"أيمتى بدك تطعمينا أكلة سمك يا علي؟" -قريبًا يا حاج... حديث دار بين الشهيد علي صوان وأحد معارفه قبل مغادرته منزله، لتكون الزيارة الأخيرة له وليرحل ابن الكرك إلى الأبد خلال صيده السمك. ابتلعه البحر بعد الانفجار، ليقتل مرتين مرة فوق الأرض وأخرى داخل المياه.
صيد لكسب لقمة العيش
بعد تسعة أيام على فقدانه عثر على علي اليوم جثة داخل سيارته في البحر، وبحسب ما قال صهره علي الزين لـ"النهار" فإن علي كان برفقة شقيقه حسين يصطادان السمك حين وقعت الكارثة التي أدت إلى فقدانه، كما اصيب شقيقه وهو حتى الآن في غيبوبة"، وبحسب ما قال أحد معارفه لـ"النهار" فإن علي كان يصطاد بهدف جمع ما يرزقه الله من السمك، كي يتمكن من تأمين مصروف عائلته المؤلفة من ثلاثة أولاد، فهو موظف في شركة الموسوي في خلدة سكان الرويس"، وأضاف: "علي وشقيقه حسين كان يصطاد كلّ منهما في مكان حين اندلع الحريق، أسرع علي إلى سيارته ليبعدها فدوى الانفجار، بعد يومين من البحث عثر على حسين في احد المستشفيات، واليوم عثرت فرق الإنقاذ على علي واخرجته هو وسيارته من البحر. حيث انتشلته وحدة الانقاذ البحري في الدفاع المدني وبحرية الجيش اللبناني من المياه قبالة مرفأ بيروت حيث كانت السيارة تحت مقدّمة إحدى البواخر التي غرقت غثر الانفجار".
"ضربة" مزدوجة
وكان أحد الناشطين على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" كتب أن علي "استحصل على رخصة من الجيش تُمّكنه من الوصول إلى عمق المرفأ حيث الصّيد وفير ربّما، إلّا أنّ تلك الرّخصة، مكّنت علي من الدخول إلى عمق البحر وبسيّارته دون الخروج منه إلّا شهيداً".
الكرك ارتدت ثوب الحداد على ابنها، الذي أضيف اسمه إلى قائمه شهداء اعنف انفجار ضرب لبنان، ولفت أحد معارفه إلى أن "عائلته تلقت ضربة مزدوجة بخسارة وتعرض ابنها الثاني لضربة قوية، وضعه الصحي حرج، ونتمنى من الله ان يصبرها على فراق علي وأن يشفي حسن ويعيده إلى احضانها".
تعليقات: