مسيرات وإضراب في مخيمات صور
صور - جمال خليل: على اثر الاحداث المؤسفة والآخذة بالتصاعد في مخيم نهر البارد تداعت القوى الاسلامية والوطنية واللجان الاهلية في مخيمات منطقة صور، ونفذت اضراباً عاماً وحداداً اقفلت خلاله مدارس الاونروا وانطلقت مسيرات عفوية تخللها احراق الاطارات المطاطية· وندد المشاركون "بإستهداف المدنيين" ودعوا الى ضرورة تحييدهم من الاعمال العسكرية، مطالبين بضرورة الوقف الفوري للأعمال العسكرية والسماح لقوافل المساعدات الطبية والانسانية الدخول الى المخيم واخلاء الجرحى والمصابين· واشارت القوى الاسلامية والوطنية الى ان التحرك هو للمطالبة بوقف نزف دماء الابرياء في مخيم نهر البارد، مؤكدة على ضرورة السلم الاهلي والعيش المشترك والحفاظ على العلاقة اللبنانية - الفلسطينية، وعدم السماح لاي طرف توتير هذه العلاقة وزج الجيش المقاوم الذي نكن له كل احترام وتقدير لما يظهر دائماً من عقيدته المقاومة وتبنيه لقضايا الشعب الفلسطين وتوجيهه الى اماكن خاطئة· الى ذلك، نفت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية في منطقة صور ما تناقلته بعض وسائل الاعلام من شتائم وسباب لرئيس الجمهورية العماد اميل لحود ولرئيس الحكومة فؤاد السنيورة· وقالت: كل الذي حصل في مخيم الرشيدية هو تعاطف ابناء الشعب الفلسطيني في مخيم نهر البارد الذين وقعوا رهينة هذه العصابة· وهم لا يتحملون وزر اعمالها الدنيئة، ونحن نكن كل الاحترام لقيادة الجيش اللبناني ونعتبر شهداءها شهداء القضية الفلسطينية· واضافت القيادة: نحن في مخيمات منطقة صور الهادئة لكننا نتمنى على الحكومة اللبنانية وقيادة الجيش اللبناني الأخذ بعين الاعتبار الـ 40 الف لاجئ فلسطيني يعيشون في مخيم نهر البارد تربطهم واهالي مخيمات صور القرابة والعاطفة، مؤكدة ان كل الفصائل والقوى الفلسطينية تعتبر ظاهرة فتح الاسلام ظاهرة تجب معالجتها، وانهاؤها، وان امن الفلسطينيين من امن لبنان ويجب المحافظة على الجيش حامي هذه السيادة·
إحراق إطارات في عين الحلوة وإعلان الإضراب المفتوح
مجلس أمني فرعي ولقاءات في صيدا دعت لتجنيب المدنيين ودعم الجيش اللبناني
صيدا - سامر زعيتر: عاشت مدينة صيدا ومخيماتها أجواء من الترقب الحذر في ظل المواجهات الدائرة بين الجيش اللبناني و"فتح - الإسلام" في مخيم نهر البارد· وتواصلت الإتصالات واللقاءات بين القيادات اللبنانية والفلسطينية لمنع إنتقال الأزمة إلى باقي المخيمات، وخصوصاً مخيم عين الحلوة، حيث شهدت تعزيزات للجيش اللبناني في محيط المخيم وإستنفار لعناصر "جند الشام" داخل منطقة تعمير عين الحلوة وسط إحراق الإطارات والمسيرات الداعية لوقف القتال· وترأس محافظ الجنوب العميد مالك عبد الخالق إجتماعاً لـ "مجلس الأمن الفرعي" في الجنوب صباح أمس في مكتبه في سراي صيدا الحكومي بحضور المحامي العام الإستئنافي في الجنوب القاضي أنطوان فرحات، قائد منطقة الجنوب العسكرية للجيش العميد الياس زعرب، رئيس فرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العقيد عباس إبراهيم، قائد سرية درك العقيد ناجي المصري، رئيس "دائرة الأمن العام" في الجنوب العقيد موسى جفال، رئيس فرع المعلومات في الجنوب المقدم عبد الله سليم، آمر مفرزة الشرطة القضائية المقدم يوسف أبو خليل، قائد سرية درك صور المقدم جورج الياس، المدير الإقليمي لأمن الدولة في الجنوب المقدم مجدي أبو ضرغم، وأمين سر عام المحافظة نقولا أبو ضاهر· بداية نوه المحافظ مالك عبد الخالق "بالتعاون الوثيق والتنسيق بين الجيش اللبناني والقوى الأمنية كافة" · وأبدى المجتمعون ارتياحهم للتعاون والتفاهم الحاصل بين الهيئات السياسية والأمنية في نطاق صيدا، وللتصريحات المتزنة التي يطلقونها والتي من شأنها أن تعزز أجواء الاستقــرار والــتهدئة، في مخيم عين الحلوة ومدينة صيدا والجوار· وجرى التأكيد على: تكثيف الدوريات الأمنية من قبل الجيش اللبناني وسائر القوى الأمنية المعنية منعا لأي إخلال بالأمن· إضافة الى متابعة التنسيق بين الجيش اللبناني والقوى الأمنية كافة، بالتعاون مع النيابة العامة الإستئنافية في الجنوب· عين الحلوة ومع إستمرار الإشتباكات المسلحة في مخيم نهر البارد، تحولت حالة الترقب والحذر التي كانت تعيشها المخيمات الجنوبية، وخصوصاً مخيم عين الحلوة، إلى غضب لف أبناء المخيم، حيث أقفلت الطرقات الرئيسية وسط إشعال الإطارات المطاطية وظهور مسلح لعناصر من "جند الشام" والقــوى الإسلامـية وسط إجراءات إتخذها الكفاح المسلح في المخيم والجيش اللبناني في محيطه· وأعلن أبناء المخيمات والقوى والفصائل الفلسطينية الإضراب المفتوح وإستهجان القصف الذي يطال المدنيين الأبرياء، وطالبت القوى بوقف فوري لإطلاق النار وإدخال المواد الغذائية إلى المخيم وسحب المسلحين، ومعالجة الوجود الفلسطيني في لبنان بالطرق السلمية لأن الوجود هو سياسي بإمتياز· ولأجل ذلك خرج أبناء مخيم عين الحلوة والقوى الفلسطينية في تظاهرة إنطلقت من أمام "مسجد النور" في الشارع التحتاني في المخيم وقاموا بإحراق الإطارات وإطلاق الشعارات الداعية لتجنيب الأهالي ويلات المدافع· وأكدت القوى الفلسطينية الوطنية والإسلامية أن التحركات ليست موجهة ضد أحد، بل هي لمناشدة الجيش اللبناني وقف إطلاق النار وتحييد المدنيين· وحذر الناطق الرسمي بأسم "عصبة الأنصار الإسلامية" الشيخ أبو شريف عقل من "أن الأمور بدأت تخرج عن السيطرة وقد تؤدي إلى فلتان، إذا ما إستمر قصف المدنيين في نهر البارد"· وأوضح "أن "عصبة الأنصار" والقوى الفلسطينية حريصة على ضبط الوضع ومنع أي توتير، ولكن الأمور بدأت تخرج عن السيطرة، وقد تؤدي إلى فلتان"· وكانت "لجنة المتابعة الفلسطينية" المنبثقة عن كافة القوى الوطنية والإسلامية عقدت إجتماعاً طارئاً أعلنت خلاله الإضراب المفتوح وإقفال مدارس "الأونروا"، فيما عمد عدد من الشباب في تعمير عين الحلوة إلى إقفال الطريق الرئيسية وإشعال الإطارات المطاطية مع ظهور مسلح لعناصر "جند الشام" يقابلها تحركات لـ "الكفاح المسلح الفلسطيني" داخل المخيم ولعناصر الجيش اللبناني في التعمير وقرب "مستشفى صيدا الحكومي"· وبعد صلاة الظهر نفذت "لجنة المتابعة الفلسطينية" إعتصاماً شارك فيه ممثلون عن فصائل "منظمة التحرير الفلسطينية" (بإستثناء حركة "فتح") و"تحالف القوى الفلسطينية" والقوى الإسلامية، تحدث فيه ممثل "حماس" في صيدا أبو أحمد فضل والمنسق العام للجان الشعبية الفلسطينية عبد مقدح، وممثل "أنصار الله" الشيخ أسامة عباس، والناطق باسم "عصبة الأنصار" الشيخ أبو شريف عقل· وجابت شوارع المخيم مسيرة دعت لوقف قصف المدنيين الإبرياء وحقن الدماء الفلسطينية· الأحزاب والفصائل وبدعوة من رئيس "التنظيم الشعبي الناصري" النائب الدكتور أسامة سعد، عقد "لقاء الأحزاب اللبنانية" وفصائل "منظمة التحرير الفلسطينية" و"تحالف القوى الفلسطينية" اجتماعاً في "مركز معروف سعد الثقافي" - صيدا بحضور القوى الإسلامية في مخيم عين الحلوة و"الجماعة الإسلامية" و"الحزب الشيوعي اللبناني"· وبعد الاجتماع أصدر المجتمعون بياناً أعلنوا فيه دعمهم للجيش اللبناني ووقوفهم بجانبه في مواقفه الوطنية الحاضنة للسلم الأهلي والداعمة للمقاومة، كما وجه اللقاء التحية الى شهداء الجيش اللبناني، مطالبا جميع القوى السياسية بعدم زج الجيش في صراعاتهم ومعاركهم الداخلية· كما أكدوا إدانتهم لأي جهة كانت تقدم على التعرض للجيش ورفض المحاولات المشبوهة الهادفة الى استدراج الجيش الوطني الى الاشتباك مع المخيمات الفلسطينية، والتأكيد أن أي معالجة لموضوع المخيمات هي معالجة سياسية بامتياز، ولا يمكن حصرها بالجانب الأمني، مع العمل على تثبيت وقف اطلاق النار افساحاً في المجال امام المعالجات السياسية· توضيح "الجماعة الإسلامية" بدوره المسؤول السياسي لـ "الجماعة الإسلامية" في الجنوب بسام حمود أوضح أنه "بعد الاجتماع الذي عقد في "مركز معروف سعد الثقافي" بدعوة من النائب الدكتور اسأمة سعد للأحزاب اللبنانية وفصائل "تحالف القوى الفلسطينية" و"منظمة التحرير الفلسطينية" وبحضور "الجماعة الإسلامية" ممثلة بمسؤولها السياسي في الجنوب بسام حمود، اتفق المجتمعون على اصدار بيان تفاجأت الجماعة أن الذي وصل الى وسائل الاعلام مخالف في بعض مضامينه للذي تم الاتفاق عليه، ويهم "الجماعة الاسلامية" أن توضح أنه تم الاتفاق على ما يلي: ادانة الاعتداء الذي تعرض له الجيش اللبناني والقوى الامنية· ادانة التفجير الذي حدث في منطقة الاشرفية، واعتباره استمرارا لمسلسل التوتير الامني المتنقل في لبنان · دعا اللقاء الى وقف اطلاق النار والعمل على ايجاد الحلول السياسية للازمة المتفجرة، لكي لا يدفع الشعب الفلسطيني ثمن معركة لا علاقة له بها· الهيئات الإقتصادية وعقدت الهيئات الإقتصادية في صيدا إجتماعاً في "غرفة التجارة والصناعة والزراعة" في صيدا والجنوب شارك فيه رئيس الغرفة محمد الزعتري، رئيس "جمعية تجار صيدا وضواحيها" علي الشريف، رئيس "تجمع الصناعيين" في صيدا والجنوب محمد حسن صالح، رئيس "تجمع صناعيي جبل عامل" عبد الرؤوف عزالدين ورئيس "تجمع مزارعي الجنوب" هاني صفي الدين· وجرى التداول في الأحداث الأمنية والإعتداء على الجيش اللبناني، وجرى التأكيد على الإدانة المطلقة للإعتداءات الإجرامية التي أقدم عليها "تنظيم فتح الإسلام" والوقوف صفاً واحداً تأييداً للجيش اللبناني والقوى الأمنية في الحفاظ على الأمن والإستــقرار وحـــماية الوحدة الوطنية مع تكرار الدعوة لتجاوز الإنقسامات والصراعات التي تمادت في تمزيق اللحمة الوطنية وشل الحياة الإقتصادية والتأثير سلبياً على معيشة المواطنين ومستقبل أبنائهم· النابلسي ورأى رئيس "هيئة علماء جبل عامل العلامة" الشيخ عفيف النابلسي أن "المشهد الذي وصل اليه الوضع الأمني في لبنان "هو في غاية الخطورة والتأزم، ويتبدى واضحا أن هناك من يعمل لزرع الفجائع في أكثر من منطـقة في لبنان· وان الباب ما زال مفتوحا على الفــوضى فيما إذا لم يتم تدارك هذا الوضع بوفاق داخلي وبوحدة وطنية جامعة تخرج الوطن والشعب من هذه المآزق الخطيرة"· البزري بدوره رئيس بلدية صيدا الدكتور عبد الرحمن البزري دان التعرض للجيش اللبناني كونه المؤسسة الضامنة لوحدة لبنان وسلامة أبنائه وسلمه الأهلي· واعتبر أن العناصر التي تعرضت للجيش خارجة على القانون، متسائلاً عن كيفية دخولها إلى لبنان وتسهيل أمورها في الداخل والسماح لها بالتنقل خارج المخيمات·
تعليقات: