اللوحات الرقميّة كلفةٌ لا بدّ منها هذا العام الدراسي... ماذا في الجودة والأسعار؟


مع فرض التعليم المدمج، أصبح اقتناء اللوحة الرقمية من العدّة الأساسية للتعليم، إذ لا يكتمل من دونها، وأصبحت تختصر الأقلام والدفاتر والصف وجميع مكوّنات عملية التعليم. وفي ظل الأزمة الاقتصادية التي تعصف بلبنان، كان لا بدّ من البحث في السوق عن الخيارات المتاحة أمام الأهالي لشراء لوحة رقمية بسعرٍ مقبول وتفي بغرض الدراسة. في هذا الإطار نسأل: هل يخصّص الأهالي لوحتين رقميتين، واحدة للدراسة وأخرى للألعاب؟

رولا، أمّ لثلاثة أولاد، كانت قد اشترت اللوحات الرقمية منذ سنتين لأولادها ولن تتكلّف شراء لوحات خاصة للدراسة، فـ"هذا مكلف جداً بالنسبة إلي، أنا وزوجي موظفان ولا نستطيع توفير لوحتين لكلّ ولد". أمّا فاطمة، الأمّ لثلاثة أولاد أيضاً، كانت قد اشترت لكلّ منهم لوحة رقمية ذات ماركة عالمية بغرض اللعب عليها. لكن مع فرض نظام التعليم من بُعد، فضّلت شراء لوحات رقمية صينية رخيصة لكي تفصل بين لوحة الألعاب ولوحة الدراسة، وقد اشترت الواحدة من هذه اللوحات الصينية بنحو 50 #دولاراً على سعر صرف السوق السوداء وخصّصتها للعب، وتركت اللوحات القديمة الأفضل من حيث النوعية للدراسة، "أعاننا الله على هذا العام، كلّه مصاريف".

من ناحيتها، فضّلت لميا توفير لوحة رقمية للدراسة كدفترٍ مدرسي ومذكرة، ولوحة رقمية أخرى للألعاب كانت اشترتها من قبل لابنتيها. وكانت ال#مدرسة حيث سجّلتهما، قد أعطت الخيار لأهالي ال#طلاب إمّا بشراء لوحة من اللوحات التي أمّنتها خصيصاً للطلاب بسعر 100 دولار على سعر صرف 7000 ليرة للدولار، إمّا شراء ما يحلو لهم من لوحات أو حواسيب محمولة، لكن ضمن مواصفات حدّدتها الإدارة لدى اختيار الأهالي أي لوحة. و"اللوحة الرقمية أصبحت جزءاً أساسياً من التعليم هذا العام، سواء اخترنا التعليم من بُعد أو التعليم المدمج، فحتى لدى ذهاب التلميذ إلى المدرسة عليه أخذ لوحته معه، وأنا اشتريت اللوحات من المدرسة ووجدت أنّ نوعيتها متوسطة وتفي بغرض التعليم"، تقول لميا.

ما نوع اللوحات وأسعارها في السوق؟

في محلات "عبد طحان" للأدوات الكهربائية، تتوافر ماركات اللوحات الرقمية العالمية فقط، وتراوح أسعارها بين 150 و400 دولار. وتختلف ميزتها من ناحية حجمها ووسع شاشتها وسعة ذكرتها وقوتها. ويكثر الطلب على اللوحات ذات الشاشة الـ 10 إنش، فهي أكبر وأسهل للعمل عليها. وهناك نوعان من هذه الألواح يبدأ سعرهما من 250 دولاراً، ويحملان اسم ماركة عالمية أيضاً، لكن ميزتها أنه يمكن استخدامها كحاسوبٍ محمول ولوحة رقمية في الوقت نفسه، إذ يمكن وصل لوحة المفاتيح لاستعمال اللوحة كحاسوب محمول، وإزالتها لاستخدامها كلوحة رقمية. وهذا النوع من اللوحات هو الأكثر طلباً من قبل طلاب المدارس، وقد نفد المحل منه في عدة فروع. وحالياً، لا يقدّم المحل أي تسهيلات في الدفع، إنّما قد يدرج هذه الخدمة في وقتٍ لاحق.

لدى محلات "خوري هوم" للأجهزة الإلكترونية، مختلف الماركات العالمية من اللوحات الرقمية، إلى جانب خمسة أنواع من اللوحات الصينية وبأسعار مختلفة تراوح بين 370 و900 ألف ليرة. وتختلف في ما بينها من حيث سعة الذاكرة ووسع الشاشة وقدرتها وسرعتها. ومنها ذات سعر 659 ألف ليرة تفي بغرض الدراسة للطلاب، وفق موظف المبيعات، وهي ذات ذاكرة 32 GB ووسع شاشتها 10 إنش. ويقول الموظف إنّ الطلاب يفضّلون هذه الأنواع عن الحواسيب المحمولة لأنّها أرخص، إذ إن الحاسوب المحمول يبدأ سعره بمليوني ليرة. أمّا عن الماركات العالمية للوحات الرقمية المعروفة، فيبدأ سعرها من 2,220,000 ألف ليرة. وطريقة الدفع نقداً.

أمّا محل "أغاسركيسيان" الشبيه بالمحلين السابقين، عرض فقط نوعين من اللوحات، نوعاً يحمل اسم ماركة عالمية، وآخر ماركة صينية. الأولى تتميّز بأنّها تعمل على الـ wifi وعلى 3G وشاشتها 10 إنش وسريعة، ويبلغ سعرها 1,687,500 ليرة. أمّا الأخرى فهي ليست مناسبة للدراسة، وفق موظف المبيعات، لأنّها بطيئة وإذا ما استُخدِمت بشكلٍ متواصلٍ يومياً، قد تعمل لسنتين أو ثلاث كحدٍ أقصى، ويبلغ سعرها 920 ألف ليرة. ويقول الموظف إنّ الطلب على النوعين خفيف، وأنّ الشركة توقفت عن طلب شحنات إضافية منها.

هل تسهّل المدارس اقتناء اللوحات الرقمية؟

مبدأ التعليم من بُعد لا ينجح دون عدّته القائمة بشكل أساسي على لوحة رقمية أو على حاسوب محمول، وفق أمين عام المدارس الإنجيلية الدكتور نبيل قسطه. فهذا النوع من التعليم، هو ثقافة بحدّ ذاته، ما يحتّم أن تكون عدّته هذه صديقةً للطالب أو ما يُعرف بالـ user friendly، وإذا لم يتوافّر لكلّ طالب اللوحة الرقمية أو الحاسوب المحمول الخاص به، لا تنجح العملية التعليمية، برأي قسطه. ويشرح أنّ "في معظم مدارسنا، شحنّا من الصين لوحات رقمية تراوح أسعارها بين 150 و200 دولار مع لوحات مفاتيح وحافظات". وقاموا ببعض التسهيلات تجاه الأهالي في هذا الإطار، فمثلاً في بعض مدارسهم حدّدوا سعر اللوحة بـ 100 دولار، وأكملت الإدارة تسديد الـ 50 دولاراً الإضافية التي يعجز بعض الأهالي عن تسديدها. وهذه التسهيلات تهدف إلى أن يتوافر لكلّ تلميذ لوحة رقمية لإنجاح التعليم، و"نسهّل لجميع أهالي طلابنا مِمَّن هم بحاجة إلى ذلك، لكن على قاعدة عدم استغلالنا".

بدورها مدرسة "Rawdah high school"، لم تطلب أي نوع أو ماركات للوحات الرقمية من الطلاب، وذهبت حتى إلى خيار استعمال الهاتف لمَن لا يستطيع شراء جهازٍ خاص لابنه. فضلاً عن التساهل بالأقساط والسماح بتأخير تسديدها مقابل تأمين الجهاز الذي يناسب بعض الأهالي مِمَّن ظروفهم المادية صعبة.

ومدرسة "Eastwood college" أيضاً، لم تُلزم الأهالي بأيّ نوع أو ماركة من اللوحات أو الحواسيب المحمولة. ووفق الموظفة الإدارية، فإنّ المدرسة ليست بحاجة إلى تقديم تسهيلات بهذا الإطار لأنّ الأهالي جميعهم من العائلات الميسورة.




تعليقات: