الدكتور جوزيف ب. مجدلاني (ج ب م) – مؤسّس مركز علم الإيزوتيريك الأول من نوعه في لبنان والعالم العربي
كل ما نشهده من تحديّات ومنغصات وأمراض وحروب و… و… ليست سوى مرحلة لدخول عصر النور والمعرفة
الإيزوتيريك علم إنسان المستقبل بامتياز…
...
يسعدنا أن نضيء صفحات “موقع مجلة كواليس” بحوار شيّق مع الدكتور جوزيف ب. مجدلاني (ج ب م) – مؤسّس مركز علم الإيزوتيريك الأول من نوعه في لبنان والعالم العربي؛ وهو مَن أدخل مصطلح “الإيزوتيريك” إلى الثقافة العربية للمرّة الأولى منذ أواخر ثمانينيات القرن الماضي… وأغنى المكتبة العربيّة بسلسلة من المؤلفات المتعمقة في تقديم هذا العلم القديم – الجديد، كما أنّه اختار أن يذيل مؤلفاته بالأحرف الثلاثة الأولى من إسمه (ج ب م). وقد فاق عددها المئة كتاب في ثماني لغات حتى تاريخه. والحبل عالجرار…
لم يكتفِ الدكتور مجدلاني بذلك، بل دأب على تقديم علم الإيزوتيريك كمنهج حياتي عملي عملاني قابل للتطبيق العملي والممارسة الحياتيّة، بعيدًا عن التعقيد والسفسطة والتنظير، من خلال محاضرات مجانيّة دوريّة عالجت موضوعات إنسانيّة ساميّة متنوّعة في الإنسان وفي كل ما يدور في فلكه… لم تقتصر تلك المحاضرات على مركز الإيزوتيريك الرسمي في بيروت، بل شملت الأراضي اللبنانية كافّة، إضافة إلى عدد من الدول العربية والأوروبية. وقد تكاثرت المقالات والمقابلات الإذاعيّة والتلفزيونيّة المحليّة والعربيّة والدوليّة حول علم الإيزوتيريك ومؤسسه ليفوق عددها المئات…
في ظل ما تعانيه بشريّة اليوم قاطبة من مصاعب وتحديّات صحيّة، اقتصاديّة، اجتماعيّة، وغيرها، وفي ظلّ ما يعانيه إنسان اليوم من خوف من المجهول، قصدنا الدكتور مجدلاني في حوار يهدف إلى كشف النقاب عن حقيقة ضوضاء هذا الواقع المرير وأبعاد مفاعيله. فإلى أين هو متجه إنسان اليوم؟ وما هو ذلك المصير المنظور الذي ينتظره؟ وإليكم تفاصيل هذا الحوار.
* كيف تعرّفون علم الإيزوتيريك بشكل مقتضب؟
– باختصار شديد، الإيزوتيريك هو علم الحياة في شقيّها الظاهر والباطن. وهو علم الممارسة بالتحقق للتوصل إلى تحقيق ’سعادة الذات‘ في مناحي الحياة كافة، بدءًا من تحقيق سعادة فنّ العيش بوعي إنساني متقدم وتفوّق حياتي غير منظور… ولا نبالغ إن قلنا “سعادة الذات” فالإيزوتيريك هو درب يهدف إلى تكامل الإنسان بإنسانيته، اللّهم إن أراد هذا الأخير ذلك. حيث ترتقي النفس البشريّة، عبر تطبيق منهج علم الإيزوتيريك في مجمل تناقضات هذه النفس وتجاذباتها، لمعاينة وجهها الإنساني الحقّ – وجه الخير فيها…
نعم، الإيزوتيريك هو علم الحياة. وهو علم السعادة، أيضًا هو علم الإنسان – الإنسان. إذ تفرّد هذا العلم بتقديم النواحي الخفيّة في الإنسان والوجود، من خلال تقديم تقنية “اِعرف نفسك” تطبيقًا عمليًّا، وبطريقة غير مسبوقة، حيث “الإنسان هو الهدف دائمًا وأبدًا”.
الإيزوتيريك مسار وعي ذاتي حياتي إنساني شامل، يوحّد ما بين ظاهر الأمور وبواطنها، وبين نتائج الأحداث وأسبابها الخافيّة. إنّه كل ذلك وأكثر. إنّه علم إنسان المستقبل بامتياز…
(الإيزوتيريك هو علم المعرفة، فيما المعرفة هي أُم العلوم).
* في هذا السياق، ما هي فوائد ممارسة علم الإيزوتيريك في حياة الإنسان اليوم؟
أهم ما يميّز علم الإيزوتيريك اليوم هو العامل الحياتي العملي الذي يقدم إلى كل مريد نموذج وعي متكامل، يُعنى بالجسد (لناحية تأمين كيان سليم الصحة) وبما وراء الجسد (لناحية العناية بالفكر والمشاعر؛ ما يعني تأمين صحة نفسيّة سليمة)…
والأهم، أنّه في زمن يبحث فيه الإنسان عن سعادته في غير مكانها، يعلّم الإيزوتيريك المرء كيف يحلِّل تجاربه الحياتيّة، ليستخلص العبرة منها. لعلّه يفهم ويتفهّم هدفه في الحياة… أو بالأحرى ما تريده الحياة من وليدها – الإنسان…. فلا يعود العذاب يأسره، ولا هاجس السعادة يتملك عليه… إذ إنه سوف يحيا في سعادة مستديمة وليدة انسجامه مع نفسه أولًا، ومع الآخرين ثانيًّا، ومع الحياة ثالثًا…
الإيزوتيريك هو علم المعرفة، فيما المعرفة هي أُم العلوم. أمّا الإنسان فهو سيّد المخلوقات، في حين أنّ موئل المعرفة يكمن في باطن الإنسان… والطريق إلى الذات هي تقنيّة ’اِعرف نفسك‘- منهج الإيزوتيريك
(السلام أن نشعر بمحبة القدر لنا وبعطف الوجود علينا…)
*عندما نقرأ كتبكم المعرفيّة، ونحضر محاضراتكم الشيّقة تبدو الحياة غاية في السهولة فيما يخص حلّ عقدها ومشاكلها، لكن الإنسان على أرض الواقع، غالبًا ما نراه يعيش في حالة من التخبط والألم، لا سيّما من الخوف، خاصة مع ما تشهده بشريّة اليوم. كيف يفسّر الإيزوتيريك هذا الواقع؟ وهل من حلّ قريب؟
– إنّ التعمق في معرفة النفس البشريّة من خلال منهج علم الإيزوتيريك يرسخ يقين الساعي بحقيقة أنّ كل ما تشهده بشريّة اليوم من تحديّات ومنغصات وأمراض وحروب و… و… ليست سوى مرحلة عبور أو قلّ مرحلة ’تنظيفات‘ لا بدّ منها على أبواب دخول عصر جديد هو عصر النور والمعرفة – عصر الدلو. هذا العصر الذي ستشهد فيه البشريّة جمعاء بنسب متفاوتة وبحقب زمنيّة متباينة على استتباب تكنولوجيا الباطن – (اي تكنولوجيا اللامادة) في أوجه الحياة كافة، تزامنًا مع التطور التكنولوجي المادي الحاصل… بمعنى آخر إنّه زمن عودة الإنسان إلى حقيقته أولًا، أي إلى معرفة نفسه… وابتعاده عن هذه المعرفة هو سبب آلامه، وعذاباته، وسبب تلك الضبابيّة النفسيّة وعدم وضوح الرؤيا الداخليّة و… و… سمّ ما شئت. وأيضًا خوفه من المجهول.
أمّا الحلّ ببساطة فيبدأ بتفعيل الإنسان للسلام الداخلي الحقّ، مع نفسه أولًا ومن ثمّ مع أخيه الإنسان…
لكن ما هو السلام الداخلي الحقّ؟
ليس السلام الداخلي الحقّ مرحلة نصل إليها، ونستقر فيها، هو شعور رضى ذواتنا على نفوسنا!
فإذا ما أحببنا، شعرنا بسلام.
إذا ما وعينا، شعرنا بسلام…
إذا ما أعطينا، إذا ما انتجنا، إذا ما أتقنّا عملنا شعرنا بسلام…
السلام أن نشعر بمحبة القدر لنا وبعطف الوجود علينا…
هذا هو السلام الحقّ…
(الزمن يتقدم والإنسان يتقهقر)
*لكن، أين هو الإنسان اليوم من كل ما تقدم لا سيّما من معرفة نفسه؟
إنّ النفس عدوّة الإنسان، والإنسان عدو نفسه! هذا هو الوضع العام في السواد الأعظم من البشر! والإيزوتيريك في هذه الظروف المصيريّة، يعلّمنا كيف نصادق نفوسنا لتقودنا نحو الحقيقة والمعرفة والحريّة!
بالفعل، الزمن يتقدم والإنسان يتقهقر… لكن ليس المهم أين نحن اليوم… المهم إلى أين الوصول… وكيف الوصول؟
فالتطور حاجة والزامية وقرار ذاتي لا بدّ للإنسان أن يتخذه إراديًّا أو لا إراديًا… إنها سنّة الحياة… وها نحن على أبواب عصر التحولات المفاجِئة واللا إحتمالات الطارئة جميعها ستكون في خدمة إنسان المستقبل، والذي سيصنفه التاريخ كما الحياة “الإنسان -الإنسان” أي إنسان الوعي والرُقي الإنساني… إنّه الإنسان الباحث عن الأصالة في كل شيء بدءًا من أصالة جذوره…
البشرية اليوم على ابواب أفول عصر ودخول آخر في عمر إنسانيّة الأرض
* ما هو دور علم الإيزوتيريك في حياة الإنسان في
عصرنا هذا، وهل سيتأثر هذا العلم النبيل سلبًا أو إيجابًا
من الصياغة الجديدة لعالمنا الجديد، إذا صحّ التعبير؟
* لا نبالغ بالقول إنّ الإيزوتيريك هو علم الأصالة في كل شيء… وهو دليل ودلالة الإنسان نحو تلك الأصالة… إنّه لا ينطبع بالعصر أو يتطبع بأحداثه. بل هو مشارك أساس في إحقاق المعرفة الإنسانيّة في عصر النور والمعرفة، ونحن على أبوابه كما بات الجميع على علم… الإيزوتيريك يقدم اليوم مساعدة للإنسان الرازح تحت عبء ضغوطات أفول عصر ودخول آخر في عمر إنسانيّة الأرض … أمّا مؤلفات الإيزوتيريك فهي شاهدة على ذلك…
المطلوب من إنسان اليوم أن يتحلى بالفكر الإنساني العملي المنفتح المحبّ الواعي الباحث الذي لا يكفّ البحث عن الأفضل… ومع اقتران هذا الفكر بالمنطق السامي للأمور، يتفتح على مقدرة الرؤية الفكريّة أولًا، ثم على مقدرة الرؤيا العقليّة، فيحصد المرء نتائج ذلك صحة ونجاح حياتي واجتماعي، قاعدته الراحة والاستقرار كما التوازن النفسي والحياتي، وطموحه السعادة الداخليّة التي يمكن تسميتها ’بجنة النفس‘ على الأرض…
صدق أو لا تصدق، إنّ أحد أهداف علم الإيزوتيريك هو تقديم المساعدة والعون لكل نفس بشريّة اختارت أن تختبر إنسانيتها-حقيقتها – “جنتها الأرضيّة”، والتي ترتفع من دون ريب أو شك، ترتفع على قاعدة ممارسة المبادئ الإنسانيّة عمليًّا في مختلف الشؤون الحياتيّة…
فعصر النور والمعرفة هو عصر مسؤولية الإنسان حيال نفسه وحياته ووجوده… ومنهج علم الإيزوتيريك دليله إلى ذلك…
*ما هو جديدكم؟ وبماذا تعدون متتبعي علم الإيزوتيريك؟
إنّ جديد الإيزوتيريك لا ينضب. ونؤكد اليوم لمتتبعي هذا العلم النبيل في لبنان والعالم أنّ مؤلفات الإيزوتيريك إلى تزايد مضطرد… جديد الإيزوتيريك مؤلف صدر حديثًا بعنوان:”رحلة في آفاق عصر الدلو”… إنّها رحلة في أبعاد الخير في الوجود الإنساني… رحلة سيكتشف خلالها الإنسان أنّ كل ما في الوجود يحبّه ويجلّه إلّا هو!
يطرح هذا الكتاب في طياته عناوين عصر الدلو بغاية مساعدة الإنسان على فهم مجريات حياته في ظلّ ما يشوب عالم الأرض من أحداث صادمة… لعلّ إنسان اليوم يتقن ‘حبّ الذات‘ من خلال تفتيح جوهر الخير في نواة النور لكل شاكرا من كيانه، بدءًا بشاكرا القلب…
أيضًا، جديد الإيزوتيريك إصدار كتاب “تعرّف إلى فكرك” في طبعته الخامسة ، وذلك نزولًا عند طلب الكثيرين، لا سيّما بعد فقدان الكتاب من الأسواق لعدة سنوات.
لكن لماذا في هذا الوقت بالتحديد؟ إنّ ما من صدفة في ذلك… فالإنسان، على أبواب هذا العصر، وما سوف يليه من أزمنة، يحتاج أكثر ما يحتاج إلى تقوية الرابط بين النفس (الطبيعة الأقرب إلى المادة) والذات (الطبيعة اللاماديّة)، والفكر هو الرابط بينهما. وكلما اشتد هذا الرابط تفعّلت الطاقات الهاجعة في العقل… ناهيكم أنّ المعرفة لا تطرق المدارك إن لم يسعى المرء بنفسه إليها، والفكر وسيلة السعي…
*في الختام، هل من كلمة أخيرة؟
أختصر كلمتي الأخيرة بالقول الإيزوتيريكي الآتي:
“القسوة من صفات الزمن لأن التخلُّف من صفات الإنسان،
ولأنّ الوقت في المستقبل سيكون أثمن من الحياة.
حكمة الزمن، حكمة الحياة، وحكمة العدل الكوني كلها تُجمع على أنّ السعادة المستمرة تتنامى على أساس العطاء، العطاء من القلب”.
ها قد وصل حوارنا مع الدكتور مجدلاني إلى خواتيمه، فتشعر بالأمل والسعادة العارمة والحبور… أيضًا، بوفرة من القوّة ومن الحافز الداخلي لمباشرة العمل على معرفة النفس حق المعرفة. نكتفي بهذا القدر على أمل أن تكون لهذا الحوار تتمّة في وقت قريب.
تفاصيل أخرى كثيرة متوفّرة حول مؤسّس علم الإيزوتيريك ومؤلّفاته، من خلال زيارة موقع الإيزوتيريك الالكتروني الرسمي على الرابط الآتي: www.esoteric-lebanon.org
* المصدر: مجلة كواليس
تعليقات: