الرئيس السوري بشار الأسد مستقبلاً أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني
رعاية أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لاتفاق الدوحة بين الموالاة والمعارضة لم تتوقف. وهو سعى الاحد الماضي في بيروت لدى عدد من القيادات والفاعليات السياسية الى ضمان ذلك الاتفاق بعد تنفيذ البند الاول منه وهو انتخاب رئيس جديد للجمهورية العماد ميشال سليمان وفقا لما كان متفقا عليه بين الطرفين المتنازعين وتنفيذا للبند الاول من "المبادرة العربية" التي وضعها مجلس وزراء خارجية الدول العربية في كانون الثاني الماضي، وهي المبادرة التي خرقت وتعثر تنفيذها على رغم المساعي التي بذلها الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بدعم عربي عام وسعودي – مصري خصوصا.
وأفاد ت مصادر ديبلوماسية عربية في بيروت "ان الامير لم ينم على حرير الاتفاق الذي أنجز في عاصمة بلاده انما انتقل امس الى دمشق ليتابع مع الرئيس بشار الاسد في طريقة تطبيق البنود المتبقية منه والتفاهم عليها بعدما ساعدت سوريا بشهادة الشيخ حمد في انضاجه بعد بروز عقبات جمة كادت أن تنسف التوصل الى تسوية. وتجدر الاشارة الى ان زيارة الشيخ حمد هي الثانية له الى دمشق منذ تسعة ايام وكان رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر ال ثاني زارها الاثنين الماضي لنقل شكر الامير.
ولفتت الى ان العين الساهرة القطرية انعكست على المناخ العام للاستشارات التي اجراها امس الرئيس المكلف فؤاد السنيورة مع رؤساء الكتل والنواب المستقلين في ساحة النجمة، فوصفتها بأنها كانت "هادئة وخالية من الاتهامات والتخوين والكشف عن مطالب يجب ان تتحقق لهذه الكتلة او تلك والا فان الوسط التجاري سيقفل من جديد او تسيّر مسيرات مليونية".
وأعطت الدليل على ذلك "ان اقصى ما أوضحه رئيس كتلة هو تحديد الحقائب التي يريدها او ما تريده من مسودة البيان الوزاري".
وقللت من أهمية ما يجري تداوله من توزيع للحقائب السيادية والخدماتية وتبديل طائفة الوزير في الخارجية والداخلية والمال واعتبرت "ان ذلك أمر طبيعي لكنه لن يستمر ولن يؤدي الى اعتذار السنيورة الذي بدأ التعايش معه بدءا بالرئيس نبيه بري ورئيس "تكتل الاصلاح والتغيير "العماد ميشال عون اول من امس".
وأكدت "ان ما جرى (أمس) ينطبق على ما هو مخطط له وكل ما يجري هو تحت السيطرة وان الحكومة الجديدة سترى النور أواسط الاسبوع المقبل وآخره على أبعد تقدير".
ولاحظت ان أيا من زعماء المعارضة لم يوجه اي انتقاد للسنيوره حتى ان بعضهم أفاد ان الاخير اخذ بما قدمه من اقتراحات من دون اي مناقشة او تسجيل ملاحظات".
وتوقعت ان يتدخل الراعي القطري في حال تعثر تأليف الحكومة بسرعة. ولفتت الى ان نائب رئيس الوزراء القطري وزير الصناعة والطاقة عبدالله العطيه لم يتردد في الكشف عن تأييد بلاده لتشكيل الحكومة الجديدة للعهد بسرعة في ختام مقابلته مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان امس في قصر بعبدا.
وافادت ان المحادثات السورية – القطرية تطرقت الى طريقة تصويب العلاقات اللبنانية – السورية ليس على مستوى الرئيس سليمان بل على مستوى السنيورة وموضوع المصالحة ووضع أسس وقواعد ثابتة لها لمنع اي اهتزاز امني جديد يضرب البلاد . ولم تتوافر معلومات دقيقة عما اذا كانت تلك المحادثات قد تطرقت الى موضوع انشاء علاقات ديبلوماسية بين البلدين في وقت قريب وما اذا كانت القيادة السورية ترى ان الظروف اصبحت اكثر ملاءمة بعد انتخاب سليمان وما اذا كان السنيوره أصبح مرحبا به في حال كان في عداد الوفد الذي سيترأسه رئيس الجمهورية لدى زيارته الاولى لسوريا بعد وصوله الى سدة الرئاسة.
ولم تستبعد ان تنجلي صورة الحكومة مساء اليوم السبت مع مراجعة الرئيس المكلف نتائج استشاراته مع الرئيس سليمان. وشددت على اقران رؤساء الكتل وبقية النواب التسهيلات التي وعدوا بها بترجمة عملية وعدم وضع العصي في دواليب التأليف من اجل هذه الحقيبة او تلك لان ورشا عديدة تنتظر العهد الجديد في مقدمها استكمال الحوار في قصر بعبدا برئاسة سليمان بعد ان تكون لجان متخصصة قد تشكلت لدرس ما يطرحه كل فريق من ملفات ونظرته اليها، لئلا تتحول طاولة الحوار طاولة مبارزات نظرا الى الملفات الحساسة المطروحة للبحث وفي مقدمها ملف السلاح وهو البند الرابع من اتفاق الدوحة.
تعليقات: