لبنان يحترق نسخة 2020

(أ ف ب )
(أ ف ب )


بعد عام تماماً، تكرر مشهد النيران، تستعر في المناطق. حرائق بالجملة اندلعت منذ ليل الخميس الفائت بين عكار والمنية وزغرتا إلى إقليم الخروب والمتن الشمالي والشوف وعاليه وصولاً إلى جزين وإقليم التفاح وأقضية النبطية وصور وبنت جبيل ومرجعيون والزهراني. وفي فلسطين المحتلة، اندلعت حرائق كبيرة، على مقربة من الحدود مع لبنان أيضاً. أما محافظتا الساحل السوري، طرطوس واللاذقية، فشهدتا حرائق ربما تكون الأسوأ في تاريخهما.

الطقس الحار والرياح الخماسينية ساهمت في تمدد النيران لمساحات واسعة من الأحراج والحقول إلى الأحياء المأهولة. وفيما كانت بلدات المشرف والدامور والدبية ومحيطها في ساحل الشوف الأكثر تضرراً من نسخة حرائق 2019، كان الجنوب الأكثر تضرراً في نسخة هذا العام، نهار أمس. أما ليلاً، ومع السيطرة على غالبية الحرائق في الجنوب، فقد كانت بلدات عكارية، ومحيط باتر الشوفية، على موعد مع حرائق كبيرة.

محافظتا الساحل السوري، طرطوس واللاذقية، شهدتا حرائق ربما هي الأسوأ في تاريخهما

ألسنة النيران المستعرة لم تجد في مواجهتها سوى أجهزة الدفاع المدني والكشافة، والأهالي. في الجنوب، تولت كشافة الرسالة الإسلامية والهيئة الصحية الإسلامية وأفواج الإطفاء التابعة لاتحادات البلديات مكافحة النيران، في مقابل غياب لمروحيات الجيش اللبناني التي تُستخدم لإطفاء الحرائق. وشاركت قوات اليونيفيل في عمليات الإطفاء في مناطق انتشارها في قضاء صور وأطفأت مروحية تابعة لها الحريق الضخم الذي امتد من الناقورة حتى شمع وشيحين والجبين وكاد يقترب من مركز لها في شمع. وكما في الكوارث المماثلة، كان الاعتماد الرئيس على مراكز الدفاع المدني في الجنوب التي تعاني من قصور في الإمكانيات. وبرغم تكرار الحرائق والوعود بتجهيزه، كشفت كارثة أمس عن أن معظم مراكز الدفاع المدني لا تزال تحتاج إلى كل التجهيزات اللازمة لإطفاء الحرائق. مركز صور الإقليمي على سبيل المثال، يعتمد حالياً على آليتين فقط من أصل سبع. فيما الآليات الخمس الأخرى تنتظر من خمسة أشهر في مرآب الصيانة في المديرية العامة للدفاع المدني، موافقة وزارة الداخلية والبلديات على صرف تكاليف إصلاحها! وحدة إدارة الكوارث التابعة لاتحاد بلديات صور حاولت التعويض عن النقص في الآليات بوضع صهاريجها بتصرف الدفاع المدني. وفيما كل صهريج يحمل 100 ليتر من المياه في مقابل حمولة 7 آلاف ليتر في كل آلية إطفاء، وأدى ذلك إلى التأخر في السيطرة على الحرائق. ومع حلول الليل، لم تنجح عمليات الإطفاء في السيطرة على الحرائق كلها مع تخوف من الرياح التي قد تتسبب في اندلاع الحرائق مجدداً.

تعليقات: