آليتان للجيش الإسرائيلي قبالة بلدة كفركلا
تفاقَمَ التشويش على الاتصالات الخلوية في منطقتي حاصبيا ومرجعيون، فانكفأ عدد كبير من السكان عن استعمال الهاتف الخلوي واستبدلوا وسائط اتصالاتهم من اللاسلكي إلى السلكي، أي من الهاتف الخلوي إلى الهاتف الثابت. إلا أن وزارة الاتصالات أوضحت أن شركات الخلوي «تُكافح» هذه الظاهرة عبر الاستثمار في تحسين الإرسال. لكن هل سترفع «اليونيفيل» قوتها التشويشيّة؟ إذ إن هذا الأمر سيزيد منسوب التحدي الأمني المتعلق بها.
■ مصدرا التشويش
بعد طول انتظار، كشفت أمس وزارة الاتصالات عن مصادر التشويش من دون توضيحات إضافية، فأشارت إلى وجود مصدرين، إذ بيّنت التحقيقات الميدانية التي أجرتها الوزارة بالتعاون مع مشغّلي الهاتف الخلوي، أن أحدهما يأتي من الأراضي اللبنانية وتحديداً من الدوريات التابعة للقوة الدولية العاملة في الجنوب، والآخر من الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وكانت القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان ترفض الاعتراف بأنها من يشوّش على الاتصالات الواردة والخارجة من هذه المنطقة، وقد تلقى سكان القرى والبلدات الموجودة ضمن نطاق قضاء حاصبيا ـــ مرجعيون ردوداً من القوات الإسبانية مفادها أنها ليست مصدر التشويش الحاصل في المنطقة. وما كان يدعم هذه النظرية هو أن نطاق التشويش واسع في هذه المنطقة، بينما هو منخفض في المناطق الغربية والوسطى من الجنوب. وتعتقد جهات أخرى بأن مصادر التشويش هي «جهات أخرى معروفة بسيطرتها القوية في الجنوب».
لكن وزارة الاتصالات تلقت ردوداً من اليونيفيل على استفساراتها المتعلقة بالتشويش، فتبيّن أنه ضرورة أمنية لدورياتها المنتشرة في المناطق الشرقية من الجنوب، وأوضح مستشار وزير الاتصالات لشؤون الهاتف الخلوي جيلبير نجار لـ«الأخبار» أن الوزارة أجرت اتصالات مع المراجع الدولية فنصحونا بتغيير توجيه محطات الإرسال وأحرزنا بعض التقدم، لكن أي تغييرات إضافية تحتاج إلى ميزانية جديدة. وقال نجار إن المشكلة نفسها «كانت قائمة مع سوريا، ولكننا تقدمنا كثيراً في هذا الملف، لكن مع اليونيفيل الموضوع سياسي ـــ أمني ـــ فني، ومع إسرائيل الوضع مختلف».
■ استثمار يرفع التحدي
وبهدف التخفيف من سوء الخدمة، استثمرت شركة «أم تي سي تاتش» 4 ملايين دولار في التجهيزات الخاصة، وبحسب ما قال نجار إن هذا الاستثمار كان في مواقع الإرسال الخاصة بمنطقتي حاصبيا ومرجعيون لوحدهما، لافتاً إلى أنّ شركة «ألفا» بدأت تنفيذ مشروع مماثل باستثمار نحو مليوني دولار.
ويُتوقع أن يرفع هذا الأمر من التحدي الأمني لدى اليونيفيل، إذ إن تحسين الإرسال يتطلب وجود أجهزة إضافية ومحطات تقوية وغيرها... لكنه في الوقت نفسه يرفع من نسبة نجاح «اختراق» أجهزة التشويش، ويعتبر نجار أن اليونيفيل ستضطر في هذه الحالة إلى زيادة قوة التشويش، ما يعني أن تحسين الإرسال وتقوية التشويش المضاد قد يستمر لفترة «لأنه لا حلول لهذه المشكلة».
وعلى الرغم من هذا الأمر، فإن الأهالي استبدلوا وسيلة اتصالهم واستحصلوا على هاتف ثابت. وقالت مصادر أوجيرو في المنطقة إن سوء خدمة إرسال الهاتف الخلوي دفع الأهالي إلى تركيب خطوط هاتفية ثابتة، إذ تجاوز عدد الخطوط الهاتفية الجديدة في الفترة الأخيرة أكثر من 500 خط وهو رقم قياسي نسبة إلى عدد المقيمين في المنطقة.
وتعترف الوزارة بأنها غير قادرة على عزل التشويش نهائياً، واعتبرت أن الإجراءات التي اتخذتها تهدف إلى «الحد قدر الإمكان من سوء الخدمة الناتج من التشويش». وشددت على أنها ستواصل اتخاذ التدابير التقنية التي من شأنها تخفيف هذا الأمر.
ويفسّر تقنيّون عاملون في هذا المجال مدى التشويش القائم في هذه المناطق، فإما أن يكون مصدره أجهزة يطلق عليها اسم «جامر» مضادة للتفجيرات وظيفتها إرسال إشارات لاسلكية لها نفس شكل الإشارات التي يستقبلها الهاتف الخلوي المستعمل في عمليات التفجير عن بعد، أو أن يكون المصدر شبكة اتصالات خلوية موازية تبثّ إشارات شبيهة بالتي تبثّها الشبكة في لبنان، والاحتمال الأخير هو مقوّي إشارات موضوع في أماكن قريبة من شبكات الإرسال اللبنانية ويشوّش عليها.
تعليقات: