الضحية محمد حسن حيدر
خرج من منزله بحثاً عن رزق عائلته، استقلّ باصاً لنقل الركاب على أمل الوصول إلى عمله، وإذ به يتلقى #رصاصة طائشة أصابت رأسه، فارق على إثرها الحياة... هو محمد حسن حيدر الذي أُجبر في الأمس أن يخطّ اسمه بالدم على لائحة الموت بسبب السلاح المتفلت في لبنان.
رصاصة طائشة وغادرة
من حي السلم حيث يسكن انطلق الوالد لستة ابناء (5 شبان وفتاة) حوالى الساعة الثامنة مساء، وما إن وصل إلى منطقة المريجة حيث كان في باص لنقل الركاب، كما قال ابنه علي لـ"النهار"، "حتى مرّ شابان على دراجتين ناريتين يتبادلان إطلاق النار، وإذ برصاصة تصيب رأس والدي ليسقط غارقاً بدمه، لافظاً آخر أنفاسه على الفور".
وأضاف: "كان متوجهاً إلى عمله كحارس وإذ به يُخطف من بيننا بسبب السلاح المتفلت الذي حصد إلى الآن أرواح الآلاف، خسرنا أحنّ وأطيب إنسان، الذي كرس عمره من أجل تأمين حياة كريمة لنا، عمل كل ما في وسعه لإسعادنا، وأثناء مغادرته المنزل من أجلنا غُدر من قبل زعران لم يتم الكشف عن هويتهم حتى الآن". التحقيق مستمر. القوى الأمنية فتحت تحقيقاً بالحادث، ولفت علي إلى أنه "يتم العمل على سحب كاميرات المراقبة المزروعة في المكان للتعرف إلى هوية المجرمين وتوقيفهم لينالوا العقاب الذي يستحقونه، إذ ما ذنب والدي أن يخسر حياته بسبب مجرمين ومتهورين، يطلقون النار في الطريق غير آبهين بأرواح الناس"، في حين أكد مصدر في قوى الأمن الداخلي لـ"النهار" أن "التحقيق مستمر لكشف كافة الملابسات، وإلى الآن لم يتم توقيف أحدٍ من الجناة".
الآتي أفظع
انضم محمد حيدر ابن بعلبك إلى قافلة طويلة من اللبنانيين الذين خسروا حياتهم لا لذنب ارتكبوه إلا لأنهم في بلدٍ السلاحُ فيه متفلتٌ وفي يد الزعران، يطلقون النار كما ومتى شاؤوا.
في الامس محمد، وغداً لا نعلم من الضحية التالية؛ فلن يتوقف نزيف الدم ما دام هناك سلاح متفلت، وعلى الرغم من صرخات الأمهات الثكالى اللواتي خسرن أبناءهن بطلقة نارية طائشة وغادرة، إلا أن أياً من المسؤولين لم يحرك ساكناً، فقبل محمد حيدر سقط اللاعب محمد عطوي، وقبلهما عدد كبير... وما ينتظر لبنان إذا استمر الوضع على ما هو عليه، أفظع بكثير.
تعليقات: