ثريا عواضة
السابع من أيار المنصرم لم يكن يوماً عادياً بالنسبة لأبناء الخيام الذين تضررت بيوتهم في عدوان تموز.. إنه اليوم الذي كان متوجباً عليهم الحضور فيه إلى مكتب القطريين في البلدة لإبراز وثائقهم بعدما وردت أسماؤهم في جداول التعويضات الأخيرة.
وهذا اليوم أيضاً لم يكن عادياً بالنسبة لغالبية اللبنانيين.. إنه اليوم الذي دعا فيه الإتحاد العمالي العام إلى النزول إلى الشارع، فوُضعت السواتر على الطرقات وأحرقت الدواليب، وأقفل مينائي بيروت البحري والجوّي.
إنه اليوم الذي آثر فيه غالبية المواطنين البقاء في بيوتهم حفاظاً على سلامتهم، فلم يلتحق الطلاب بمدارسهم أوبجامعاتهم ولم يتوجه الموظفون إلى وظائفهم...
لكن في ذلك اليوم فوجئ الخياميون بالتزام القطريين بتعهدهم تجاه من تضررت بيوتهم، إذ بذلوا جهدهم للحضور إلى مكاتبهم في الخيام لاستقبال الطلبات وبلسمة الجراح رغم الظروف الأمنية الصعبة...
لقد كان لحضورهم وقعاً إيجابياً لدى المتضررين الذين ينتظرون بفارغ الصبر اليوم الذي تكتمل فيه عملية إعادة بناء بيوتهم ليعودوا إليها..
لذا لم نستغرب أن تبذل دولة قطر ما في وسعها لمعالجة الأزمة اللبنانية، رغم تناقضاتها وتداخلاتها الإقليمية والدولية، وكان هذا واحداً من أسباب نجاحها في مسعاها..
وبنجاحها، وضعت قطر حداً لمأساة شعبنا ومعاناته، وأدهشت الجميع بعدما عجز سياسيونا والعالم كله عن إيجاد الحلّ!
لقد أثبت القطريون حقاً أنهم ملتزمون تجاه لبنان واللبنانيين، ويوفقون في أعمالهم لأنهم صادقون.
تعليقات: