قصة طريفة من تاريخ التعليم في الخيام.. رواها أبو أسعد محمد علي هيثم

المهندس عدنان سمور وأبو أسعد محمد علي هيثم
المهندس عدنان سمور وأبو أسعد محمد علي هيثم


يروي محمد علي هيثم(أبو أسعد)أنه كان يدرEس في الكتاب في الخيام عند الشيخ خليل نصرالله في منزل محمد سليمان أبو عباس>

كان عدد الطلاب مزدحما وكانت أعمارهم فوق الثماني سنوات وكان من بين الطلاب منية النفوس .

وقد جاء في أحد الأيام إلى الصف الحاج أسعد مهنا وبصحبته ولده محمد علي الذي كان قد كسر رجله وجبرها له الدكتور إميل، وسبب الكسر أن الفرس في دارهم ركلته على قدمه. وكان الحاج أسعد مهنا تاجر مواشي يعمل على نطاق واسع في المنطقة من حلب شمالا إلى حوران شرقا وصولا إلى الخالصة جنوبا.

وقام الحاج أسعد بتوصية الأستاذ بولده نتيجة وضعه الصحي الحرج وأجلسه في زاوية الغرفة مداراة لوضعه فما كان من الأستاذ إلا أن وعد الحاج أسعد خيرا وبدأ الدرس عى بركة الله.

ويضيف أبو أسعد أنه كان معلقا في سقف الصف كبكة، عليها أواني وطعام. وبعد فترة من التدريس إضطر الأستاذ لمغادرة الصف وكان بين الحاضرين إبنة الأستاذ فاطمة الشيخ خليل نصرالله التي كانت ضريرة وولد صغير له كان يحبو على الأرض. وفجأة عمت الفوضى في الصف نتيجة غياب الأستاذ وقفز أحد التلاميذ وضرب الكبكة بيده فسقطت عنها زعنونة (طنجرة الفخار)التي كانت مليئة باللبنية وإنكسرت على الأرض محدثة ضجة قوية. ففر الطلاب من أماكنهم الأمر الذي أدى إلى أن تهوي شقعة الفرش (مجموعة من فرشات النوم المرتبة فوق بعضها) على زعنونة اللبنية المندلقة في أرض الغرفة. فأسرع الأستاذ إلى الصف نتيجة الصوت والضجة التي حصلت وسرعان ما فاقد أعصابه لما رأى من خراب ودمار حلا بالصف اثناء غيابه القصير وزاد في غضبه وجود إبنته فاطمة الضريرة وطفله الصغير يبكيان بحزن شديد، فأمسك بحزمة من قصل الذرة بكلتا يديه وبدأ يضرب الطلاب على رؤوسهم من شدة إنفعاله وتأثره، ونسي توصيات الحاج أسعد مهنا بولده المكسور المسكين محمد علي الذي لم ينج من الضرب على رأسه بكل ما أوتي الأستاذ من قوة.

وانتهت الحصة بترحيل التلاميذ إلى منازلهم ريثما تتم معالجة آثار الحدث الأليم والمفجع.

وصارت هذه القصة واحدة من حكايا الكتاب والقصص الطريفة التي يحلو سردها من قبل من عايشوها عند الاشارة إلى تاريخ التربية والتعليم في الخيام.


ضمن الحلقات المشوّقة التي يتم نشرها للكاتب المهندس عدنان سمور عن تاريخ بلدة الخيام.. سيتم غداً نشر الحلقة الثالثة عن تاريخ التربية والتعليم في الخيام، على صفحات هذا الموقع، ترقبوها..

تتضمن الحلقة الجديدة من تاريخ التربية والتعليم في الخيام شرحاً للعلاقة التاريخية بين الخياميين وفلسطين وتداعيات إتفاقية سايكس بيكو على هذه العلاقة ونموذج من الأساليب التعليمية لأبناء الخيام في فلسطين في نهاية ثلاثينيات وأوائل أربعينيات القرن الماضي.


* المهندس عدنان إبراهيم سمور، هاتف & واتس: 03/209981

مقالات الكاتب المهندس عدنان سمور

تعليقات: