وصل رئيس الحكومة المكلف، مصطفى أديب، إلى القصر الجمهوري متأبطا مظروفا، فضجت وسائل الإعلام في تحليلاتها حول مضمونه، أو محتواه!
التقى قبل ذلك "الخليلين"، المندوبين عن الثنائي الشيعي، ولم يفصح لوسائل الإعلام عن الحديث، أو الحوار، أو الإقرار، أو "الشجار" الذي دار بينهم!
تبين للجميع إنه لا يهوى التصريحات الإعلامية، ولا التغريدات التويترية، إنما يراهن في نجاحه السياسي على "الباطنية الخبيثة" التي لن يكون لنتائجها السلبية أو الإيجابية وقع صاعق على شخصه، بالتحديد.
إن كل ما أتيت على ذكره أعلاه لا يشكل سوى مؤثرات صوتية فارغة، لا يتردد صداها في الفضاء العدمي المفتوح على كل الإحتمالات السياسية الإرتدادية، لا مع الثنائيات، ولا مع الثلاثيات، ولا مع الرباعيات المذهبية، المتشددة دينيا، ومصلحيا، وتحاصصيا، ونفوذا.
لكن، في الوقت ذاته، لا تأبه هذه الزمر السياسية الفاسدة لمفاعيل هذا الفراغ الحكومي الذي يدفع إلى فوضى وعدم مراقبة أسعار السلع الغذائية، والى الضياع الأمني في الحراسة المتشددة، والى الحؤول دون تكرار حالات إشتعال عنابر مرفأ بيروت، والى غطرسة أصحاب المصارف، والى فوقية حاكمية المصرف المركزي في بث عواصف الترويع والترهيب حول الكيان الإقتصادي الساقط، عن إمكانية رفع الدعم، قريبا، عن الدواء، والطحين، والمحروقات!
استقر سعر صرف الدولار مقابل الليرة "الكورونية"، خلال الأسابيع الثلاثة الماضية على معدل وسطي هو سبعة آلاف وخمسمائة ليرة (٧٥٠٠)، في حين لا يتوقف التجار، والصناعيون، وأصحاب محلات البيع بالمفرق، عن رفع يومي جائر للأسعار، جعلها أضعافا مضاعفة عما هو عليه سعر صرف الدولار في السوق السوداء، وأزال أمل الفقراء ومتوسطي الحال، بالحصول عليها، وملء بطون أطفال العائلات المعوزين الخاوية.
يجب عدم الإستهانة في كل هذه التأثيرات الخطيرة التي يكابدها أكثرية الشعب اللبناني، وكذلك النازحون السوريون العاطلون عن العمل!
لا أراهن بعد اليوم على ثورة شعبية من شأنها ان تطيح بهذه الزمر الفاسدة، لأنه قد تم تدجين غالبية هذا الشعب اللبناني الغشيم، طائفيا، ومذهبيا، وإقطاعيا، وأمسى شعبا كسولا، وجبانا، وثرثارا، يؤثر الإستلقاء في الأسرة، وشن حروب وثورات "دونكيشوتية" تافهة وسفيهة، على مواقع التواصل الإجتماعي، المخدرة لعقولهم الضحلة!
إنني أراهن فقط على مشيئة الخالق الذي هو وحده الأقدر، والأعدل، والأقوى، الذي يستطيع تحديد وصول "السارق" ليلا، إلى جحور ومخادع أولئك الطغاة الفاسدين المجرمين القتلة، الداعين إلى جهنم، والجحيم!
* سعد نسيب عطاالله
تعليقات: