محمد عواضة أيقونة الشهادة الرسالية
في ذكرى رحيلك أيها الحبيب تصغي أرواحنا إلى زقزقزات عصافير تتنقل بين أفنان شجر الجنة وتنصت إلى خرير سواقي تهرول مشتاقة لتلامس أمثالك وأنت تستحم بماء الكوثر . وتحدق أبصارنا بشموس تملأ عوالمها بشعاع يكشف آفاق المجهول وننشد مع زغردات الأمهات الفرحات أن صار لهن مثلك عظماء يتربعون على عرش الجنة.
محمد هنيئا لهاتيك العينين البريئتين التين تزينان وجهك الملائكي.
درسنا معك في الصف الثاني متوسط في تكميلية الخيام ولكم لعبنا في جنباتها أيها الحبيب وتسابقنا وضحكنا من أعماق القلب ببراءة الأطفال وأحلام الصبية المستعجلين ليصبحوا شباب ورجال كبار . وكانت المفاجأة الكبرى بعد سنوات قليلة حيث صار محمد بسرعة كبيرة فارسا من فرسان المقاومة وبقيت روحه المرحة ترافقه وترافق إخوانه المجاهدين في معسكرات التدريب وفي مواقع الكمائن وزرع العبوات وإقتحام مواقع العدو والعملاء .
وفي لحظة من لحظات العطاء بلا حدود والإخلاص المصفى قرب موقع علي الطاهر كان محمد لا يملك غير هدف وحيد هو رضى محبوبه الأوحد الذي سحر روحه ووجدانه وامتلكهما فجأة وبدون مقدمات صار محمد ايقونة الشهادة الرسالية وشفيعا للمذنبين المتعلقين بقشور هذا العالم المزيف .
وصار محمد شعاعا في مسيرة النور المقدس وصار أمثالنا يتمنون أن ينالوا شفاعته وشفاعة أمثاله.
محمد عواضة لك في القلب ذكرى جميلة ولنا فيك مثل وقدوة ونشعر بسعادة غامرة عندما نذكر اياما وامكنة كنا فيها معا.
لروحك الطاهرة ألف تحية وسلام وتقبل الله منك ومن ذويك هذا المستوى العظيم من العطاء الذي تستحقون لأجله أن تكونوا في الدرجات العلى معة من أحببتم من الأنبياء والأولياء والصالحين.
ولروحك العظيمة نهدي المباركة الفاتحة.
* المهندس عدنان سمور (عضو المجلس البلدي في الخيام)
تعليقات: