علي حماده: التقيت أحياناً في مواقع متقابلة مع سعيد.. دون ان يفسد ذلك للود قضية

المرشحان، لانتخابات بلدية الخيام 2016، الأستاذ سعيد الضاوي ود. علي حمادة، ضيفا الإعلامية ندى أندراوس في برنامج نهاركم سعيد
المرشحان، لانتخابات بلدية الخيام 2016، الأستاذ سعيد الضاوي ود. علي حمادة، ضيفا الإعلامية ندى أندراوس في برنامج نهاركم سعيد


لم يمض على اتصالي الاخير به اسبوعان ،كان بهدف التعزية بأخيه ،صوته فيه مزيج من حسرة و الم، تارة من فراق اخيه وأخرى من شكوى مرض اتعبه وانهكه..

كان لتوه قد عاد الى المنزل بعد طمأنةِ طبيبه المعالج له بان الامور مستقرة و المطلوب فقط قليل من الصبر و التحمل، ولعل قادم الأيام تنبؤه بهدوء اكثر و كذلك استقرار.. كانت المكالمة مليئة بالوجدان والود، مفعمة بالانسانية امام هول ما يدور من حولنا، وكان لطيفاً كعادته هادئًا كما عرفته، اوصيته بالاهتمام بصحته، وأخبرني كم كان حزينا عندما علم بمرضي الذي تملكني لفترة من جراء الكورونا، واقفلنا الاتصال على املٍِ، بأيام قادمة افضل...

البارحة، ذهبت اتصفح هاتفي، وكالكثير منا، كلما قلبت صفحة يزداد تدفق الادرينالين، لان اخبار هذه الايام قاسية و مفاجئة.. كل فرد منا يشد احزمته بانتظار خبر سيء، اعتدنا عليه مؤخرا... وكانت صورته والابتسامة تعلو الوجه كافية لأتمسمر قليلا، فركةُالعيون لم تغير شيئا من الصورة، لا يزال يبتسم والوجه هو الوجه، حاولت ان اتخيل عنوانًا آخر للصورة، تعليقا سياسيا او اجتماعيا او طرفة عن خيامنا العزيزة، لكنه بقي يضحك دون انقطاع، وبدأت رسائل التعزية من تحت بسمته تتسرب،أيقنت انها بسمة الوداع و الفراق و الرحيل ..

مر شريط ذاكرتي بمعرفته مرورا ضوئيا يفوق سرعة الصوت، تألمت و حزنت، ومرة أخرى، يا لهذه الحياة كم هي قاسية، قهر عباده بالموت وبالفناء وبإشارة سوداء في زاوية الاطار، لتبقى الكلمات صدى وليبقى الصوت رجع صداً، امسكت باليمنى وجنتي الساخنة وباليسرى لففتها حول صدري، و اللسان يلهج بالرحمة على رحيله...

استاذ سعيد ،التقينا كثيرا في مواقع والجنب الى الجنب خاصة في موضوع المقاومة و التنمية والتقينا أحياناً في مواقع متقابلة دون ان يفسد ذلك في الود اي قضية، لم ينقطع التواصل وكلنا يتسابق في خدمة الخيام وكنت تسبقني دائما بالرؤية الثاقبة المتكئة على خبرة عمر قضيته انت في الشأن العام، و لم يمنعك عائق من هنا او من هناك و لطالما اقتحمت الفرص لترفع من شأن خيامنا و ما ترددت ..

رحلت مسرعًا و مبكرا لكنه القضاء الذي لا مفر من سلطانه و لن يبقى الا وعد ان نكمل فعل حبنا للارض التي حملتكَ و حمِلتها و حَملت شهداءنا و احلامنا نحو يوم موعود..

رحمك الله و كل العزاء لعائلتك و محبيك واصدقائك ولا حول ولا قوة الا بالله العلّي العظيم.

* الدكتور علي حماده (نائب رئيس بلدية الخيام)

مواضيع ذات صلة:

د. كرم كرم: سعيد الضاوي.. وداعاً!

غاصب المختار: المناضل ابن أرض الجنوب المقاومة، سعيد الضاوي، حمل قيم كمال جنبلاط

ابو فاعور: رحل الرفيق سعيد الضاوي ابن الخيام وحامل عطرها وارثها الوطني

أسعد غصن: رحيل الإنسان

عزت رشيدي: سعيد الضاوي.. زميلنا الذي لن نصدق انه قد رحل

يوسف مرعي: عزاؤنا برحيل سعيد الضاوي، الخير الكثير الذي زرعه في بلدته

الأنباء: سعيد الضاوي يلملم أوراقه ويرحل.. من تخوم فلسطين كانت البداية

علي حماده: التقيت أحياناً في مواقع متقابلة مع سعيد.. دون ان يفسد ذلك للود قضية

وداد يونس: برحيلِكَ «سعيد ضاوي» كُسِرَ جناحٌ من أجنِحَةِ نادي الخيام الثقافي

وداد يونس: برحيلِكَ «سعيد ضاوي» كُسِرَ جناحٌ من أجنِحَةِ نادي الخيام الثقافي

وهبي أبو فاعور: رموز الوفاء.. سعيد الضاوي وداعاً

تعليقات: