لنرفع عالياً ارزتنا، يحيطها اللون الأبيض النقي الذي لن يتلوث

اذا تأملت العلم اللبناني الذي تزينه ارزة خضراء في وسطه، ترمز إلى الشموخ الذي لا ينحني مع مرور السنين ولا ينكسر مع ما نتعرض له من انتكاسات، نعم أفقدتنا الكثير و الكثير، و قد يعتقد البعض أن الارزة لم تعد كما كانت في الماضي وأن اللون الأبيض الذي يحيطها أصبحت تشوبه بعض الشوائب. ويظل هذا الاعتقاد يسيطر علي أذهان من يتأمل وجه المواطن اللبناني حيث تاهت ملامحه وسط الهموم، وانحني ظهره نتيجة للأعباء التي يحملها علي عاتقه.

قد يكون هذا هو حال الدنيا و لكن من حق المواطن أن يعيش كريماً، وأن يتمتع بكرامته التي وهبها الله له لحظة ميلاده، ومنذ هذه اللحظة أصبحت حق أصيل له يتمتع بها مادام حياً و لا يملك ان يتنازل عنها بإرادته. و لكن هناك عدة محاولات لانتزاع هذه الكرامة بالقوة.. محاولات يقوم بها جهات خاصة لانتزاع كرامة الشعب وإذلاله حيا و ميتا و هذه المحاولات لا نجد لها مسمي سوي “ حملة إذلال الشعب".

هذه الحملة كانت واضحة و محددة في أهدافها وشعاراتها وبرامجها لنظل ننتقل من دوامة الفقر إلى دوامة التعليم إلى دوامة الفساد الذي يحرسه القانون إلي أزمة الكهرباء والبنزين والمازوت إلى غياب الرعاية الصحية وغيرها الكثير والكثير. وكل واحدة من هذه الأزمات قادرة علي ارتكاب جرم لا يغتفر حيث تنتزع كرامة المواطن بالقوة و للأسف لا يمكن محاسبتها أو معاقبتها علي ارتكاب هذا الجرم.

قد تكون هذه الحملة مجرد خيال وليس لها وجود، لكن للأسف اجتمعت الظروف جميعا لتجعل من الخيال واقعاً لا يقبل الشك. وهذه الظروف لم تضع أمامنا الآن سوي الحفاظ على مبادئنا واخلاقنا وكرامتنا التي تربينا عليها وعلى مقاومتنا ضد العدو الصهيوني وعملائه بالداخل والخارج. ومن هنا يجب علينا جميعا التصدي "لحملة إذلال الشعب"، ونواجه من يعمل على إذلال الشعب لرد الكرامة ونرفع شعار الحرية والكرامة عاليا ونبقي على ارزتنا يحيطها اللون الأبيض النقي الذي لن يتلوث .

* السيد حسين زلزلة - الخيام

السيد حسين زلزلة: لنواجه من يعمل على إذلال الشعب لرد الكرامة ونرفع شعار الحرية والكرامة عاليا