السيارة التي كان يستقلها اللصوص
بعلبك -
حين تعيش الأمرَّيْن بين فقدان الأمن والأمان والتعرض للموت الرخيص، وتُهان وتنتهك كرامتك إن كان في الشارع أو داخل مؤسسة تملكها، أو حتى داخل منزلك، أو في أي نقطة قد تتواجد فيها كما هو الحال في منطقة بعلبك الهرمل.
حين تكون عرضة للجَهَلة والزعران في منطقة بعلبك ـ الهرمل الذين يمثّلون القلّة من أهلها، حيث إطلاق النار من أسلحة رشاشة ومتوسطة وقذائف صاروخية عشوائية تنهمر عليك من السماء بشكل متواصل، وفي أي مناسبة، ولأي سبب، ناهيك بقتل متعمد، وسرقة هنا، وتشبيح هناك، وسطو في وسط النهار وفي الطرقات العامة وعلى مقربة من الحواجز الأمنية ومراكزها التي لا تحرك ساكناً... عندها يصبح صقيع الغربة دافئاً.
لا تعدُّ الأحداث ولا تحصى... فبعد 72 ساعة من مقتل المواطن علي خليل عبد الساتر في بلدة إيعات بنيران لصوص كانوا يعمدون إلى سرقة محصولة الزراعي من البصل، تلته ليل الاثنين عشرات القذائف أُطلقت ابتهاجاً بأخذ الثأر، في سماء مدينة بعلبك. وفي وقت كتابة هذا المقال، سقطت دماء جديدة، في وضح النهار، إذ حاول، ظهر اليوم، ثلاثة مسلحين مجهولين يستقلون سيارة رباعية الدفع من نوع جيب بليزر أسود اللون، سرقة مواشٍ من مزرعة داخل بلدة شعت بالقرب من المدرسة الرسمية وسط البلدة، فأطلقوا النار على صاحبها علي دياب وهبي الذي أصيب بطلق ناري في يده، كما وأصيب ابنه مهدي بعدة عيارات نارية أردته على الفور قبل أن يفروا إلى جهة مجهولة.
لقاء في إيعات استنكاراً لجريمة قتل عبد الساتر: للقبض على الفاعلين وإنزال أشد العقوبات بهم
مهدي وهبي.
الجريمة هزت البلدة لتنضم إلى عشرات الجرائم المتكررة. ابن عم الضحية خليل وهبي أكد لـ "النهار" أن العائلة لن تقبل أن تمرّ هذه الجريمة كسابقاتها، وعلى القوى الأمنية تحمل مسؤولياتها وكشف هوية الفاعلين والاقتصاص منهم.
فيما أكد والد الضحية أن العائلة لن تستلم جثمان ابنها حتى الاقتصاص من القتلة المجرمين وتوقيفهم وسوقهم إلى القضاء.
عشرات الممارسات اليومية التي تؤرق حياة المواطنين الآمنين المسالمين الذين إن نظرتَ إلى حالهم تجد أنهم في مصيبة لا تقلّ خطورة عن انفجار مرفأ بيروت؛ آلاف المنازل والسيارات المتضررة إلى جانب مئات الضحايا والجرحى تسجَّل بين الحين والآخر من دون أي رادع، مع المزيد من التراخي الأمني.
تعليقات: