مع اقتراب فصل الصيف يزداد شوق العودة للقاء الأهل والأقارب والجيران والأصدقاء.
لكن ما أن يطلق الشتاء العنان بالمغادرة لسفره الطويل، وتبدأ أسراب السنونو تزهو فرحة بالعودة من هجرتها، وككل مرة على مشارف الصيف تقع واقعة وتتسارع أحداثها فتعبق في الأجواء روائح الحريق والبارود، ولا يعد من مكان لنسمة عليلة، فيمتزج حزن الجميع على هذا الوطن.
كنا نأمل في مطلع هذا الصيف زيارة قريتنا الخيام، للهناء بدفئ شمسها، والإستمتاع بالأخبار في مجالسها والحديث عن أحداث سفرتنا...
لكن كل سنة يحدث ما يطيح بمتعة الصيف بل ما يدمّرها.
بالرغم من البعد الذي نعيشه وراء البحار، تبقى أفكارنا مسمّرة في لبنان ونحن على ثقة أن ما كنا نعانيه من عذابات الوحدة والحنين سيتلاشى بمجرد العودة، لكن أية عودة؟
كنت قد خططت لأكون في لبنان في الشهر المقبل، إذ حاولت الأربعاء المنصرم إيجاد رحلة إلى بيروت، لكن يومها أقفل المطار وسارعت معه الشوارع الداخلية والطرقات بين المناطق بالإقفال.
وصار من غير المعروف كيفية الذهاب إلى الجبل أو البقاع أو إلى الجنوب وصارت القيادة إلى هذه المناطق، المعتادين عليها، بالأمر المستحيل.
لقد أصاب الجرح كافة اللبنانيين مقيمين ومغتربين، لكن الشعور لم يتغيّر وما زلنا نحلم بالفرج لنكون في ربوع بلدتنا قريباً، فالمغتربون هم كالسنونو، مهما طال بهم السفر، ومهما وقع من أحداث، عودتهم حتمية!
مقالة سابقة للآنسة صوفيا عليّان
تعليقات: