين حكومة الكيان الصهيوني والحكومة اللبنانية بعد غزو 1982، وبدء تنفيذ قانون قيصر الأمريكي الصادر عن الكونغرس الأمريكي في 17 حزيران/يونيو 2020، أكثر من شبه لعل أهمها محاولة إخضاع لبنان وسورية للمشيئة الأمريكية – الصهيونية وتجريدهما من أي مصدر قوى لهما.

وإذا كان اتفاق 17 أيار جاء بعد حرب طاحنة شنتها تل أبيب ضد لبنان طيلة صيف 1982، فأن قانون قيصر قد جاء ليحصد نتائج حرب كونية شهدتها سورية على مدى عشر سنوات، بل ليحقق بالحصار ما عجز عن تحقيقه بتلك الحرب اللعينة.

في الاتفاق المشؤوم، كما في القانون الظالم، اتضحت وأكثر من أي وقت مضى، وحدة المصير والمسار بين البلدين الشقيقين، لبنان وسورية، وفي مواجهتهما معاً لذلك الاتفاق ولهذا القانون ستتضح قدرة البلدين على إسقاط مفاعيل القانون كما جرى اسقاط الاتفاق .

الفارق الاهم بين اتفاق إذعان أراد العدو ان يفرض نفسه كحاكم في لبنان، وبين قرار ظالم أرادت واشنطن من خلاله أن تُعاقب كل من يفكر بالتحرر من إملاءاتها، هو أن العالم عام 1983، هو غيره عام 2020، وأن واشنطن وتل أبيب في عامنا هذا بالتأكيد في وضع مختلف عما كانا عليه من سطوة وجبروت قبل 37 عاماً.

فهل يدرك المعنيون هذه الحقائق، ويوفرون على لبنان كما على سورية تكاليف مواجهة معروفة النتائج، فيتجاوز الجميع كل العوائق والحساسيات والحسابات التي تحول دون مواجهة شاملة في البلدين لهذا القانون الظالم للبلدين معاً.