الكاتب حسين السيد عباس ابو الحسن
أية سيادة تتكلمون عنها وأي استقلال ناجز تنادون به؟ وقد انزلقتم في أتون الذل والعار.. فوقوفكم أمام معلمكم القديم والجديد تطأطئون رؤوسكم متكتفين، لا يجرؤ أحدكم أن ينظر في وجهه… أنتم الذين سموكم بالقيادات السياسية والحزبية في طول وعرض لبنان!!!!!!
يتبارى بعضكم إلى الدعوة لاعادة الانتداب الفرنسي البغيض أو للاستظلال بعباءته، وبعضكم يستميله عله يتستر على فضائحه في النهب والسلب واللصوصية، وبعض يتبجح منادياً أن لا عداء مع اسرائيل وأن الموقف الحيادي هو الطريق الوحيد لانقاذ لبنان من واقعه المأساوي الذي أوصلتموه اليه…. !!!!!
هل أستثني أحداً؟؟؟ لا أستطيع!! إلاّ إذا تبارى أحدكم ورفع اصبعه قائلاً: أنا لست منهم!!! فهل هنالك من يرفع اصبعه؟ أشك بذلك!!!
وتعالى صوت آخر في آخر المعزوفة يدعو الى تدويل المسألة اللبنانية ووضع لبنان تحت وصاية ما يسمى ”بالأمم المتحدة“… وكأن لبنان أفلس فعلاً وليس عنده كفاءات علمية وسياسية ولا طاقات مميزة في شتى الميادين ولا شعب يستطيع أن يحكم نفسه بنفسه ويلفظ الطبقة الحاكمة المقيتة؟؟
تعودتم أن تكونوا أذناباً للخارج… فصورة غازي كنعان ورستم غزالي لم تزل تتصدر تاريخكم المذل!! ويأتي الآن من يمثل دور المنقذ بإسم الانسانية!!! مع أن تاريخه حافل بالاجرام والاستعباد والاسترقاء والاستعمار في كثير من بلدان العالم…
ياعيب الشؤم!!! أنتم ذئاب على الناس… وأرانب أمام الخارج… تحملون الكرباج لتسوقوا به عامة الشعب: وتنوخون بذل لا مثيل له أمام سلطان خارجي جائر…!! فبئس موقفكم هذا .. وبئس ما أنتم عليه…!!!
فهل سيستيقظ الشعب ليطيح بكم الى أسفل سافلين؟ أم أن الأغنام لم تزل تسرح وترعى وهي فاقدة للوعي الوطني؟
تطالبون بالحياد مع العدو الصهيوني.. وهو الطامع بأرضنا وبالوطن العربي!!! تتكلمون مع الخارجي بلغته علكم تستدرون عطفه وتتخلون عن لغتكم العربية التي هي من أسمى لغات العالم… مما يدل على أنكم مستعدون دائما لتتخلوا ليس فقط عن لغتكم وانما عن وطنكم أيضاً!!!
يقول بعضكم انهم ليسوا بعرب وأنهم هم غربيون وأوروبيون..!!! حسنا الذي يقولونه.. فاذا كان الأمر كما يقولون.. فليغادروا لبنان الى أوروبا لنرتاح منهم ومن عمالتهم ولنتفرغ لاعادة بناء وطننا بعدما نتخلص من السياسيين وجوقتهم الذين باعوا كرامتهم للغير على مر تاريخهم السياسي..!!!
كلكم… نعم .. كلكم .. الا اذا تبين أن هنالك من هو مظلوم مع الكل… عندها عليه أن يرفع اصبعه ويقول: أنا لست منهم وأتبرأ من وليجتهم .. !!!
لبنان هو عربي وسيبقى عربيا.. وسيبقى مقاوما للعدو الصهيوني ولأسياده وعملائه..
لبنان سينفض عنه غبار الطائفية والمذهبية والزعاماتية باذن الله وسيؤكد بعزيمة الأحرار أنه طامح لأن يكون وطنا لجميع أبنائه دون تمييز أو محاصصة.. وأن الكفاءة ستكون سيدة الموقف فقط لا غير.. ولن يبقى نظامه هذا الذي نعيشه.. بل سيكون نظاما وطنيا لا طائفيا ولا مذهبيا.. تسوده العدالة واحترام الكفاءة.. ولن يضيرنا أن يكون أحد الرؤساء الثلاثة أرثوذكسياً او علوياً او سنياً أو شيعياً أو مارونياً أو كاثوليكياً او بروتستانياً.. وما يهمنا ان يكون صاحب كفاءة ونزيها وأبيا وعفيفا ومختارا من الشعب ضمن دائرة انتخابية موسعة أو شاملة… ولن تكون الادارة والقضاء والأمن مرتهنة للسياسيين.. فالادارة هي ملك الجميع وحق للجميع وكذلك القضاء والأمن…
لن يستأثر أحد بالتجارة بالدواء والغذاء والبناء وانما سيكون هذا بادارة الدولة العادلة وليس بادارة او ضمن ملكية الأفراد… هذا ما نطمح اليه…
لبنان هو قطر عربي مستقل ذو سيادة متفاعل مع محيطه العربي بصورة أساسية ومنفتح على العالم بما يحفظ كرامته ومصالحه ومعادي لاسرائيل ما دامت فلسطين العربية مغتصبة.. ويرفض أية وصاية أجنبية أو أممية ولن تكون هنالك أية وصاية من هنا وهناك مهما كلف الأمر!..
ونقطة اول السطر…!!!!
* حسين السيد عباس ابو الحسن
تعليقات: