مستشفى النجدة الشعبية يبدأ بعلاج فقراء الجنوب من كورونا

مستشفى النجدة الشعبية أصبح من أفضل مستشفيات النبطية على مستوى التجهيزات والتقديمات الطبية (علي علّوش)
مستشفى النجدة الشعبية أصبح من أفضل مستشفيات النبطية على مستوى التجهيزات والتقديمات الطبية (علي علّوش)


مع تزايد عدد الإصابات بكورونا في لبنان، وخصوصاً في منطقة النبطية، حيث لا يوجد إلا مستشفيين يقدمان العلاج للمصابين، تفتتح مستشفى النجدة الشعبية قسماً خاصاً للمرضى مطلع الأسبوع المقبل، لعلاج مصابي الجنوب. رغم أنها استقبلت أول حالة لأحد الأطباء المرضى، قبل الإفتتاح الرسمي، بعدما لم يجدوا له مكاناً متوفراً في أي مستشفى في الجنوب.


كورونا الفقراء

المبادرة فردية وأتت من دون تلقي أي مساعدة من الجهات الرسمية، فيما بات مصابو كورونا في النبطية والجنوب يعالجون داخل سيارات الإسعاف، بعدما امتلأت أقسام كورونا بالمرضى في مستشفى راغب حرب، والمستشفى الحكومي.

وسيكون قسم كورونا في مستشفى النجدة الشعبية، ملجأ للفقراء، كما كان دائماً، عندما أسسته "جمعية النجدة الشعبية" في مطلع الثمانينات كمركز صحي، وتحول بعدها إلى مستشفى بدعم من دولة الكويت.

وكان هذا المستشفى الوحيد الذي يتطبب فيه أهالي المنطقة حتى مطلع العام 2000، إذ لم يكن في المنطقة من مستشفى آخر غيره. وهو تحول مع الوقت ليصبح من أفضل مستشفيات النبطية على مستوى التجهيزات والتقديمات الطبية. وذلك كله من تبرعات أشخاص لبنانيين ودعم من جمعيات.


نداء لوزارة الصحة

لكن افتتاح هذا القسم الذي جهز بـ12 سريراً لمرضى كورونا، بينها أربعة غرف للعناية الفائقة، قد يواجه صعوبات في المرحلة المقبلة، في حال لم تبادر وزارة الصحة إلى دعمه. أقله ببعض المستلزمات الطبية، كما يشرح المدير الطبي في المستشفى الدكتور الشفيع فوعاني لـ"المدن".

وذاعت شهرة هذا المستشفى بأنه للفقراء، الذين يتطببون غالباً على حساب وزارة الصحة. ويصعب عليهم حتى دفع فرق الاتعاب، وينتهي المطاف بإعفائهم منها غالباً. وحال المستشفى المادية تشبه حال فقراء الجنوب. وهو طور نفسه بالتبرعات وأصحاب الأيادي البيضاء. حتى آلة فحص كورونا التي ابتاعها بعد تصاعد الإصابات في المنطقة، كانت بجمع مئات الاف الليرات من هنا وهناك، كما يشرح فوعاني.

كان المستشفى في طور الاستعداد لتجهيز قسم كورونا، وأجرت الإدارة دراسات منذ بدء تصاعد الحالات في لبنان، لأن كل المؤشرات كانت تشير إلى أن الأزمة ستنفجر. لكن الظروف المالية أجلت هذا الأمر، خصوصاً أن استحداث قسم منفصل لمرضى كورونا مكلف جداً، والأسعار كلها على سعر صرف دولار السوق.


دراسات وتدريب

ورغم أن وزارة الصحة تأخرت في دفع المستحقات للمستشفيات، بسبب تحويل الأموال لمرضى كورونا، عمل المستشفى على جمع التبرعات من أفراد. وتم تحويل قسم الدرجة الأولى لمرضى كورونا وتم تجهيزه بـ12 سريراً. وعملوا على تدريب كادر طبي وتمريضي من موظفي المستشفى، وفق معايير منظمة الصحة العالمية، وبإشراف الدكتورة غنوة الدقدوقي المتخصصة بالأمراض الجرثومية والمعدية.

ولجأت الإدارة إلى تخفيف استقبال الحالات غير الطارئة، ووضعت في الحسبان رفع القدرة الاستيعابية بنحو عشرين سرير أو أكثر، في حال زاد كورونا الوضع سوءاً في المنطقة. فالأسرة الحالية التي تعمل مطلع الأسبوع المقبل، لا تكفي حيال الأزمة في النبطية، حتى وإن كانت ستخفف الضغط قليلا. لكن رفع القدرة الاستيعابية دونها عقبات مالية، ليس على مستوى تجهيز الأسرة والغرف ووحدات العناية الفائقة ولأطقم طبية فحسب، بل أيضاً على مستوى المستلزمات الطبية اليومية، كما يشرح فوعاني.

وأوضح فوعاني، أنه على وزارة الصحة تقديم المساعدات في هذا المجال، كي تكون هذه المبادرة مستدامة. فثمة مستلزمات طبية تستخدم لعلاج المرضى، مثل الثياب الواقية والكمامات والمعقمات، التي تستخدم لمرة واحدة، وكلها تباع على سعر صرف السوق. والمرضى في المستشفيات الخاصة يتكبدون ثمنها نحو 500 ألف ليرة يوميا، على حسابهم الخاص، بينما يقوم مستشفى النجدة على مبدأ عدم تحميل المرضى أي فرق، حتى لو دفع الأطباء من جيوبهم الخاصة.

وبمعزل عن أن القانون يمنع تحميل المريض أي كلفة إضافية، فهذا المستشفى أُنشىء للفقراء، وتابع لجمعية لا تبغى الربح، وعليه رقابة مشددة، إنسانية وأخلاقية بالدرجة الأولى. وهو مقصد للمرضى الذين يتطببون على نفقة وزارة الصحة بشكل أساسي، أي الفقراء وغير المقتدرين. وبينما تتهرب المستشفيات المجهزة لعلاج مرضى كورونا من مرضى وزارة الصحة، لصالح تطبيب المرضى الذين يحملون الأموال النقدية، سيكون هذا المستشفى لمرضى الوزارة والفقراء، كما أكد فوعاني.

تعليقات: