أين سيقوم بمغامراته بعد اليوم أبو رياض؟
أين ستقوم بمغامراتك بعد اليوم يا أبو رياض*؟
في أيّ زقاق من أزقّة بيروت ستروي عن بطولاتك التي حدثت «بالزمانات»؟
وإلى أيّ مخفر شرطة ستقود مقالبُك عبّاس ابن أبو راغب؟
هل أتى الحريق المُخزي على ثيابك الحمراء المقطّعة مربّعاتٍ مربّعاتٍ، كحال هذه المدينة؟
حين دخلوا إلى بيتك وأحرقوه، لم يراعوا أنّك تعاني أوجاعاً في المفاصل، وأنّك مدلّل لا يليق بك التشرّد في الطرقات، وأنّك تداري ضعفك وشعورك بالوحدة بإظهار تعاليك على عباس الذي يحبّك ويغفر لك.
عباس كان يداعبك قائلاً إنّك تجاوزتَ التسعين من العمر. وأنت ترفع عصاك رافضاً ما يقول. فأنت شيخ الشباب. عاصرت العهود السابقة كلّها، والحربين العالميّتين، تروي حكاياتها كما لو أنّها حدثت البارحة، وكما لو أنّك أنت بطلها. لكنّك تصرّ، رغم ذلك، على أنّك شاب في مقتبل العمر، تشارك في سباقات الركض في الأحياء، وتُبَصْبص على الصبايا، وتتلذّذ بمُتع الحياة. أنت شيخ الشباب حقاً يا أبو رياض. لم تضنِك السنون والحروب، تماماً كالمدينة التي تنتمي إليها.
لم ترفع عصاك من نوافذ مبنى التلفزيون على الروشة. فأيّ عصا ستقف في وجه المولوتوف. لكنّك لم تستطع الهرب أيضاً. فأنت، كالعادة، ترتدي ثياب النوم. نَمْ قليلاً يا أبو رياض، إنّها ساعات الليل المظلم.
* «مغامرات أبو رياض» مستمرّ على شاشة «المستقبل»، رغم كلّ شيء... وبنجاح كبير.
تعليقات: