حادثة إطلاق النار على «ابن الزغلول»: هل هي عملية ثأرية؟


الجيش اللبناني اثناء معارك بيروت (أرشيف ــ هيثم الموسوي)الجيش اللبناني اثناء معارك بيروت (أرشيف ــ هيثم الموسوي)عند التاسعة والنصف من ليل الاثنين الماضي، ولدى مرور عماد الزغلول على دراجته النارية بالقرب من مدخل سوق صبرا للخضر، الواقع بين مبنى السفارة الكويتية والمدينة الرياضية، أطلق أربعة أشخاص مجهولين النار على «عماد»، وأصابوه في قدميه ويده وخاصرته. وقيل إن اثنين من مطلقي النار كانا يرتديان لباس قوى الأمن الداخلي.

نُقل عماد الزغلول على الفور إلى مستشفى رفيق الحريري الحكومي، وكانت حالته غير مستقرة. وقد نُقل إلى مستشفى المقاصد بعد ظهر أمس، بناءً على إشارة القضاء، إثر توافر معلومات عن نية من أطلق النار عليه مهاجمته داخل المستشفى.

تعدّدت الروايات في شأن ما جرى، واتفقت اثنتان منها على وجود خلفية ثأرية للحادثة، إلا أنها اختلفت في شأن الفاعل. قالت إحداها إن ما تعرّض له عماد هو ردّ على مشاركته في إحراق مركز الحزب السوري القومي الاجتماعي في الطريق الجديدة. الرواية الثانية جاءت نقلاً عن مصدر مسؤول في تيار المستقبل، وتقول إن هناك خطة وُضعت لاستدراج عماد الزغلول، حيث جاء شاب يدعى محمد ح. وأخبر عماد بأن هناك إشكالاً في منطقة الفاكهاني بين تيار «المستقبل» وحركة «أمل»، وطلب إليه الذهاب معه حتى يفضّوا «المَشكل». عندها ركب «عماد» على دراجة محمد ح. النارية، لكن الأخير أخذه إلى الحي الغربي خلف المدينة الرياضية، حيث كان في انتظاره أربعة أشخاص، وما إن نزل عن الدراجة حتى تم «رشّه» بالرصاص. المصدر في تيار «المستقبل» أعطى اسم الشخص الذي اتهمه بإطلاق النار، إلا أن «الأخبار» تتحفظ على نشر اسمه لأسباب قانونية. وتجدر الإشارة إلى أن «الأخبار» عادت واتّصلت بالشخص المتّهم حيث نفى أي علاقة له بما جرى، لا من قريب ولا من بعيد.

ويذكر أن جريدة المستقبل أشارت إلى وجود شخصين بلباس شرطة المجلس النيابي، الأمر الذي نفاه مصدر رفيع في قوى الأمن الداخلي نفياً قاطعاً.

«عماد الزغلول» اسم ورد في التقارير الأمنية التي أشارت إلى مسؤوليته المباشرة في التحريض والمشاركة في إشكالات الأحد الماضي، وقد أُدرج اسمه بين أسماء الذين سحبوا ست دراجات نارية من شاحنة تابعة للجيش اللبناني وأحرقوا إحداها واعتدوا بالضرب والطعن على أحمد المعلم وعلي حمود. كذلك تكرر ذكر اسم «ابن الزغلول» في العديد من الإشكالات الأمنية التي حصلت في الطريق الجديدة ومحيطها، وقد ظهر اسمه إلى العلن مع حوادث الجامعة العربية التي رافقها حرق مركز الحزب القومي في المنطقة، حيث تردد أن «ابن الزغلول»، الاسم الذي يعرفه به أبناء منطقته، مسؤول عن رمي قنبلة المولوتوف على مركز القومي وإحراقه.

ومنذ ذلك الوقت، صار «ابن الزغلول» من بين المشتبه فيهم الرئيسيين لدى الأجهزة الأمنية في مختلف الحوادث والإشكالات المتقطعة التي كانت تحصل في محلة كورنيش المزرعة، مما دفع الأجهزة الأمنية إلى وضعه تحت الحراسة، تمهيداً لتوقيفه بعد تماثله للشفاء.

تعليقات: