عمال سوريون في إحدى الورش
بنت جبيل:
استطاع العامل السوري في بنت جبيل تصحيح أجره اليومي في وقت قياسي، لتعويض ارتفاع أسعار السلع في لبنان الذي يتزامن مع الاوضاع الامنية والمتغيراتÅالاقتصادية المتوالية تباعاً، فيما بقي الأجير يتخبّط بين المشكلات والصراعات الدائرة في لبنان. فقد رفع العمال السوريون أجورهم التي يتقاضونها في بنت جبيل، وبلغت نسبة الزيادة 50 في المئة كمتوسط عام، بالنظر الى الاختلاف بين عامل ومعلم، وبين نوع الأعمال التي يقدمونها (بلاط ـ عتالة ـ ورش بناء ـ ورّاق ـ عمار «حجر»...).
ولعل أحد الأسباب الأساسية لرضوخ المتعهدين والمواطنين العاديين لهذه الزيادة هو أن العامل السوري، في ظل ندرة العمال البنت جبيليين، بات حاجة لا غنى عنها في مشاريع التعهدات وأعمال البناء والزراعة، بحيث لا تكاد تخلو أي و ورشة من اليد العاملة السورية، وفيما إذا توقفوا عن العمل فإن ذلك سيخلق إرباكاً واضحاً في المدينة نظراً لكثرة ورش البناء فيهاÅبعد حرب تموز.
بين مؤيد ومعارض
بدا بعض أصحاب ورش البناء والمتعهدين في المدينةÅغير منزعجين من خطوة زيادة أجر العمال السوريين، فيما أعرب البعض الآخر عن انزعاجه من هذهÅ«البغددة» وهذا «الدلع»حسب ما يقول صاحب احدى الورش، لأن العامل السوري «صار يشارط على إجرته المرتفعة، أي لا يرضى بأقل من 30 الف ليرة يومياً، ويحدد ساعات عمله من الساعة السابعة والنصف حتى الثانية بعد الظهر وصارت كلمته كلمة و لا تراجع او تخفيض في اليومية».
في المقابل، يرى بعض متعهدي البناء أن هذا الحق الطبيعي للعامل السوري الذي يمثل في المئة من حجم أعمال البناء في بنت جبيل، إذ «لا وجود للعامل اللبناني في هذا المجال، إلا القليل، ومن دون هؤلاء العمال سيتوقف البناء». وشرح بعضهم أن العامل السوري «كان يقبض 15 ألف ليرة يومياً، أما الآن فارتفع أجره الى ألف ليرة، في حين ينال «المعلم» أجرة يومية ما بين 30و70دولاراً. وأوضح أن الزيادة التي طرأت على أجورهم تعدّ «عادية نظراً إلى قلة اليد العاملة اللبنانية».
بنت جبيل أفضل من الخليج
يقول مطاع خليل «أبو سليمان» وهو معلم في مجال البلاط منذ عام ,2001 يسكن في بنت جبيل، إنه مرتاح في المدينة. ويشتكي من الغلاء الحاصل وتكرار انقطاع التيار الكهربائي، وكان مطاع قد أنجر أكثر من مئة ورشة تبليط في بنت جبيل وهو يعمل مع 7 من إخوانه في المدينة منذ 8 سنوات. ويبدي أبو سليمان استياءه من عدم توفر منزل له للسكن داخل المدينة، ويقول إنه فضّل العمل في بنت جبيل عن العمل في دول الخليج، وإن سير العمل منذ انتهاء حرب تموز مرضي من ناحية العمل والأجور. ويقضي مطاع حوالى 10 اشهر من السنة في بنت جبيل، حيث تأقلم بشكل كامل مع أهالي المدينة حتى بدت «لهجته تتغير» من السورية الى البنت جيلبية!
بدوره، يشير إبراهيم أحمد، وهو عامل آخر من محافظة حلب، إلى أنه ينوي الزواج من فتاة جنوبية، وهو يعمل في مجال تلبيس الحجر الصخري، علماً أنه حتى اليوم سجل 3 حالات زواج لشابات من بنت جبيل من شباب ســـوريين، وهـــن ينعمن في عيشة كريمة مع أزواجهن.
وبسبب الأحداث الأمنية الأخيرة وبعد الأخبار التي سرت عن التعرض للسوريين في العديد من المناطق اللبنانية، فقد عاد قسم كبير منهم الى بلادهم، خوفاً من تطور الاحداث وقطع الطرقات بشكل نهائي رغم انهم يعتبرون انفسم يعيشون على «أراض صديقة».
تعليقات: