شيئ رائع أن يتوالى الشجب والإستنكار من كل حدب وصوب على الإعتداء الذي طال المؤسسات الإعلامية لتيار المستقبل... ورائع أن تشارك بالإستنكار، وبصدق تام، جهات من المعارضة... إنه مثال عظيم يشير إلى المسنوى الراقي والحضاري الذي وصلناه!
ومن الأمثلة الحضارية أيضاً فإن أدنى هفوة أو غلطة يقع بها أحد المسؤلين في الغرب تدفعه إلى تقديم استقالته أو إلى استقالة حكومة بكاملها... إنها حقاً الحضارة بإحدى صورها الجميلة!
لكن متى ستكون حكومتنا حضارية (سواء كانت شرعية أم غير شرعية) فتقدّم استقالتها بعدما قامت بالكثير من الحماقات؟...
فهي التي قامت بالتوقيف الظالم للضباط الأربعة غير آبهة بوضع البلاد في فراغات أمنية
وهي التي كرّمت الضباط المتخاذلين مقدّمي الشاي للصهاينة
وهي التي مارست الطائفية والكيدية بحق كبار الموظفين والضباط الذين يؤدون واجباتهم المهنية والوطنية على أكمل وجه
وهي التي تفوح منها رائحة الهدر والفساد وإفقار الناس
وهي التي تمثّل فقط أقلية ضئيلة من اللبنانيين
وهي التي حرمت الجنوبيين وأبناء الضاحية من التعويضات على بيوتهم التي دمّرها العدوان
وهي التي لا تنفك عن التآمر على سلاح المقاومة
وهي التي تلقت مؤخراً تدخلاً سافراًً من كوندوليزا رايس بهدف «تكبير الرأس وعدم الإستقالة» والثبات بإبداء استعداد أميركا لتقديم كل الدعم
وهي الكثير الكثير من النقاط التي لا مجال لسردها الآن...
لو كان لدى السنيورة وحكومته ذرة أخلاق أو رقيّ لكانوا اتخذوا موقفاً حضارياً يفسح المجال بالاتيان بحكومة وحدة وطنية.
لكن حكومتنا، وكما أكد السنيورة، لا يرفّ لها جفن، والسبب معروف، لأنها غارقة حتى أذنيها بالرضوخ للإملاءات الأمريكية والغربية (إن لم نقل الصهيونية).
أما من يتباكون الآن على ثقافة الديمقراطية وحرية الإعلام ويديرون ظهورهم للممارسات الخاطئة بحق الوطن، هم يمثّلون و تمثيلهم لا يقلّ تمثيلاً عن بكاء السنيورة خلال العدوان.
إذا أردنا أن نكون حضاريين فلنكن كذلك في كافة المواقع، حينها نترقى فعلاً، ونخرج من التمثيل، فينتصر الوطن.
تعليقات: