روى لي أحد شيوخنا انه بعد توقيع معاهدة وادي عربة مع الاردن، كان في رحله إلى الاردن فإلتقى بأحد كبار السن في الأردن وكان يبدو عليه النعمه .. وبعد السلام والكلام سأله الاردني من أي بلد انت فاجابه انه من إحدى القرى الدرزيه في الجليل .فأخبره الاردني ان أصله من الكابري وانه فلسطيني الاصل
وقال له : هل تعرف جبر الداهش من يركا؟
فاجابه نعم أعرفه.
فقال : لو جاء الى الاردن سأذبح ذبائح يصل دمها الى اول القريه التي اسكنها واعمل له وليمه لم يعملها احد وأمانه عليك ان تقبل خديه وراسه عني اذا رايته.
وعندما سأله الشيخ عن سر هذه المحبه .قال عندما جرى التهجير القسري للفلسطينيين سنة ال٤٨ من أرضهم كان عندنا امل بالعوده فخبانا الاموال في حفر في الارض وفي الحيطان حتى نأخذها عندما نعود ولكن طالت الايام وانا جئت عن طريق حدود لبنان وعلى الحدود أمسكتني الشرطه ووضعوني في سجن عكا وبعد يوم سألني المامور ان كنت أعرف أحد فطلبت من المامور ان يستدعي الشيخ ابو داهش من يركا لالتقيه .. وعندما جاء الشيخ ابو داهش اخبرته أني قاصد مساعدته فسال الشيخ المأمور كم يوما سيبقوني في الحبس فأخبره انهم يسجنوني خمسة عشر يوم وبعده ناخذه لحدود الاردن ونرسله .. فطلب الشيخ من المامور ان ياخذني الى بيته لهذه المده وفي آخر يوم سيعيدني الى السجن وهم يرسلوني الى الحدود فقبل المامور وقضيت الخمسه عشر يوم في ضيافة الشيخ وخلالها ذهبنا الى الكابري واخذت جميع اموالي وفي آخر يوم وضع المال على ولفيته بحزام حتى لا يُرى وقال لي اذا سالك احد هنا أو في الاردن فقل ان هذا المال لجبر الداهش من يركا .. وعدت الى الاردن مع اموالي ولم يقبل الشيخ ان يأخذ قرش واحد ..وما زلت اذكر فضله حتى أموت.
هؤلاء الرجال الذين بلا شك صنعوا تاريخ مشرف للطائفه وما زال ذكرهم حيّ ومواقفهم لا تنسى وحتى اليوم كثير من القرى حولنا يشهدون أنهم بقوا في اراضيهم وبيوتهم بفضل المرحوم .. أناس مثله بيضوا وجه الطائفه هم أركان ؟ وإن دل على شيء فهذه الطائفه مخصوصه بهكذا قيادات .. أما الشيخ الذي روى لي القصه فقد اوصل السلام كما طلب منه وادى الامانه.
الماده منقوله فواز حسين حرفيش اب 2020
تعليقات: