نبع الدردارة

تلبية لدعوة السيد حسن نصر الله التي أطلقها في 7 تموز 2020، والتي توجّه فيها إلى اللبنانيين لخوض معركة احياء القطاعين الصناعي والزراعي كشرط اساسي للبقاء على قيد الحياة بكرامة في مواجهة الانهيار والجوع، وكون سهل الخيام لا تتم عملية استثماره زراعياً على الشكل المطلوب، لذا من المجدي لفت النظر إلى موضوعين يستحقان التفعيل والمتابعة:

أولاً: ترشيد استهلاك المياه عبر الحفاظ على شبكة الريّ الموجودة وتعزيزها:

كون سهل الخيام يتغذى من مياه نبع الدردارة، هنا لا بد من إلقاء الضوء على مشروع رائد في منطقتنا عمل بنجاح على ادارة مياه النبع وتوزيعها على المزارعين بشكل متكافىء ومنتظم، سمح لهم بالإفادة من المياه بالحدّ الأقصى بترشيد استهلاك المياه عبر الحد من خسارة جزء كبير من مياه الريّ هدراً بالأرض أو تبخراً في الهواء، بعد انشاء شبكة قساطل تحت الأرض حلّت مكان الأقنية المفتوحة التي كانت موجودة سابقاً. وقد جاء هذا المشروع الرائد والحضاري بعد عدوان تموز حيث اجتمع عدد من المزارعين والنشطاء مع مؤسسة افزي الذين ارتأوا تنفيذ شبكة الري تحت الأرض بالتعاون مع بلديات الخيام والقليعة وبرج الملوك، مما أثمر في تأسيس "الجمعية التعاونية لإدارة مياه نبع الدردارة" التي يرأسها المهندس جهاد الشيخ علي، وكون الشبكة بحاجة لإدارة.. وهي الجمعية الأولى من نوعها في المنطقة التي تعنى بشؤون وادارة مياه الريّ بطريقة عصرية حديثة بالتماشي مع منسوب المياه الموجودة في بركة الدردارة. حيث تعمل هذه الشبكة ببساطة مستندة على عامل الجاذبية يتخللها ريغارات (مخارج للتوزيع) على مسافات معينة.

وقد تم تقدير المساحة الزراعية التي يمكن أن تستفيد من المشروع بـألف دونم، 80 بالماية من هذه المساحة لم تكن مروية سابقاً لعدم توفر المياه. علماً أن موسم الريّ يمتد ستة اشهر ابتداء من شهر أيار حتى نهاية شهر تشرين الأول من كل عام.

بعد خطاب سماحته كان لا بد من الإضاءة على هذه الجمعية من أجل تأمين كافة المستلزمات لها لتفعيل دورها الذي تقوم به في خدمة المزاعين ولتشجيع كل صاحب أرض على زراعة أرضه..

موضوع ذات صلة للمهندس جهاد الشيخ علي، رئيس الجمعية التعاونية لإدارة مياه نبع الدردارة

ثانياً: إنقاذ الأرض الصالحة للزراعة من الغرق شتاءً

إذا كانت الجمعية التعاونية لإدارة مياه نبع الدردارة تعمل بنجاح على توفير المياه طيلة ستة أشهر للمزارعين، إلا أن جزء كبير من أراضي مرج الخيام يغرق بمياه الأمطار في باقي الأشهر من السنة مما يحرم المزارعين من إنجاح زراعاتهم الشتوية. لمعالجة الأمر مطلوب من بلديات المنطقة عموماً وبلدية الخيام خصوصاً توفير الآليات للمزارعين لشق وصيانة الأقنية الموجودة بين أراضيهم الزراعية لتصريف مياه الأمطار التي تشكل الهمّ الأكبر والعقبة الكبرى في انجاح زراعاتهم الشتوية.

تاريخ 07-07-2020 هو تاريخ إعلان الجهاد والمقاومة والنهضة على الصعيدين الزراعي والصناعي.. منطقتنا مهيأة تماماً لإطلاق الخطوة الأولى في هذا الجهاد.