مرصد جبل الشيخ (طارق أبو حمدان)
عريضة تطالب الوزارة بمعرفة السبب ومعالجته..
المنطقة الحدودية:
تتعرض أجواء مناطق واسعة في الشريط الحدودي المحاذي للكيان الصهيوني، لأعمال تشويش مكثفة تضرب مختلف انواع الاتصالات اللاسلكية، خصوصاً شبكة الهاتف الخلوي وأجهزة الاتصال المدنية والعسكرية، بما فيها أجهزة مراقبي لجنة الهدنة الدولية، إضافة الى اجهزة التلفزة المنزلية، مما ينعكس سلباً على حركة ونوعية الاتصالات الهوائية بشكل عام، وعلى فواتير الخلوي التي تضاعفت في هذه المناطق خلال الأشهر القليلة الماضية بشكل خاص، في ظل سوء تخابر من دون ان تبدو في الأفق أي محاولات جدية للجهات المعنية، في التصدي لهذه القرصنة ووقفها او الحد من ضررها، حيث تشير كل الدلائل الى مسؤولية جيش الاحتلال الإسرائيلي في بثها والتأثير على الأجواء الحدودية لأهداف أمنية وعسكرية خاصة به.
بدأت أعمال التشويش على الأجهزة اللاسلكية في الشريط الحدودي، مطلع صيف عام 2007 في أعقاب مقتل 6 جنود من الكتيبة الإسبانية، خلال عملية تفجير استهدفت آليتهم المدرعة في محور سهل الدردارة، عند الطرف الغربي لبلدة الخيام، واتجهت أصابع الاتهام يومها الى هذه الكتيبة وحملت مسؤولية التشويش، بعدما استقدمت كمية كبيرة من الأجهزة والمعدات الحديثة والمتطورة الخاصة بالتشويش على أجهزة تفجير العبوات، وجرى تركيبها على سياراتها العسكرية وآلياتها المدرعة وفي محيط مراكزها العسكرية، خاصة مقر قيادتها في بلاط والمسماة قاعدة «ميغيل دي سرفانتس». إلا أن القوات الدولية العاملة في القطاع الشرقي، وخصوصاً الكتيبة الإسبانية والتي كانت اول المتهمين، اشارت حسب مصدر اعلامي فيها، الى ان معدات وأجهزة التشويش التي تستعملها،خاصة تلك المركزة على آلياتها محدودة الإمكانيات وذبذبات تشويشها تصل الى قطر لا يتجاوز حدود 200 الى 300 متر فقط. وهذا يعني ان التشويش ينحصر في دائرة ضيقة، وهذا ثابت على ارض الواقع، فكافة الأجهزة الخلوية يتوقف إرسالها عند مرور آلية دولية مجهزة بمعدات التشويش، ليعود الإرسال وبشكل خفيف ومتقطع بعد ابتعاد الآلية.
يضيف المصدر الدولي، ان رئيس قسم أجهزة الاتصال في الكتيبة الإسبانية تقدم منذ حوالى أسبوعين، بكتاب لدى شركتي الخلوي اللبنانيتين يطالبهما العمل الجاد على تقوية بثهما في هذه المنطقة، ومن ثم تزويد الكتيبة بأرقام هواتف يحدد عددها بين الجانبين، شرط ان تكون بعيدة عن أي أعمال تشويش تعرقل الاتصالات الهاتفية لهذه الكتيبة وغيرها من الكتائب الدولية، والتي استعانت مؤخراً بهواتف أرضية تحاشياً للتشويش. اما شركتا الهاتف الخلوي، اللتان تلقتا العديد من احتجاجات المواطنين إضافة الى المسؤولين المحليين في المنطقة الحدودية، فرفضتا الإقرار بالتقصير، ووضعتا المسؤولية الأولى في هذا الإطار لدى جهات خارجية محيطة، تعتمد تقنيات حديثة ومتطورة في مجال الاتصالات والتشويش. وإحدى هاتين الشركتين، التي ارسلت الى المنطقة فريقاً فنياً مزوداً بأجهزة تقنية حديثة لتحديد مصادر التشويش، وجهت أصابع الاتهام إلى العدو الصهيوني. كما ان جهات متابعة للوضع الحدودي، ذكرت أن جيش الاحتلال الإسرائيلي، زاد خلال الأشهر القليلة الماضية من اعمال التنصت والتشويش، الموجهة الى المناطق الجنوبية بشكل عام ومنطقة الشريط الحدودي بشكل خاص. وأنه ركز مؤخراً أجهزة تشويش متطورة في موقع المرصد عند الهضاب الغربية لجبل الشيخ، على ارتفاع حوالى 1600 متر عن سطح البحر، كذلك هناك اجهزة مشابهة ركزت في تلة رويسة العلم، المشرفة على قرى العرقوب كافة، إضافة الى معدات أخرى للأهداف نفسها وزعت على اكثر من موقع في جبهة مزارع شبعا. كما تعتقد تلك المصادر أن جانباً من أعمال التشويش الإسرائيلي أنيط بقمر اصطناعي إسرائيلي مخصص في مجال الاتصالات اللاسلكية يدور في أجواء هذه المنطقة.
«لا مجال لإكمال مخابرة هاتفية عبر جهاز الخلوي» تقول «عائدة» من راشيا الفخار. وهي تحار أين تقف وفي اي زاوية من زوايا منزلها، وربما قصدت السطح لإنهاء اتصال تجريه مع ولدها في البرازيل. وتضيف: كان الهاتف الخلوي خير وسيط مع أهلنا في المهجر، ولا نعرف ماذا حصل في الأشهر القليلة الماضية حتى ساء التخابر الى هذا الحد.
«ابو بلال» من كفرشوبا، أبدى أسفه لما هو حاصل من رداءة لا تطاق في الهاتف الخلوي، الذي تحول عن هدفه إلى مهمة أخرى على علاقة بتشنج الأعصاب وحرق الجيبة. ويضيف: لم أتمكن فعلاً وعلى مدى الأسبوع الماضي من الاتصال بأولادي في كندا والبرازيل، نتكلم لبضع ثوان ينقطع الخط، نعيد الاتصال مرة ثانية وثالثة ورابعة، تكبر الفاتورة من دون ان نتمكن من طمأنة فلذات قلوبنا في بلاد المهجر، او اطلاعهم على الأوضاع المستجدة المقلقة والخطرة في بلدنا.
ويشير ضابط برتبة نقيب يعمل في لجنة مراقبي الهدنة الدولية، رفض ذكر اسمه، الى ان التشويش يطال أجهزة الاتصال اللاسلكية التي تستعملها الفرق العاملة في هذه اللجنة، وهذا التشويش يحد بشكل كبير من حركة الدوريات وأعمال المراقبة على طول «الخط الأزرق»، لأن حركة كل دورية ميدانية يجب ان توجه وعلى مدار الساعة من غرفة القيادة، وأعمال التشويش تقطع هذا التواصل مما يضطر الدورية الى وقف سيرها وفي حالات عدة تلغي مهمتها وتعود الى مركزها.
كما وجه رؤساء بلديات ومخاتير قرى حاصبيا ومرجعيون، اضافة الى العديد من فعاليات المنطقة، بعد اجتماع لهم خصص للتداول في موضوع سوء اتصال الهاتف الخلوي، كتاباً احتجاجياً إلى وزير الاتصالات مروان حمادة، عرضوا فيها مشكلة التشويش على الهاتف الخلوي «بشكل يرتب علينا أعباء مادية كبيرة وصعوبة في الاتصال، تصل الى حد الضغط والتوتر النفسي». مشيرين الى ان «المشكلة بدأت منذ نحو من عشرة أشهر وحتى اليوم لا نعرف سببها، فمنهم من يقول ان التشويش مصدره اسرائيل وآخرون يقولون ان الخلل في شبكتي الهاتف الخلوي، او ان الأجهزة التي تستعملها الكتيبة الإسبانية هي السبب».
ودعا الكتاب حمادة الى «معالجة هذه المشكلة بأسرع وقت، للتخفيف من معاناة المواطنين الذين يدفعون فواتيرهم ثلاثة أضعاف لقاء خدمات لا يحصلون عليها من شركتي الخلوي، ومراجعة قيادة القوة الدولية للتأكد من مدى تأثير أجهزتها على اتصالاتنا، او التأكد من احتمال وجود قرصنة إسرائيلية جوية ومعالجتها أيضاً».
تعليقات: