المرحوم أبو نعيم علي نعيم العبدالله
أكتب إليك بعد أن مرّ اسبوع على رحيلك..
أكتب لأقول لك يا أيها الرجل العظيم والكبير، أنهكتنا برحيلك..
يا حبيببي ، كيف أعبّر لك عن كل ما في نفسي... وقد رحلت وأخذت معك مشاعري وكلماتي...
حتى قلمي يأبى أن يكتب غير مصدقاً أنك رحلت... آلمتني... وآلمتنا!
يا حبيبي لن أتكلم عني وعن حزني... ولن أصف ما يدور في بالي...
أرأيت دموع هالة يا بابا؟ هالة التي ان بكت كنت تتألم معها وتؤانسها لتستمد قوتها منك...
فرحلت وتركتها تبكي وحدها... رحلت وبكت عليك وعلى فراقك...
رحلت فآلمتها... ومن يواسيها الآن وقد رحلت؟
أرأيت دموع نعيم وحمودي؟
أرأيت دموع هبه وزينه وزهره؟
أرأيت دموع مايا دلوعتك الصغيره؟
ولمن ستنادي فوفو، حفيدتك الصغيره، "أدو علي"؟
بابا حبيبي
يولد المرء في هذه الدنيا، يكبر ويعمل، ويحب ويرحل....
قلّة من هؤلاء من يترك أثراً في دنياه...
أما أنت يا أبي...
تركت اسماً يردده الصغير قبل الكبير،
اسماً متوجاً بالتضحيه والكرامه والكرم والعزّة،
اسماً مرادفاً للمحبه،
غني بروحه الطيبة،
وفخراً لكل أولادك وأحفادك من بعدك...
كم سنشتاق إليك يا بابا...
كم سنشتاق لوجودك في المنزل...
لسهراتنا ونقاشاتنا، للسياسة التي كنت تحبها، للقراءة التي شجعتنا عليها...
كم سنشتاق لعزيمتك وصبرك... عزيمتك التي كنا نستمد منها القوه أيام المحن، وصبرك على آلامك...
فكنا الضعفاء وكنت القوي الذي لن يهزمه المرض...
وكنت تضحك وتبتسم كي لا تشغل بالنا مع أنك تتألم...
ثم تركتنا ورحلت... وكسرتنا... كسرتنا برحيلك!
أبي الحنون، بعد رحيلك لا أستطيع إلا أن أقول
"اللهم يا حنان يا منان،
يا بديع السماوات والأرض،
يا ذا الجلال والإكرام،
يا حيّ يا قيوم،
اللهم اغفر له وارحمه،
وعافه واعف عنه،
وأكرم نزله ووسع مدخله،
واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب،
كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس،
اللهم جازه بالحسنات احساناً،
وبالسيئات عفواً وغفراناً،
اللهم ان كان محسناً، فزد من حسناته،
وان كان مسيئاً تجاوز اللهم عن سيئاته،
اللهم تقبل منه القليل وتجاوز عن التقصير،
اللهم افتح أبواب السماء لروحه
وأبواب رحمتك وأبواب جنتك
برحمتك يا أرحم الراحمينز"
اللهم آمين
ابنتك مروى
تعليقات: