من حق رفاقنا البعثيين، بكل تنظيماتهم، كما كل القوى الوطنية والقومية والإسلامية، أن يكون لها يوما لشهيدها، خصوصاً أنها قدّمت، وما تزال الآف الشهداء، على طريق تحقيق أهدافها، لكن اختيار البعثيين يوم استشهاد القائد البعثي والمناضل الكبير أمين سعد (الأخضر العربي) في 3/12/1969، على أرض شبعا في جنوب الجنوب في معركة بطولية مع الجيش الصهيوني، فله أكثر من دلالة..
أول الدلالات مكانة المناضل الشهيد الاخضر العربي الذي ما غاب يوماً عن ساحات النضال الشعبي، منذ أن شارك في تأسيس المعهد العربي مع الصديق
الكبير نائب بيروت السابق الدكتور حسين يتيم أوائل سبعينيات القرن الماضي، إيماناً منهما بأهمية التربية في تنشئة الأجيال الجديدة، وأهمية ارتباط التربية بالعروبة في بلادنا، مما جعل وزير التربية آنذاك يمتنع عن منح المعهد ترخيصاً حتى تولى الوزارة الراحل الكبير كمال جنبلاط ليوقع الترخيص.
وثانيهما التأكيد على دور البعثيين، مع رفاقهم في الأحزاب الوطنية والقومية المبكر في مقاومة الاحتلال، حتى يمكن القول بكل موضوعية أن الأخضر العربي ورفاقه من الشهداء البعثيين في الجنوب اللبناني ك واصف شرارة، وعبد الأمير حلاوي (أبو علي)، وعلي شرف الدين وولديه علي وفلاح، كما شهداء الأحزاب الوطنية والقومية ،كانوا رواد المقاومة بحق، وأن أي شهيد للمقاومة اليوم هو امتداد لأولئك الشهداء..
وثالث الدلالات أن الأخضر العربي لم يكن شهيد البعث الأول في مواجهة المشروع الصهيوني – الاستعماري، بل هناك من سبقه على الاستشهاد على أرض فلسطين عام 1948 (ك فتحي الأتاسي، ومأمون البيطار، ومحمد جديد وغيرهم)، ومن لحقه من شهداء في مواجهة هذا المشروع على ارض لبنان وفلسطين والعراق وسوريةوالاردن وتونس والعديد من أقطار الأمّة.
ورابع الدلالات هو أن أمين سعد (الأخضر العربي) هو من أبناء بنت جبيل اللبنانية ومن مواليد حيفا في فلسطين، بما يؤكّد عمق العلاقة بين الشعبين على امتداد التاريخ، وهي علاقة لا يمكن أن يشوهها بعض غلاة العنصرية الذين لم يجلبوا للبنان إلا الدمار والخراب والمعارك الخاطئة والمشبوهة.
خامس الدلالات أن الاحتفاء بيوم الشهيد البعثي، كما الاحتفاء بيوم كل شهداء مقاومتنا الوطنية والقومية والإسلامية، هو تعبير عن عن التزام بخط المقاومة لن تزعزعه كل العوائق، وعن مسؤولية تجاه وطن لا يحميه إلا شعبه، وتجاه أرض لا يحررها إلا البررة من أبنائها.
رحم الله الأخضر العربي الذي حمل في اسمه اخضرار العروبة وتجددها، كما العروبة الخضراء الزاهرة الت تجلب الخير والازدهار ألبناء أمّتها..
تعليقات: