رجل الأعمال اللبناني الأستاذ محمد صفاوي، من القطاع الصناعي إلى القطاع الزراعي، فهو دائم الحركة والتفكير، لا يستكين عن البحث لمشاريع حيوية وإنتاجية تفيد الوطن والمجتمع بخلق فرص عمل للعديد من الشباب للتخفيف ما امكن من الضائقة المعيشية التي يعيشها المواطن، كما إيجاد حركة إقتصادية محورية في عدة قطاعات.
...
فكما خبرته المتميزه وتمرسه في صناعات الحديد والفور فوجيه على أنواعه، في دولة الكويت الشقيقة، ها هي تنتقل إلى زراعة الزيتون بمواصفات عالية الجودة في مسقط رأسه بلدته الخيام، ليساهم في نهضتها الزراعية، وبالتالي تامين مردود مادي يكون له عونًا في ظل الأوضاع المعيشية الضاغطة
.
"موقع مجلة كواليس" المواكبة دائمًا لمسيرته الحافلة بالإنتاج المثمر والتخطيط السليم، واكبته في عملية قطاف الزيتون مع دردشة حول شؤون وشجون الزيتون والزيت ومشتقاته فقال:
موضوع الزراعية لم يكن عندي من باب التجارة، بل هواية، على سبيل التسلية حيث أملك عقارات شاسعة من الأرض الزراعية قرب دارتي في الخيام، وما لها الكثير في ذاكرتي من المحطات التي رافقتني منذ طفولتي وهي تذكرني بالأباء والأجداد الذين سبقوني إليها واورثوني، وهي تمثل وجودنا وتراثنا وجب التعلق بها. وبقدر ما تعطي الأرض من إهتمام بقدر ما تكون وفيه معك، وتبادلك العطاء. وبعد أن أستقريت في الخيام مسلمٌا زمام أمور شركتي في الكويت إلى أبنائي، توجهت نحو زراعة بعض الأشجار المثمرة على سبيل التجربة: كالتفاح، الدراق والخوخ، فلم اجد منهم ما يستحق البناء عليه كمشروع زراعي متكامل. لذا، كان خياري شجرة الزيتون التي ليس لها متطلبات كثيرة لجهة الرعاية بأقل كلفة، ومواسمها خيّرة ولا تحكمك في ظرف وسوق ووقت معين لقطافها وتسويقها.
والإستفادة من شجرة الزيتون، هناك مشتقات الزيت في صناعة الصابون والكريمات ومادة الجفت والحطب، وقد ورد إسم الزيتون في القرآن الكريم، وهي صديقة البيئة وأرفة بإخضرارها على مدار السنة، كما أنها تُعمر كثيرًا حتى مئات السنين.
وهناك عدة أنواع من أشجار الزيتون، وقد أخترت منها النوع القزم مصدره اسبانيا، يحمل سنويًا وبكثافة، إنما ثمرته صغيرة ويعطي زيتًا وفيرًا ذو جودة عالية جدًا، ويتطلب الري بعكس باقي أنواع أشجار الزيتون، وعمر الشجرة الإفتراضي حوالي 12 سنة، وهناك تكنولوجيا في التهجين الزراعي وجب علينا مواكبتها، وإسبانيا من أغنى الدول في إنتاج الزيوت والزيتون ولديها لجان خاصة تحت تسمية "تذوق الزيت" والذي يكون زيته من اجود الأنواع ينال ميدالية. وهي تصدر ما نسبته 50% من حاجة العالم بالزيت. لذا، أنصب إهتمامي على أنواع شجر الزيتون الإسباني ويسمى القزم. كما من خلال زياراتي إلى إيطاليا واليونان للإطلاع على آخر وأحدث التكنولوجيا في تصنيع وعصر الزيت، وحاليًا لديَّ حوالي 1000 نصبةمن شجر الزيتون القزم، ونظام زراعته متقاربة بمساحة مترين بين كل شجرة وأخرى، وأن يتعرض للشمس فهي مصدر نموه. كما لديا حوالي1000 نصبةشجر الزيتون العادي المعمّر لمئات السنين والمتعارف عليه لدى عامة المزارعين
*ما الفرق بين الزيتون الأخضر والزيتون الأسود، وعن موسم القطاف المبكر حسناته وسلبياته؟
-حبة الزيتون تنمو بداية باللون الأخضر، وعندما تأخذ شروط إستيفائها مداها الأقصى تتحول إلى اللون الأسود. وما يميز الأخضر طعمه ومدة تخزينه التي تصل إلى ثلاث سنوات. أما الزيتون الأسود لا يمكن تخزينه لأكثر من سنة واحدة، ويختلف طعمه عن الزيتون الأخضر ونحن لدينا من هذين الصنفين، ونُعلم الزبون بمواصفات كل صنف، ليكون على بيّنه من خياراته، وبالمطلق ومن ناحية علمية، آلية زراعة شجر الزيتون والرش والتشحيل والقطاف والعصر والتخزين تخضع جميعها لشروط عن دراسة وخبرة. والبعض يعمد إلى تجميع محصول الزيتون لعدة أيام ليأخذه لاحقًا إلى المعصرة وهذه طريقة خاطئة جدًا، لأنه يتخمر وترتفع نسبة الأسيد في ا لزيت وتسبب ضررًا على صحة المستهلك،فشخصيا" اعصر الزيتون كل يوم.بيومه ومن المستحسن وضع وحفظ الزيت في أواني فخارية "خابية" إذا كانت الكميات كبيرة، أو في أوعية من الزجاج، أو الستانلس بجو معتدل بعد حفظها في مكان مظلم بعيدًا عن الرطوبة، وشخصيًا أخضع كل صنف من الزيت ،أكان من الزيتون الاخضر او الاسود لفحص لدى مختبر خاص.
فالزيت أكثر مادة حساسة يتأثر بأي رائحة. وعندما أذهب إلى المعصرة أتابع عملية العصر، امنع دخول أي شخص خاصة المدخنين، ومستقبلَا لديّ خطة مشروع إستحداث معصرة بمواصفات وتقنيات حديثة متطورة عالية الجودة يتخيل لك أنك تدخل إلى صيدلية وليس إلى معصرة.
ولا ننسى عامل الأرض، فالأرض البيضاء هي الأصلح لزراعة الزيتون وجودة الزيت وفي الأرتفاعات المتوسطة.
موضوع ذات صلة: ارتفاع أسعار الزيت والزيتون والمزارعون يناشدون عدم استيراد الزيت من الخارج
أما طرق الغش بالزيت، فهي كما يلي:
لدى إستثمار أحد المزارعين لحقول زيتون بقصد التجارة، ولزيادة كمية الزيت لديه، يعمد إلى تجميع حبات الزيتون الساقطة أو المضروبة بالسوس وما شابه، وتخلط مع الحبات السليمة، بذلك يتم الغش ويفسد الزيت.
أو بعض الزيوت المستورد يضيفون إليه تلاوين خاصة، مع الإشارة إلى أنه في مناطقنا لا يجرؤ أحد على إعتماد الغش في الزيت.
موضوع ذات صلة: زيتون مائدة «شغل بيت» بأسعار مناسبة في الخيام
*بختام هذا اللقاء ماذا لديكم من خطط مستقبلية؟
-أول خطة: مشروع إستحداث معصرة زيت حديثة كما أسلفت سابقًا، تزاوج ما بين الحجر والعصر على البارد او الأوتوماتيكي لا تمسه الأيدي ولا يدخل إليها أحد، المشاهدة من خلف الزجاج وشبيهة بعيادة طبية. لأن الزيت حساس قد يستنشق أية رأئحة أو النفس، وعدم إستعمال غالون الزيت لأكثر من مرة.
الخطة الثانية: كون منطقتنا مرجعيون وحاصبيا غنية جدَا بمواسم الزيت والزيتون، وقد يوجد فائض منه وليس لديهم إمكانية التصدير إلى الخارج ومنافسة الأسواق العالمية، فهناك دراسة للإستفادة من مشتقات زيت الزيتون بدءًا من الصابونة إنتهاءًا بأدوات التجميل والمواد الطبية اللازمة.
وكما شاهدت في إحدى المعارض بميلانو – إيطاليا يضيفن نكهات على زيت الزيتون منها: مع الثوم والحرّ واليانسون واليمون.
كل ذلك مرهون بأوضاع البلد الإقتصادية وغلاء الدولار ووباء كورنا، ونحن مستعدون، كما غيرنا لإنعاش الإقتصاد اللبناني في عدة قطاعات إنتاجية، أكانت زراعية أم صناعية.
والشكر الأول والأخير لكم لمواكبتنا دائمًا.
* المصدر: مجلة كواليس
حوار رئيس التحرير فؤاد رمضان
تعليقات: