العودة إلى الطبيعة.. إلى خيرات الأرض
مهما تقلبت الظروف ودخولنا في عصر العولمة والتكنولوجيا والإختراعات، لا ولن يمكن أن نجد بديلاً عن الأرض وما عليها، فهي مصدر الغذاء والدواء وأجدادنا وأباؤنا منذ مئات السنين لم يكن أهتمامهم بها عن عبث.
وها هو الزمن يعيد دورته ونستذكرهم. كما الظروف والمستجدات التي نعيشها وتحيط بها، فرضت علينا ذلك، وما يقال: رب ضارة نافعة.
ولكل ربة منزل أو مزارع له قصة مع هذا الواقع، ولقاؤنا اليوم بموقع مجلة كواليس مع السيدة منتهى إسماعيل عطوي من سيدات بلدة الهبارية في قضاء حاصبيا التي أبت الإستسلام للقدر بعد وفاة زوجها منذ عدةسنوات، فكان لها تحدي بإستكمال مشوار حياتها وإعالة عائلتها المؤلفة من أربعة أشخاص بالإتكال على الذات بإندفاع وحماس شديدين واضعة نصب أعينها الطبيعة والأرض ومنتوجاتها، وكان معها هذا اللقاء حيث قالت:
- سابقًا لم أكن أعي شيئًا من مواسم الأرض وإهتمام أهل الريف بالمونة البيتية، سيما ولدت وعشت وتزوجت وسكنت في بيروت. ولم يتسنى لي زيارةالهبارية إلاّ نادرًا، وهذا للأسف شيء خاطيء جدًا، وبعد وفاة زوجي بدأت أفكار تراودني عن عمل ما يقيني شر العوز وإعالة عائلة مؤلفة من أربعة اولاد فخضعت لدورة صناعة المونة البيتية من مربيات ومكدوس وتقطير وصابون وغير ذلك. لدى جمعية "أطايب الريف" في جونية لمدة ثلاثة أشهر، حصلت بعدها على شهادة تقدير بهذا الخصوص، وبعد أن حضرت إلى البلدة والمنطقة لأستقر فيها بشكل نهائي، هذا بعد وفاة زوجي ، لمست حاجة المواطنين وإهتمامهم بالمونة البيتية، كما وجود الأرضية المتاحة لي لإستثمار أرضي وزراعتها والإهتمام بها على طريقتي الخاصة، بعدم إستعمال المركبات والأسمدة الكيماوية كما المياه الآسنة، فكل شيء على الطبيعة، فكان لي ما أردت، بتصنيع أو تحضير كافة انواع المكدوس من ورق عنب، ملفوف، خيار، قثاء، بندورة، باذنجان، فليفلة ، ملوخية، أرنبيط، زيتون، وحبوب على أنواعها ومربيات ومقطرات ماء الزهر والورد والقصعين وأكليل الجبل وشراب الورد والتوت، الزعرور الذي أصنع منه خل خاص لمرضى القلب والشرايين والأمراض السرطانية، عصير الحصرم، خل العنب والتفاح والصابون البلدي، دبس عنب ورمان وتين يابس وسماق وسمسم.
- وفي بالي صناعة أدوية منظفات للجلي ومشتقاتها، وبالمناسبة أدّرب بعض النساء والفتيات على صناعة المونة البيتية وأشارك في عدة معارض خارج البلدة وداخلها أثناء الإحتفاليات والمهرجانات الصيفية التي تقيمها البلدة والحمد لله منتوجاتنا رائجة جدًا
ومشهود لها بجودتها العالية، واحس بمتعة كبيرة وبنشاط وحيوية وإفتخار لدى تحضير بعض الصناعات الغذائية وتحقيق مردود معنوي ومادي.
والشكر الكبير لكم للإنارة على هذه الامور لتشجيع النساء والفتيات على هذه الصناعات والمنتوجات .
* المصدر: مجلة كواليس
* حوار رئيس التحرير فؤاد رمضان
تعليقات: