تتناقل بعض وسائل التواصل الاجتماعي خبراً تصفه ب”هامّ جداً”، مصدره معهد صهيوني يقول إن الدروز لا يصابون بالكورونا لأن جيناتهم مميزة وطبيعتهم قوية ومقاومة للمرض… مثل هذه الأخبار السخيفة تنتشر من حين لآخر، مرةً تقول إن جينات السيد المسيح مطابقة لجينات الدروز، ومرةً إنهم أقوى من الوباء والمرض، ومرةً إن للدروز هوية خاصة، عرقية ودينية.. كل ذلك بقصد فصلهم عن أصولهم العربية والإسلامية، ولتغذية روح التميّز والانفصال عند بعضهم، ومحاولة لزرع بذور العدائية والكراهية بينهم وبين أبناء جلدتهم.
والحقيقة، ان الموحدين الدروز، بقدر ما يعتزّون بأصلهم وتراثهم وتاريخهم، وتعلقهم بوطنيتهم وقوميتهم العربية، وبقدر ما يفاخرون بتضحيات أجدادهم ومواقف رجالاتهم واندفاع أبطالهم وحكمة شيوخهم ورفعة مسلكهم التوحيدي ومناقبهم المعروفية، فإنهم عقلانيون في تفكيرهم، متواضعون في عيشهم، صادقون في محبتهم وتعاملهم، مدركون انهم معرّضون كسواهم لعلل النفوس والأجساد، وأنه لا يحميهم منها سوى التزام الوقاية الروحية والجسدية، وإفراغ الجهد في إقامة التوازن وسلك نهج الاعتدال في عيشهم الروحي والمادي، دون تفريط أو إفراط، بما يتطلبه ذلك العيش من صدق وأخوّة ومحبة ورحمة، وفي هذا العيش الصادق مع الذات ومع الله ومع اخوانهم في الإنسانية يتحصنون من المخاطر بقدر ما يعقلون، وبقدر ما يستعينون بالله، وما يتضامنون في مجتمعاتهم، ويرتقون في مسيرتهم بالجد والاجتهاد والرضى والتسليم، لا بغير ذلك مما تحاول المعاهد المغرضة بثه ونشره لتشويش العقول وتأجيج المشاعر السلبية.
وقانا الله وإياكم من وباء كورونا ومن أوبئة السوء والشرّ الخبيثة، ونوّر عقولنا بنور الحكمة، وملأ قلوبنا بنعمة اليقين.
* الشيخ د. سامي أبي المنى رئيس اللجنة الثقافية في المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز
* المصدر: منبر اللقاء المعروفي
تعليقات: