أعلنت منظمة “القيادات العربية الشابة” وشركة “مارفل” للاستديوهات قبل أيام توقيع اتفاقية شراكة، في خطوة تعدّ الأولى من نوعها لتوفير برامج تدريبية للشباب العربي في هوليوود. وبموجب الاتفاقية، ستعمد “مارفل”، وهي إحدى أبرز الشركات العالمية في عالم الترفيه والإنتاج السينمائي، إلى تقديم الفرص للشباب العربي المهتمّ بالإنتاج السينمائي والإخراج والمونتاج وكتابة السيناريو والنشر وأفلام الصور المتحركة والتسويق السينمائي، للمشاركة مع فريق عمل الشركة في الأعمال التي تديرها... النسخة الكاملة عن الشراكة موجودة بوفرة على الإنترنت. ولمن يهمه الأمر فإن منظمة “القيادات العربية الشابة”، قد تأسست في الإمارات في شهر شباط 2004 “على أيدي شخصيات طموحة تمكنت من الوصول إلى مستويات عالية من النجاح في حياتها العملية على رغم صغر سنّها، تطمح إلى مستقبل عربي أفضل وزاهر”، حسبما تؤكد بيانات المنظمة التوصيفية. وهي أنشأت فروعاً إقليمية تضم الكويت ولبنان والأردن والإمارات العربية المتحدة وفلسطين ومصر والمغرب العربي. أما “مارفل” فهي الشركة التي تنتج كل الأفلام والألعاب المتعلّقة بالشخصيات الكرتونية الشهيرة: رجل العنكبوت، الرجل الفولاذي، الرجل الأخضر، الرجال إكس، المدهشون الأربعة، الرجل الفضي، وأكثر من 4000 شخصية أخرى. ومن يقف وراء الشركة؟ منتج إسرائيلي “مبدع” اسمه آفي آراد، وشخص آخر هو ديفيد مايزل، يتولى رئاسة مجلس إدارة الشركة.
إلى هنا تبدو المسألة طبيعية. ولكن من هو آراد الذي سيؤدي دوراً أساسياً في عملية تدريب “القيادات العربية الشابة”؟ لنحبس أنفاسنا ونعود بالذاكرة أشهر إلى الوراء، يوم كانت إسرائيل تدكّ البيوت وتشرّد النساء والعجائز وتقتل الأطفال في جنوب لبنان. في ذلك الوقت، كانت القنصلية الإسرائيلية في لوس أنجلس تشهد حركة غير طبيعية: القنصل العام إيهود دانوش اجتمع مع بعض أبناء الجالية ليؤكد لهم ضرورة “تقديم الدعم اللامتناهي إلى إسرائيل من جانب أبنائها المؤثرين في هوليوود”. وبحسب صحيفة “لوس أنجلس تايمز”، فإن آفي آراد كان من أبرز المشاركين في الاجتماع. يومها، وقّع عدد من المخرجين والمنتجين مثل: آرنون ميشلن، ديفد ماتلون، دامي دامبورت وآفي ليرنير، بياناً احتلّ صفحة كاملة من الـ“لوس أنجلس تايمز”.
محاربة “حزب الله”
يؤمن إيهود دانوش وآفي آراد وغيرهما، بقدرة هوليوود على التأثير في الرأي العام، ونقل صورة مختلفة عن إسرائيل. لذا يعمل القنصل على تشجيع نجوم هوليود على زيارة إسرائيل، وإقناعهم بأنها المكان الأفضل لتصوير أفلامهم. في المقابل، تجري في تل أبيب مفاوضات مع شركات متخصصة، من أجل تقديم أسعار مناسبة لزوارهم من المنتجين والفنانين.
من هنا، جاءت فكرة حشد عشرات النجوم في بيان “لوس أنجلس تايمز”. من سيلفستر ستالون ومايكل دوغلاس وبروس ويليس إلى نيكول كيدمان ودون جونسون وآدم شاندلير وداني دا فيتو وغيرهم... كل هؤلاء طالبوا أرباب هوليوود بمشاركتهم الدعم لـ“محاربة حزب الله وحماس وغيرهما من المنظمات الإرهابية التي تقتل الأبرياء”. وقد هاجموا الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وطالبوه بـ“وقف عمله الإرهابي”.
في الاجتماع أيضاً، كان آراد صاحب الفكرة التي تبنّاها الممثل آدم شاندلير، وتمثلت في “التبرّع بمبلغ مئة ألف دولار من رصيدي الخاص لمصلحة أطفال الشمال الإسرائيلي وشراء 400 لعبة “بلاي ستايشن” لهم”. وفي هذا الوقت، كانت أشلاء أطفال قانا تلتصق على الجدران في الجنوب اللبناني. وتجدر الإشارة هنا إلى أن آراد الذي ولد في إسرائيل عام 1948، التحق بالجيش الإسرائيلي في حرب الأيام الستة عام 1967، قبل أن يهاجر الى الولايات المتحدة الأميركية للعمل في إنتاج الألعاب، ومن ثم الأفلام القائمة على قصص أبطال الكرتون، حسب موقع “بي بي سي” الذي يقدم لمحات عن سيرته الذاتية.
حدائق أطفال
“إكس مان”، “كابتن أميركا”، “أيرون مان”، “بلاك بانتر” وغيرها من الشخصيات، تملك “مارفل” الحق الحصري في منح “الامتياز” الخاص في تحويلها الى أفلام ومسلسلات وألعاب إلكترونية، عبر شركتها “مارفل استوديو” التي سيقصدها “الشبان العرب للتزوّد بالخبرات”. وعلينا أن نلاحظ هنا أن كل هذه الشخصيات هدفها الرئيسي هو محاربة “الإرهاب” في العالم... إرهاب أدرج آراد وزملاؤه المقاومة اللبنانية وحزب الله ضمن لائحته!
لكن يبدو أن العلاقة مع “مارفل” لن تتوقف عند البعثة السينمائية، إذ أعلن قبل أيام أيضاً تعاوناً جديداً بين إحدى الشركات الإماراتية و“مارفل”، يتعلق بتطوير حديقة أطفال في دبي مستوحاة من روح الشخصيات الكرتونية، ستكون جاهزة بحلول صيف 2011. الصفقة رأسمالها مليار دولار أميركي. والشركة الإماراتية هي “الأهلي غروب”.
تعليقات: