آثار الحريق في الكاراج الذي لجأت اليه عائلة من «البارد»
البداوي ــ
تهجير جديد فُرِض على آمنة سرحان وابنتها فايزة أن تعانيا منه، وهذه المرة، أصيبتا بحروق بليغة بعدما أتت النيران على المخزن الذي تقطنانه في مخيم البداوي. فاللاجئتان الفلسطينيتان كانتا تعيشان في مخيم نهر البارد، حتى نزحتا منه قبل نحو عام قاصدتين مخيم البداوي المجاور. وعلى أطراف «البداوي»، عاشتا في مخزن اتخذتاه أيضاً مكاناً للعمل في الخياطة. ليل أول من أمس، أحرقتهما نيران اندلعت في المخزن، مما أدى إلى «نزوحهما» مجدداً، كل إلى مستشفى.
الحروق البليغة التي أصابت النازحتين كشفت جانباً من الأوضاع المأساوية التي يعيشها أكثر من 450 عائلة لم تعد إلى منازلها في مخيّم نهر البارد بعد، منذ نزوحها عنه قبل نحو عام إثر الاشتباكات التي دارت فيه بين الجيش اللبناني وتنظيم «فتح الإسلام». ولا يزال قسم كبير من هذه العائلات مقيماً في مستودعات وكاراجات في مخيّم البدّاوي وجواره، في الوقت الذي عاد فيه إلى الجزء الجديد من مخيّم نهر البارد النازحون الذين كانوا مقيمين في مدارس الأونروا في مخيّم البدّاوي، وفي المدارس الرسمية في مدينتي طرابلس والبدّاوي.
النّازحتان كاملة سرحان (70 سنة) وابنتها فايزة سرحان (45 سنة)، أصيبتا بحروق في جسميهما، نتيجة النيران التي اندلعت في المخزن الذي تقيمان فيه قرب المدخل الشمالي للمخيّم، والذي لا تزيد مساحته على 30 متراً مربعاً، وأتت على ما يحتويه من فرشات إسفنج وأغطية وقطع قماش وستائر وملابس قيد التجهيز وأجهزة خياطة. فالسيدتان تعملان في خياطة الملابس النسائية والولادية والأعراس، وتعتاشان منها. ونقلت الأم المقعدة التي احترق أيضاً كرسيّها المتحرك، وابنتها، إلى مستشفى صفد التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في المخيّم.
وأوضح الدكتور رائد الحاج، أحد العاملين في المستشفى، أنّ «نسبة الحروق في جسم الأم وصلت إلى 60 %، فاستقر الرأي على ضرورة نقلها سريعاً إلى مستشفى الجعيتاوي في بيروت». أما الابنة، فقد أشار الحاج إلى أنّها «نُقلت إلى مدينة حمص في سوريا، بناءً على طلب أقارب لها هناك»، موضحاً «أنّ نفقة علاج المصابتين ستتكفل به وكالة غوث اللاجئين الأونروا».
في موازاة ذلك، لفت أمين سرّ تحالف القوى الفلسطينية في لبنان أبو فراس عيسى، الذي يقع منزله قرب المخزن ـــ البيت المحترق، إلى أنّ «الحريق اندلع عند منتصف الليل فور عودة التيّار الكهربائي، وأنّ عشرات المواطنين هرعوا إلى المكان لإطفاء الحريق بعد سماع صراخ الأم وابنتها، إلا أنّ حجمه الكبير استدعى الاستعانة بسريتي إطفاء طرابلس والبدّاوي».
وذكر عيسى أنّ الأم «كانت ترفض نقلها إلى المستشفى، بعدما رأت أغراضها ونتاج عملها يحترق أمام عينيها»، موضحاً أنّ وكالة الأونروا «تعاين الأضرار عادة من أجل تقديم تعويضات جزئية»، مشيراً إلى أنّ اللجنة الأمنية المشتركة للفصائل الفلسطينية داخل المخيم «لن تكشف على الحريق، لأنّه يقع خارج النّطاق الإداري للمخيّم. كما أن السلطات الأمنية اللبنانية، عندما وقعت حوادث مماثلة في السابق، لم تحضر للتحقيق». وقد رجّح من عاينوا مكان الحريق أن يكون ناتجاً من احتكاك كهربائي.
تعليقات: