سجن جب جنين: «خمس نجوم» في أقل من متر مربّع للسجين


البقاع الغربي ـ

«مقارنة بغيره، نراه بمستوى خمس نجوم». هذا ما وصف به حسين ط. سجن جب جنين الذي قضى فيه نحو سنتين. فغرف السجن الثلاث، بمواصفاتها العادية، يراها السجناء «سوبر دولكس» مقارنة بحال باقي السجون اللبنانية. هذا الوصف يقوله السجين السابق حسين «بكل ثقة»، رغم أن نحو 110 محكومين وموقوفين ينزلون في غرف السجن التي لا يزيد عددها عن ثلاث. وما «يخفف» من وطأة الأمر أن «في كل غرفة حمامين، أحدهما يستخدم كدورة مياه والآخر للاستحمام، ناهيك عن أن لكل منهما أبواباً خشبية، حيث لا يضطر السجناء لاستخدام الحرامات لحجب من في الغرفة عن الحمام وروائحه الكريهة». ويلفت حسين إلى أن الحمّامات ضيقة جداً إلى درجة أن أي سجين يعاني من وزن زائد لا يستطيع الدخول إليها إلا بشق النفس». أما بالنسبة لطريقة للنوم، فيقارن حسين بين الحال في سجن جب جنين من جهة، والحال في سجن زحلة المكتظ بالسجناء من جهة أخرى، علماً بأنه كان في زحلة قبل نقله إلى جب جنين. يقول: «نزلاء الغرف الثلاث ينامون برياحة على ظهرهم، ولكل واحد منهم فرشته الإسفنجية، لا كما في زحلة حشر وتسييف». يتابع: «الغرفة رقم واحد طولها سبعة أمتار وعرضها خمسة، ويتراوح عدد الموقوفين فيها ما بين الخمسين إلى ستين. أما الغرفتان الأخريان، فطول الواحدة منهما خمسة أمتار وعرضها أربعة أمتار ونصف متر. ولفت إلى أن في داخل كل واحدة منهما ما بين الخمسة وعشرين والثلاثين سجيناً، مع العلم أن العدد غير ثابت، إذ يُنقل العديد من المحكومين إلى سجن جب جنين، قبل انتهاء مدة محكوميتهم بشهرين أو ثلاثة كنقاهة تأديبية». إضافة إلى ما سبق، يذكر حسين وجود تلفزيون في كل غرفة، وأن نوعية الطعام تختلف عما كان يقدم في سجن زحلة.

من جهته، يعلّق علي ع.، أحد النزلاء السابقين لسجن جب جنين، على النقص الحاصل في التجهيزات الأساسية، رغم تمايز سجن جب جنين عن غيره، إن لجهة المعاملة التي تبدأ من عمليات تعيين الشاويش في الغرفة، أو بما هو من حق السجين. يشرح علي بسخرية ماهية المعاملة التي يتلقونها من العناصر المناوبين وكيفية التمييز بين السجناء: «المدعوم واللي قادر على الدفع بينزل بالغرفة الأقل اكتظاظاً وبيقدر يشتري اللي بدو اياه.. حتى الممنوعات منها». أما عن الحياة داخل السجن صيفاً وشتاءً فيقول: «شتاءً الوضع بهدلة ببهدلة، لا تدفئة ولا من يحزنون، قد ما نحط أغطية الصقعة بتسمّ البدن». أما صيفاً، فيشير علي إلى أن أحد الامتيازات التي يحظى بها السجناء المقتدرون، تنفع الآخرين كونهم يستفيدون من إدخال مراوح إلى الغرف».

لكن، كغيره من السجون اللبنانية، تغيب عن سجن جب جنين، الواقع في الطبقة الأرضية من سرايا المدينة، أي برامج إصلاحية تؤدي إلى تغيير واقع السجن من مؤسسة عقابية بعيدة عن الشروط الإنسانية إلى مؤسسة إصلاحية تؤهل السجين لإعادة الاندماج في مجتمعه.

تعليقات: