زينب حسن حمود (أم حسين، زوجة علي محمد سليمان غصن) وجارتها مريم جبران الحاج (أم إبراهيم، زوجة نعمان إبراهيم جريس غيث)
كان صباحاً دافئاً من صباحات الخيام الهانئة في منتصف القرن الماضي حيث كانت تجلس الجارتان ترتشفان معا قهوة الصباح وتتسامران في دار أم أبراهيم غيث وهما (مريم جبران الحاج (أم إبراهيم 1901-1970 / زوجة نعمان إبراهيم جريس غيث) وجارتها(زينب حسن حمود (1932-2011 / زوجة علي محمد سليمان غصن).
وبعد إستعراض الحال والأحوال وأمور العيال وبعد تنهيدة حزينة من مريم توجهت لجارتها زينب بسؤال من خارج سياق الحديث: "ألا تريدين يا زينب أن تأتي بأخ لبناتك؟"
فنظرت زينب في عيني جارتها وصمتت طويلا ثم أتبعت صمتها بتنهيدة لا تخلو من حزن وحسرة وألم وقالت: "حبيتي أم إبراهيم، لو أن الأمر كان بيدي لفعلتها وأتيت بأخ للبنات منذ زمن طويل. ولو كان بيدك أنت أيضا لفعلتها وأتيت بأخ لولدك إبراهيم ولكن المشيئة بيد الله وليس لي ولا لك دور في تقدير جنس المولود الذي يمكن أن يأتي والله أعلم بما يقضي ويقدر."
استمعت مريم جبران لجارتها بتركيز قلّ نظيره وهزت رأسها موافقة على كل كلمة تفضلت بها زينب ولكنها لم تيأس من طرح الموضوع بصيغة تبعث على الأمل بوجود مخرج لهذا النفق الذي يبدو للوهلة الأولى أنه مقفل ولا يوجد أي أمل بوجود ضوء في نهايته وقالت: "ألا تؤمنين بأن النذر الصادق لرب العالمين يساعدنا نحن الإثنتين على تحقيق رجائنا المشترك؟"
أجابت زينب: "ومن لنا غير ربّ العالمين لتحقيق الرجاء.. أنا جاهزة للنذر، وما هو إقتراحك يا أم إبراهيم؟"
أطرقت مريم جبران (أم إبراهيم) قليلا وقالت: "لا أخفيك يا جارة أني عندما تأتي عاشوراء وأراقب مسيرات الفتية والأطفال في شوارع الخيام يرددون (زينب تندب أخاها بكّت الأرض وسماها) يقشعر بدني وتفيض دمعتي وأقول في نفسي، كم أن عذابات الحسين شبيهة بعذابات المسيح وأشعر أني منتمية إلى الحسين وأحب إسمه من عمق أعماق روحي وعندما أرى تقليدكم العاشورائي الجميل حيث تجتمع النسوة يوم العاشر من محرم وتصطففن عند باب الحسينية وكل إمرأة تحمل طفلها في حضنها لتقدمه على مذبح الحسين وتضع حول رأسه عصبة سوداء تعبيرا عن الحزن والأسى أتمنى أن أكون أنا واحدة منهن وإن شاء الله سأنذر إن رزقني الله ولداً أن أقدمه يوم العاشر طفلا على مذبح الحسين.
بعد هذا النذر الوجداني المفاجىء عمّ صمت وتأمل من الجارتين وبردت القهوة نتيجة الإنسجام بالحديث ولم ينته الصمت إلا بكلمات زينب التي قالت بصوت هادىء: "ذكرتني كلماتك يا أم إبراهيم بمشاعري عندما يقرع جرس كنيسة مار مطانيوس القريبة من بيتنا وأرى الرجال والنساء والأطفال يبدؤون بالتوافد بكل توجه وخشوع الى الكنيسة وكم أكون سعيدة عندما أستمع إلى التراتيل والأدعية والصلوات من حناجر المؤمنين داخل الكنيسة وأشم رائحة البخور التي تعبق بها الأجواء المحيطة بالكنيسة لذلك سأنذر مثلما نذرت أنه في حال رزقني الله بصبي فسأعمده في كنيسة مار مطانيوس والله ولي التوفيق".
ابتسمت الجارتان وفرحتا فرحاً كبيراً لأن الله هداهما لهذا الحل الذي يبعث على الراحة والطمأنينة والسعادة وانتهت الصبحية بوداع أم حسين لجارتها على أمل تحقق الرجاء والوفاء بالنذر.
مرت الأيام مسرعة وتوالت الصبحيات واللقاءات بين الجارتين وصديقاتهما في غزل الصوف وتحضير الطعام وسلق القمح ثم تنقيته قبل جرشه حينا ولقاآت أخرى على دق الصعتر وتحضيره أو غلي معقود التفاح والسفرجل أو تدبيس البندورة أو تجفيف البامية وإعداد القورما وغيرها.. وفي أحد صباحات العام 1943 بدأ الهمس في لقاآت الجارات الصباحية أن أم إبراهيم حبلى وبدأت القريبات والصديقات يتحدثن عن النذور المستحيلة لمريم وزينب ويتساءلن كيف أنهما ستتمكنان من الوفاء بنذريهما. وظلت الأيام تتلوا الأيام حتى تمخض حمل مريم عن إنجاب صبي مشرق المحيا أفرح قدومه قلوب الأهل والأحبة وفرحت زينب كثيرا لخلاص جارتها وباركت لها خلاصها بالسلامة وإستجابة رب العالمين لدعائها وقالت لها: "عزيزتي مريم أرجوك إدع لي أن يمن الله علي مثلما من عليك "فرفعت مريم وجهها ويديها إلى السماء وقالت: "إلهي ورجائي أفرح قلب زينب كما أفرحت قلبي".
ولكن حلم زينب تأخر سنوات طوال ولم يتحقق وهي تدعو وتصلي وتنتظر.
بدأ طفل أم إبراهيم غيث ينمو ويترعرع والأيام تتعاقب حتى حان وقت وفاء مريم جبران بنذرها الجريء والمستهجن لدى الخياميين والذي صار حديث النسوة في الخيام لكن مريم ظلت بمرور الوقت تزداد تعلقا بالوفاء بنذرها وفاء لعهدها أولا وثانيا حرصا على سلامة الصبي من أي مكروه لا سمح الله في حال عدم وفائها بالنذر.
تعرضت مريم جبران لضغوطات كثيرة ونظراً لكثرة الإنتقادات والإعتراضات من الأقارب والأصدقاء على نذرها قررت ومنعا للجدل والقيل والقال أن تقصد الشيخ عبد الكريم صادق إمام البلدة في منزله وتقف عند رأيه في موضوع الوفاء بنذرها بحثا عن مخرج لائق ومشرف، فوضعت منديلا على رأسها توقيرا للشيخ وقصدته في بيته وحكت له حكايتها وكان الشيخ الوقور الهادئ ينصت إليها معجبا بروحيتها وشفافيتها وكان يزين محياه إبتسامة شجعت مريم على المضي قدما بكلامها الخجول حتى أفرغت كل ما في جعبتها وختمت: "مولانا أنا سأنفذ ما تقرره أنت أيا يكن قرارك".
اطرق الشيخ قليلا وقال: "تقبل الله عملك ومبارك لك مولودك وجعله الرحمان إن شاء الله من الصالحين...
"ابنتي العزيزة اتمنى أن لا تقحمي نفسك في مشاكل عائلية أنت بغنى عنها ويمكننا بالتعاون أن نجد حلا وسطا يرضي جميع الأطراف ويبرئ ذمتك بالنسبة للوفاء بالنذر وإذا كنت تقبلين فإني أستفتح لك بالقرآن الكريم الآن وما نراه في الإستفتاح من وحي أسماء الله الحسنى نسميه للمحروس ونتوكل على الله"
فقالت مريم: "وهكذا تكون ذمتي بريئة يا مولانا؟"
أجابها الشيخ:"إن شاء الله تكون بريئة".
وحمل القرآن وقبله وتمتم بـ كلمات تمنت مريم لو أنه رفع صوته لتسمعها وتحفظها لكنه لم يفعل وفتح القرآن وقرأ من سورة الأنفال "أولئك هم المؤمنون حقا لهم مغفرة ورزق كريم"
ثم توقف وإلتفت إلى مريم وسألها: "اتسمون أنتم عبد الكريم؟"
قالت: "نسمي ولما لا نسمي المهم أن تكون ذمتي بريئة ويسمح الله لي بعبد الكريم".
فابتسم الشيخ وانفرجت أساريره وقال لمحدثته: "أما في موضوع تقدمة عبد الكريم كطفل الحسين يوم العاشر من المحرم فهذا أمر سهل متيسر لا يثير حفيظة أحد وعندما يأتي محرم إن شاء الله سنكون بخدمتك وخدمة عبد الكريم إن شاء الله".
وهكذا خرجت مريم جبران من دار الشيخ وكأن جبالا أزيلت عن كتفيها فشعرت في حركتها رشاقة لم تعهدها من قبل وفيما كانت تمر قرب شجرة الميس المعمرة قرب الحسينية نظرت إلى السماء وكأنها للمرة الأولى ترى روعة زرقتها وبعينين دامعتين من شدة الفرح قالت "الحمد لك يا ربي على هذه النعمة"
ومرت أمام باب الحسينية وهمست في أذن عبد الكريم "في عاشوراء سنأتي أنا وأنت وسأدخلك من هذا الباب لتكون طفلا كطفل الحسين"
نظر إليها إليها المارة وهي تكلم طفلها باستهجان ثم ضحكوا لتصرفها ومضوا وعندما جاء محرم بدأت مريم جبران بالإستعداد للعاشر وقالت لجارتها زينب: "أنا لا أعرف صنع كعك العباس ويجب أن نوزع الكعك في عاشوراء مثلنا مثلكم لتكون المراسم مكتملة"
فقالت لها زينب أنا أساعدك وأعلمك ونصنع الكعك سويا وقامت بتحضير بابور الكعك الذي هو بابور أضخم حجما من البابور العادي ماركة(piemoss) له عنق أفقي طويل يوضع تحت الصاجة لحصر الحرارة تحتها ويوضع عجين الكعك على صوان توزع تحت الصاجة لينضج وجهها ثم تقلب لتنضج من القفا ولا زالت نهاد إبنة مريم جبران وهي من مواليد العام 1937 تذكر أنه يوم قدم أخاها عبد الكريم طفلا للحسين،ألبستها أمها يوم العاشر من محرم ثيابا سودا وحملتها صواني كعك العباس هي وأبناء وبنات الجيران وكان عمرها يومها إثنا عشر عاما وقاموا بتوزيع الكعك على المشاركين في المراسم وقدم الطفل عبد الكريم مع الأطفال الذين قدموا في الحسينية كطفل الحسين وعندما وصل دوره إلى المنبر ذكر الشيخ عبد الكريم صادق للحضور في المصرع أن هذا الطفل هو من الأخوة المسيحيين إبن السيد نعمان إبراهيم غيث (1919-1982) الذي نذرته والدته لتقدمه في العاشر من المحرم كطفل الحسين ونسأل الله أن يتقبل منها نذرها ويبارك لها في ذريتها.
مرت الأيام وتوالت الأشهر والسنوات وزينب تنتظر أن تلد الصبي الحلم ولكن كانت مشيئة الله أن تنجب ثلاث بنات قبل أن يستجاب الدعاء ويتحقق الحلم والرجاء وكم كان ملفتا للجيران والأقارب مدى تقبل علي غصن لرزق الله حيث كان في كل مرة تنجب زينب بنتا كان يبدأ بالتهليل والتكبير فرحا ويوزع الحلوى على الحاضرين بكل بشر ورضى، وفي يوم من الأيام في العام 1958 بدأ الهمس بين نساء الحي أن زينب زوجة علي غصن حامل وتنتظر مولودا وكان من أشد الفرحين بهذا الخبر بعد زينب جارتها مريم جبران التي دعت لها وصلت أن يحقق الله حلمها، وفي عصر أحد الأيام بدأ مخاض زينب وأسرع زوجها ينادي الداية لتولدها وإجتمع النسوة في الدار ينتظرن بفارغ الصبر خلاص زينب حتى خرجت من داخل غرفة الولادة مريم جبران وزغردت بأعلى صوتها فرحا وقالت "جاء حسين باركن يا نسوة لزينب خلاصها وتحقيق رجائها لقد صارت زينب أخيرا أم حسين الحمد والشكر لك يا رب"
وبكت مريم جبران لشدة فرحها وشكر النسوة لهفتها وغيرتها.
توالت الأيام بعد أن جبر الله بخاطر زينب وراح حسين ينمو ويكبر بين أخواته البنات اللاتي فرحن به وصرن يتنافسن على حمله والتجول فيه في بهو الدار حيث بقي الحال على هذا المنوال مدة سنتين ونصف عندما قررت أم حسين أنه حان وقت الوفاء بالنذر فنهضت صباح يوم أحد وسخنت الماء وحممت حسين وألبسته ملابس جديدة وثبتت له خرزة زرقاء في سترته وعندما بدأ قرع جرس الكنيسة المجاورة جرت حسين بيده ومضت إلى القداس مهرولة ودخلت الكنيسة مع الداخلين فاستهجن المؤمنون في الكنيسة حضورها وابتسموا وأفسحوا لها في المجال لتجلس مع طفلها بينهم وحضرت أم حسين القداس من أوله إلى آخره حتى هم الحضور بتناول القربان المقدس فانتظرت أم حسين آخر الصف حتى تناول الجميع قرابينهم واقتربت من خوري رعية كنيسة مار مطانيوس في الخيام شكرالله الخوري الذي جاء إلى الخيام من بلدة كوكبا وقالت له: "أبونا أتمنى عليك أن تعمد ولدي حسين"
فابتسم الخوري وظهرت على وجهه الدهشة وقال لمحدثته: "أرجوك لا تحرجينا هذا موضوع أنا لا أقدر عليه ولا أريد أن أدخل بقضايا خلافية مع أحد وأتمنى أن تقدري موقفي"
غضبت أم حسين وقالت لخوري الرعية: "أنا نذرت نذري وانتهى الأمر وأريد أن أعمد طفلي ولا يحق لأحد أن يمنعني عن الوفاء بنذري"
وعلا صوتها واجتمع من كان في القداس حولها وحول الخوري مندهشين مستغربين لما يجري وأصرت زينب على موقفها وكررت مطلبها وفي كل مرة كان الخوري يكرر إعتذاره حتى تسبب في النهاية بزعل زينب التي خرجت من الكنيسة غاضبة وعندما وصلت إلى باب الكنيسة استدارت إلى الخلف ونظرت إلى خوري الرعية وإلى الناس المحدقين بها وقالت بصوت مرتفع يعكس حرقة قلبها: "إذا كنت أنا أريد أن أعمد إبني في الكنيسة فلا يحق لأحد في هذا العالم أن يمنعني وسترون جميعا"
ومضت مسرعة إلى بيتها حزينة منكسرة الخاطر.
إنتشر خبر ما جرى في الكنيسة داخل الخيام بين المسيحيين مثل النار في الهشيم ووصل الخبر إلى المطران في مرجعيون قبل أن يوصله خوري الرعية إلى هناك. فاستدعى المطران الخوري إلى مرجعيون على عجل وفور وصول الخوري إلى المطرانية قال له المطران ضاحكا: "عم تعمل مشاكل مع الشيعة بالخيام الجماعة زعلانين منك"
فابتسم خوري الرعية وقال للمطران "إيدي بزنارك يا سيدنا ساعدني لحل هالمشكلة"
وجلس الرجلان يناقشان الحلول الممكنة لحل هذا الإشكال الذي لم يكن متوقعا ولا في الحسبان وبعد طول أخذ ورد استقر رأي المطران على تعميد حسين غصن ولكن دون إستخدام الميرون في الماء.
بعدها عاد الخوري إلى الخيام ليبلغ أم حسين الحل الذي تم التوصل إليه وفور وصوله إلى الخيام قام باستدعائها إلى الكنيسة وقال لها "أعتذر يا أم حسين عما بدر مني وأتمنى أن تتفهمي موقفي وأبلغك سلاما حارا من المطران في مرجعيون الذي يبارك لك مسعاك ونذرك وأنا على أتم الإستعداد بناء على طلبه لأساعدك بالوفاء بنذرك وتعميد حسين"
فانفرجت أسارير زينب وفرحت فرحا شديدا واعتذرت من الخوري على ما بدر منها إتجاهه كما شكرته على تعاونه واتفق الإثنان على موعد لتعميد حسين حيث أحضرته على الموعد وتمت عملية التعميد التي حضرها الجيران وباركوا لأم حسين وفاءها بنذرها ووزعت الحلوى على الحضور من النساء والأطفال الذين كانوا من المسلمين والمسيحيين داخل الكنيسة على حد سواء.
بقيت زينب ومريم خائفتان قلقتان على الأولاد من غدر الزمان وحوادث الدهر واستمرت الصبحيات والأحاديث الجميلة تتعاقب حتى أبصرت مريم جبران في نومها طيفا لشاب جميل ظهر عليها قرب الميسة وقال لها: "مريم لا تقلقي وطمئني جارتك زينب أن ولديكما بحفظ الله ورعايته ولن يطالهما ضيم بإذن الله".
وعندما إستيقظت مريم من نومها فرحت للرؤية وارتاح قلبها وذهبت لزيارة أم حسين وأخبرتها عن رؤيتها وحمدا الله وشكراه على هذه النعمة وسألت زينب جارتها عن مواصفات الطيف التي رأته في المنام وقدرت أنه طيف أبو الفضل العباس وظلت مريم جبران تسأل نفسها ترى ما هو سر هذه الرؤية ولماذا أتى العباس إلي أنا؟
وبعد مدة وجيزة وفيما كان عبد الكريم غيث ذاهبا إلى دكان أبي رجا المجاور لمنزلهم صدمته سيارة أحمد باشا وكسرت فخذه ونقل الى مستشفى الشاب في صيدا حيث مكث فيها مدة شهرين حتى إستعاد عافيته وتمكن من العودة إلى بيتهم في الخيام وقد إعتقل الدرك أحمد باشا الذي صدمه بسيارته لكن مريم جبران أسقطت حقها وقالت أن الحادث حصل قضاء وقدر والحمد لله الذي سلم لها ولدها وأطلق سراح السائق.
وبعد مدة من هذا الحادث وفيما كان حسين غصن يلعب في الحارة بمحاذاة جدار بني بالحجر الصخري وإذ بحجر كبير يهوي فجأة عليه فيحاول الفرار لكن الحجر طال طرف قدمه وجرحها جرحا بليغا ولو لا قدر الله تأخر في تجنب الحجر لكان الحجر قد تسبب له بأذى كبير ونقل حسين على أثر الحادث إلى عيادة الدكتور شكرالله كرم الذي نظف له الجرح وقطبه ولفه بالشاش الأبيض وقال له" في المرة القادمة إنتبه أكثر يا حسين".
وبعد هذه الحادثة فهمت الجارتان الغاية من الرؤية وأن الله إذا أعطى أدهش وذا وعد عبده فإنه لا يخلف وعده وهكذا تمر الأيام والسنون وتبقى حكاية مريم وزينب واحدة من أجمل حكايا التعايش الخيامي بين بيت لحم وكربلاء.
لئلا تضيع
هي ذكريات أسست لنشوء مدينة جميلة إسمها الخيام بناها الأجداد والآباء بجهد وعذابات مضنية وجبلوا أعمارهم بدمهم وعرقهم وتعبهم وسهرهم وعبروا محطات وتحديات وأزمات كانت في كثير من المراحل تهدد وجودهم ومستقبل أبنائهم وأسرهم ورغم كثرة الصعاب والمخاطر انتصروا بإرادة الحياة التي تمتعوا بها وتركوا لنا إرثا وذكريات جميلة هي مدعاة للفخر والإعتزاز وهذه الذكريات تمثل مخزونا ومعينا لا ينضب من التجارب والخبرات والحكمة التي حرام علينا أن نسمح بأن يطويها النسيان والضياع .
من هنا وعرفانا منا بأهمية الكنز التراثي الذي تحويه الخيام بدأنا عرض سلسلة من الأبحاث والمقالات التي تتحدث عن تاريخ الخيام في كافة مجالات الحياة وأرجو من كل من لديه قدرة من أبناء الخيام الأحبة وهم كثر ولله الحمد أن يشارك بتقديم إضافة أو ملاحظة أو يمد لنا يد العون لنقدم عملا لائقا بالخيام وأهلها الطيبين .
مع الشكر الجزيل والإمتنان سلفا لكل من ينصحنا ويهدي إلينا عيوبنا ويسامحنا على هفواتنا غير المقصودة ويتكامل معنا في هذا المسعى النبيل.
* المهندس عدنان إبراهيم سمور، هاتف & واتس: 03/209981
مصادر البحث:
1 - الدكتور فريد شفيق نعيم ابراهيم غيث .
2 - حسين علي محمد سليمان غصن .
مقالات الكاتب المهندس عدنان سمور
ابو براهيم نعمان ابراهيم جريس غيث 1911-1982 (زوج مريم جبران الحاج)
أبو حسين علي محمد الحاج سليمان غصن 1923 (زوج زينب حسن حمود)
عبد الكريم نعمان غيث (طفل الحسين)، مواليد1944، مقيم مع أسرته في إسبانيا
حسين علي غصن (الذي تعمد في كنبيسة مار مطانيوس في الخيام) مقيم مع أسرته في البرازيل
مريم جبران الحاج غيث (أم إبراهيم غيث) 1901-1970 مواليد أيتولا في قضاء جزين
زينب حسن حمود (أم حسين غصن) 1932-2011
تعليقات: