المهندس عدنان إبراهيم سمور
عندما قرر عقلي ادراك كنهك ومعرفة حقيقتك ؛ وضع الخطط وشحذ الهمم وجند حواسه
وخياله وظنونه وتهيآته وأوهامه وحدسه وعلومه وجنونه وراح يبحث عنك في كل جهات العالم وأنى توجه كان يصده المستحيل مبتسما هازئا منه حتى يئس وعاد إلي يجرجر أذيال الخيبة مطأطئا رأسه متحسرا وعندما رآه قلبي على هذا الحال سأله بحزن وشفقة.
"ما خطبك أيها الجندي المهزوم ؟"
فشرح له تفاصيل مأساته وبكى حرقة من عجزه فما كان من قلبي إلا أن نظر الى عقلي نظرة عطف ورحمة وابتسم إبتسامة خفيفة ساحرة وأومأ اليه أن إتبعني أيها المعذب المتعب . ما هكذا يعبرون المستحيل وسار أمامه مسافات طويلة وعبرا معا سهولا وجبالا وأودية وقفارا حتى وصلا إلى صحراء الحياة المقفرة ووقفا مذهولين أمام خوائها والعقل يراقب القلب وصنعه . عندها نظر القلب الى السماء وجال ببصره فيها وقال بحزن وخشوع.
"أتيت بكلي اليك راجيا أن تدلني عليك وكل ما لدي منك وإليك ."
وبعد لحظات من الصمت والسكون عبرت نسمة باردة لطفت حر الصحراء القاحلة وبدأت الأرض بعدها تعشوشب وتدب فيها الحياة حتى تحولت الصحراء خلال دقائق الى جنات تجري من تحتها الأنهار وتحوم في سمائها عصافير وحور مجنحة وأطفال خالدون . ورأى الإثنان مشاهد تعطلت لمرآها الحواس ومن شدة الءهول صعق العقل والقلب مما جرى وخرا ساجدين مستسلمين فرحين بما آتاهما.
وبعد أن صحيا من الصعقة وهدأ روعهما نظر القلب الى العقل مبتسما وقال بغير التسليم والعشق والإخلاص يتعذر عبور المستحيل لإكتشاف الكنوز التي خبأها الرحمان الرحيم لعباده.
صباح الباحثين عن الحقيقة.
عدنان إبراهيم سمور.
13/12/2020
تعليقات: