المروءة والشهامة والرجولة لها أربابها
المروءة والشهامة والرجولة لها أربابها، فليس كل جسم ممتليء وزنود مفتولة وعضلات بارزة وشاربين معقودين تحمل سمات الرجولة..
إنما ما يتمتع به باسم ضاهر إبن بلدة شبعا، الملقب بـ "شمشون" شبعا من جسم ضخم وقوة خارقة وزنود وعضلات ومهابة في طلته ونظراته ووقاره وعيون ثاقبة ترصد حركات بعض الحيوانات الضارة والمفترسة والأفاعي وتكون لها بالمرصاد لاصطيادها وتحنيطها ووضعها في متحف خاص إتخذه في غرفة تابعة لمنزله الريفي ببلدته شبعا المزدان بدءًا من شرفاته والمتدلية من أسقفه وحيطانه المزهريات وقناني المياه الكبيرة التي حولها إلى حديقة تحوي معظم أنواع الأزهار والورود،كما داخل الغرفة مجموعة كبيرة من التحف الأثرية النادرة والنحاسيات وبعض الأفاعي والحيوانات المحنطة كالثعلب والنمس وغيرها والصناعات الخشبية، وحين تراعى إلى مسامعنا في "مجلة وموقع كواليس" أخبار هذا الرجل الجبار كانت لنا زيارة برفقة المدير العام السيدة فاطمة فقيه والدكتورة محسنة سرحان وجولة إستطلاعية في أرجاء الغرفة المخصصة كمتحف ولقاء مع صاحبه "شمشون شبعا"، السيد باسم ضاهر الذي يرتدي سروالًا عربيًا ويدخن الدخان العربي (اللف بورق الشام"..
*لقب شمشون لا يستحقه إلاَّ من كان يمتلك مقومات وله صولات وجولات في بطولات شتى فكيف حصلت على هذا اللقب وما هو رصيدك من كل ذلك، وبالتالي عن المقتنيات الأثرية؟
- منذ صغري كنت أهوى الصيد ولم أزل، وخلال تجوالي في رحلة الصيد أصادف بعض الحيوانات المؤذية كالثعلب والنمس والطمسن فأصطادها وأعمل على تحنيطها وأعلقها في سقف هذه الغرفة وعلى الحيطان وأحيانًا أصنع سبحة من سلسلة ظهر الأفعى كما ترونها، أمامكم، وكل ذلك من باب الهواية.
أما عن أكل لحم الأفاعي،قد يحصل ذلك من باب التحدي ليس اكتر ولما لا !لطالما يكون لحمها أنظف وأنقى وأضمن من بعض أنواع اللحوم المتواجدة في الملاحم والسوبرماركت،وكم نسمع أنها فاسدة.
أما فيما خص المقتنيات الأثرية، كوني إبن بلدة شبعا وبيئة مزارعة، كانت معظم تلك الأواني والمعدات تستعمل في حقبة من الزمن من قبل الأباء والأجداد، وكانت تجذب نظري ويستهويني إقتناءها لما لها من حيثيات وأثر في حياتنا وإن جرى الإستغناء عنها بفضل وجود معدات وآلات حديثة مواكبة. التطور. وحيث كنت اعمل سائق شاحنة عبور إلى تركيا والسعودية والكويت أشتري بعضًا منها أينما أجدها في طريقي، منها خناجر شبرية، سكين سيف، راديوات، مسجلات، ساعات ونحاسيات وغيرها من أدق المعدات الأثرية التراثية والتحف إضافة إلا إحترافي صناعات خشبية (ديشك) وكراسي ومقاعد وطاولات وغير ذلك.
كما يتواجد عندي معدات كبيرة الحجم وثقيلة من أدوات الفلاح والمزارع والمحدلة والماعوس وجرن الكبة وغيرها أضعها في مستودع خاص.
والمرؤة والمرجلة والقوة الخارقة متجذرة بنا عن زمن المرحوم جدي عبدو حسن ضاهر، كان يرفع الذبيحة (ثور البقر) بيده ليغلقع في سقف الملحمة، وكان يحمل خنجرًا في وسطه ويتمرجل في ساحة وطرقات البلدة ولا شك أخذت منه تلك البطولة والشجاعة، وصدقًا إذا ما هجم عليَّ عشرة رجال أستطيع مقاومتهم ورميهم أرضًا الواحد تلو الآخر، وأتناول الطعام البيئي ومن الأرض خضار وسواها.* هل تشارك في مهرجان ومعارض حرفية تقيمها البلدية، أو تتلقى دعمًا منها؟
- لا هذا ولا ذاك، إهتمام البلدية لا يمر من عندنا، إنما ليس ذلك في أجندة أعمالها، علمًا أن متحفي يعتبر من التراث وجب دعمه وإطلاع الجيل الجديد عليه ليتعرف على المعدات والواني التي كانت تستعمل من قبل الأباء والأجداد واملعاناة معها، وفي الختام طموحي جمع اكبر قدر ممكن من كل مستلزمات المعدات والاواني على أنواعها المستخدمة في الزمان الغابر، لأنها تمثل تراثًا إفتقدناه والشكر الكبير لكم وحضوركم وهذا الحوار.
* فؤاد رمضان - مجلة كواليس
أهتم بالمقتنيات الأثرية لأنها تحمل تراث الآباء والأجداد وأفتخر بها
تعليقات: