اليوم الأول من محرم ، يوم ذكر المسيرة الحسينية ، مسيرة الحق ضد الباطل ، كما مسيرة جده الرسول الأعظم (ص) الذي عانى ما عاناه من مجتمعه ومن اهله وصبر واستمر حتى اخذت رسالته طريقها وانتشرت ، وكأن رسول الله (ص) يعلم بمصير الحسين عن جبريل وما سيلاقيه في مسيرته ، حتى قال ليعلم الجميع حسين مني وأنا من حسين .
مسيرة ابا عبدالله الحسين (ع) لا تقل اهمية عن نشر رسالة جده ، الرسالة الأولى كانت في شعب جاهل ، ورسالة الحسين الثانية كانت في شعب لم يؤمن يوماً في الإسلام وهم ابا سفيان واولاده واحفاده وعشيرته واسلامهم كان تسليماً بالواقع بإنتصار الرسول (ص) ومن الداخل كانوا يعملوا ضد الإسلام وليعيدوا مجد ابا سفيان ، والعمل من الداخل اكثر خطورة من الخارج لأن العدو الخارجي معروف ، وهذا الإستسلام كان لغرض الإستيلاء على الحكم ، وقد تسلقوا في غفلة من المسلمين بعد وفاة الرسول(ص) وحتى وصول الخليفة عثمان الى الحكم وهو من عشيرتهم ، تغلغلوا في السلطة ومن ثم انقضوا عليه وحدث ما حدث حتى جاء يزيد ، وهنا ظهر العداء للإسلام واصبحت رسالة الرسول (ص) في خطر من تصرفات يزيد من فسق وفجور وشرب الخمر حتى جهر بالآمر وقال شعره المشهور:
لعبت هاشم بالملك فلا ** ** خبر جاء ولا وحى نزل
ولكن ولده معاوية خالفه الرأي حيث قال:
نحن بنو أمية استولينا على الحكم وهو لبني هاشم والحسين سلام الله عليه لما خرج للدفاع عن الرسالة السماوية خرج تحت شعار : لم أخرج أشراً ولا بطراً
وهذا ما يستفاد من عبارة الحسين عليه السلام الواردة في وصيّته قبل خروجه من المدينة: «إني لم أخرج أَشِراً ولا بَطراً ولا مُفسداً ولا ظالماً، وإنّما خَرَجْتُ لطَلب الإصلاح في أمّة جدّي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أُريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المُنكَر فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، وأسير بسيرة جدّي وأبي عليّ بن أبي طالب عليه السلام».
اذا الخروج كان هدفه الأساسي الإصلاح في أمة جده (ص) وهو هدف ثورته ، ولذلك قال : «.... فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق» والحق هنا هو نهج جده الرسول الأعظم (ص) ومسيرة ابيه بعد انتقال الرسول (ص) الى الرفيق الأعلى.
اذاً الثورة كانت لتصحيح المسار الذي انحرف انحرافاً كلياً عن الخط والنهج الإسلامي ، واصلاح الإنحراف عن العدالة في ادارة شؤون المجتمع ، الذي قارب على الفقر في عهد يزيد .
السلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى العترة الطاهرة واخص بالسلام سيدتي زينب التي حملت لواء الإعلام عن معركة الطف ودوافعها واسبابها وكانت خير من حمل الأمانة .
* الحاج صبحي القاعوري - الكويت
تعليقات: