حين يتحول الحزن فعل مواجهة
...
كما هي حال الشعوب الحيّة كافة، والشعب الفلسطيني في طليعتها ،في مواجهة المآسي والمحن التي تعرض لها، فان ردة فعل هذا الشعب المثقل بالمجازر والمآسي منذ نكبته عام 1948، على مأساة مخيم تل الزعتر قبل 44 عاماً، كانت ربط حزنه وانه واساه بغعل جدي يسعى من خلاله الى تخفيف الام هذا الشعب واحياء ذكرى المجزرة وابقائها شاهداً في وجدان فلسطين والأمة والانسانية...
من ابرز تلك المبادرات المتعددة التي انطلقت من رحم المأساة، بالاضافة الى روابط وهيئات ، كان "بيت اطفال الصمود" الذي بادر الى تأسيسه "الأمانة العامة للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية" بعد أيام على المجزرة وأحتضن 200 طفلاً وطفلة ممن فقدوا الام والاب، انتظموا في عائلات وتلقوا عناية وتعليماً وصل ببعضهم الى اعلى الشهادات في أبرز الجامعات العالمية.
لم يكتف القيمون على تلك التجربة الرائدة والرائعة باحتضان هؤلاء الاطفال، بل سعوا الى تطوير "البيت" الى "مؤسسة وطنية للرعاية الاجتماعية والتأهيل المهني".
لقد أصبحت هذه المؤسسة منذ انطلاقها قبل 44 عاماً لتصبح أكبر مؤسسات الرعاية الاجتماعية لفلسطيني لبنان وقد بات لها مراكز في مخيمات لبنان كافة بالاضافة الى مركز رئيسي للارشاد الأسري له فروع في كافة مراكز المؤسسة في المخيمات ويعمل على العلاج النفسي والصحة لمعالجة الحالات الخاصة للاطفال.
في هذه المؤسسة التي يعمل فيها أيضاً متطوعون ومتطوعات لبنانيون وأجانب بالاضافة الى المشاركة في العديد من الفعاليات الدولية المتصلة بالقضية الفلسطينية، برنامج لرعاية ستة الاف عائلة فلسطينية ،صحياً وتربوياً واجتماعياً وثقافياً ،وحرص على تعزيز صلة الأجيال المتعاقبة بتراثهم الوطني وبقضية شعبهم...
القيمون على المؤسسة التي ترأس مجلس ادارتها الدكتورة نجلا نصير بشور ويديرها، بكل كفاءة وتفان، الاستاذ قاسم عينا الذي يشارك مع شخصيات فلسطينية ولبنانية منذ بداية القرن الحالي عبر لجنة " كي لا ننسى" في تنظيم زيارة سنوية لعشرات المتضامنين مع فلسطين، من قارات العالم كافة الى لبنان، لإحياء ذكرى صبرا وشاتيلا التي ارتكبها العدو الصهيوني وعملاؤه في ايلول 1982 بعد غزو لبنان واحتلال عاصمته، كما شاركت المؤسسة في اطلاق العديد من المبادرات العربية والدولية المناصرة لقضية فلسطين ومنها "المنتدى العربي الدولي من اجل العدالة لفلسطين" بالاضافة الى مساهمة المؤسسة في العديد من شبكات المنظمات الأهلية العربية والدولية الذي تم تأسيسه في بيروت عام 2015.
شعار القيمين على هذه المبادرة" بدلاً من ان تلعن الظلام إشعل شمعة واحدة" فقاموا بتأسيس مؤسسة مضيئة بأنوار العطاء والوفاء وبيت للصمود بات منارة لكل مناضل من اجل الحق الفلسطيني.
تعليقات: