صور ـ
في 23 شباط الفائت، ضاقت الأرض بسكان مبنى شاهين في صور إثر تحذير بلدية صور إليهم، بعد الكشف عليه، بضرورة إخلائه لأنه غير صالح في وضعه الحالي بعد الهزتين الأرضيتين اللتين ضربتا المدينة والجوار في 12 و15 شباط وأدتا إلى ضرب الأعمدة الأساسية فيه وتصدعه، ما يستوجب الإخلاء الفوري له لحين الكشف النهائي عليه؛ ومن يصرّ على البقاء فيه عليه أن يتحمل المسؤولية. وإذ لم يؤمن للسكان البديل للمغادرة، فإنهم انتظروا في العراء والخطر اللجنة الرسمية الموفدة من قبل الهيئة العليا للإغاثة للكشف على المبنى وتحديد مصيره ومصيرهم على السواء.
ولمّا تأخرت اللجنة الموعودة لأكثر من شهر، عاد الأهالي إلى منازلهم يائسين ومسلّمين لقدرهم والاحتمالات المفتوحة على الموت ولم يسمعوا مجدداً عن التأهيل الموعود للمبنى.
وفيما لم تستكمل عملية الكشف على الأضرار الناجمة عن الهزتين في البلدات الواقعة في «منطقة فالق الزلازل»، فإن آلاف طلبات التعويض على الأضرار تتكاثر في أدراج البلديات التي طلب إليها قبول طلبات المتضررين المفترضين عشوائياً في استعادة للفوضى التي سادت خلال تسجيل أضرار عدوان تموز، ولو من دون أفق لإمكان التعويض أو حتى الكشف من دون مساءلة أو رقابة ذاتية في غياب دور المجالس البلدية في تنظيم الأمر؛ علماً بأن اللجنة لم تصدر شيكات التعويضات حتى إشعار آخر. وفيما يتباطأ الكشف والتعويض عن الأضرار، فإن الهزات الأرضية وحدها تنشط وآخرها هزة بقوة 3,9 درجات على مقياس ريختر ضربت عند الثانية عشرة والدقيقة الثامنة من ظهر أمس المنطقة بين بلدات كفرصير وشحور وصريفا، وسبقتها أخرى عند الثامنة والدقيقة 41 صباحاً في المنطقة ذاتها بقوة 3,2 بحسب المركز الوطني للجيوفيزياء في بحنس. وقد شعر بها سكان البلدات المجاورة وخصوصاً معركة ودير قانون النهر، إضافة إلى بعض قرى النبطية.
وكان مدير المركز الوطني للجيوفيزياء اسكندر سرسق قد أكد بعد هزتي شباط أن النشاط الزلزالي سيستمر بعدهما في الأيام المقبلة بدرجات خفيفة لأنه عندما تحصل أي هزة يبقى حصول هزات أخرى محتملاً لمدة 15 يوماً، الأمر الذي يقلق سكان المنطقة التي يهدأ باطنها حتى الآن من الهزات الارتدادية متفاوتة القوة، مخافة أن تتكرر الهزات القوية التي تخلف أضراراً لا يتكفل أي طرف مسؤول بأن يمحو أثرها.
تعليقات: